فنون

مصراته السلام في مدح سيد الأنام (4) العودة بعد انقطاع ثلاث سنوات

هند التواتي

اختتمتْ‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬لـ‭ ‬مهرجان‭ ‬مصراتة‭ ‬لـ‭)‬لسلام‭( ‬في‭ ‬مديح‭ ‬سيد‭ ‬الأنام‭ ‬للمالوف‭ ‬والمدائح‭ ‬النبوية‭ ‬بنجاح‭ ‬باهر،‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬ليالٍ‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬الفنية‭ ‬والإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬عكس‭ ‬عمق‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬الليبي‭ ‬الأصيل‭.‬

شهد‭ ‬ركح‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬بمدينة‭ ‬مصراتة،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬هذه‭ ‬الليالي‭ ‬تظاهرة‭ ‬فنية‭ ‬مميزة‭ ‬بمشاركة‭ ‬ست‭ ‬فرق‭ ‬ليبية‭ ‬عريقة‭ ‬من‭ ‬مدن‭: )‬مصراتة،‭ ‬الخمس،‭ ‬طرابلس،‭ ‬وسبها‭(‬،‭ ‬استعرضتْ‭ ‬غنى،‭ ‬وتنوع‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬المرتبط‭ ‬بفنون‭ ‬المألوف‭ ‬والمدائح‭ ‬النبوية‭.‬

ليلة‭ ‬الختام‭ .. ‬

شهدتْ‭ ‬الليلةُ‭ ‬الختامية‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين‭ ‬حضورًا‭ ‬غفيرًا‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬والمثقفين؛‭ ‬حيثُ‭ ‬أبدعتْ‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬مصراتة‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬علي‭ ‬عفط‮»‬‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬وصلات‭ ‬فنية‭ ‬متميزة،‭ ‬شملتْ‭ ‬قصائد‭ ‬مديحية‭ ‬ونوبات‭ ‬من‭ ‬المالوف،‭ ‬تفاعل‭ ‬معها‭ ‬الجمهور‭ ‬بحماس‭.‬

وقدَّم‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬عفط‮»‬‭ ‬تعريفًا‭ ‬قيّمًا‭ ‬بالمالوف‭ ‬الليبي،‭ ‬وتاريخ‭ ‬دخوله‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا،‭ ‬وبداياته‭ ‬في‭ ‬الزوايا‭ ‬الدينية‭ ‬والمناسبات‭.‬

مستذكرًا‭ ‬أبرز‭ ‬أعلام‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬كالراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬عريبي‮»‬‭.‬

نجاح‭ ‬وتألق‭ ‬في‭ ‬الليالي‭ ‬السابقة

شهد‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬الجمعة‭ ‬28‭ ‬نوفمبر‭ ‬حضور‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومسؤولين‭ ‬وسفراء،‭ ‬وقدمت‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬طرابلس‭ ‬للمالوف‭ ‬والمدائح‭ ‬والموسيقى‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬صوفيا‮»‬‭ ‬وصلات‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬القصائد‭ ‬المولدية‭ ‬ونوبات‭ ‬المالوف،‭ ‬ليلة‭ ‬السبت‭ ‬أمتعت‭ ‬فرقتا‭ ‬‮«‬عشاق‭ ‬المديح‮»‬‭ ‬من‭ ‬سبها‭ ‬و«المدائح‭ ‬النبوية‮»‬‭ ‬من‭ ‬مصراتة‭ ‬الجمهور‭ ‬بعروضهما‭.‬

ليلة‭ ‬الأحد‭ ‬قدّمتْ‭ ‬فرقتا‭ ‬‮«‬شهداء‭ ‬كعام‮»‬،‭ ‬و«تاجوراء»عروضهما‭ ‬الفنية‭ ‬ضمن‭ ‬أجواء‭ ‬المهرجان‭ ‬الروحانية‭.‬

رسالة‭ ‬المهرجان

في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ‭ ‬صحيفة‭ ‬فبراير،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمهرجان،‭ ‬محمد‭ ‬المدولي‭: ‬أنَّ‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬المهرجان‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي،‭ ‬والفني‭ ‬الليبي،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬فنون‭ ‬المألوف‭ ‬والمدائح‭ ‬النبوية‭.‬

وأضاف‭ ‬المدولي‭ :‬

أن‭ ‬استمرارية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬تعكس‭ ‬أهمية‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬توقيت‭ ‬المهرجان‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬جاء‭ ‬احتفالاً‭ ‬بمرور‭ ‬ثمانية‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬انطلاقه‭.‬

مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انقطاع‭ ‬المهرجان‭ ‬لثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬توفر‭ ‬الإمكانات‭.‬

مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬الذي‭ ‬تفضلت‭ ‬به‭ ‬شركة‭ ‬المدار‭ ‬الجديد‭ ‬للنسخة‭ ‬الحالية‭.‬

يُذكر‭ ‬أنَّ‭ ‬فن‭ ‬المألوف‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ألوان‭ ‬الفن‭ ‬التقليدي‭ ‬الليبي‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬بالفنون‭ ‬الأندلسية،‭ ‬وازدهر‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬ويقوم‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬آلات‭ ‬موسيقية‭ ‬متنوعة‭ ‬كالعود‭ ‬والكمان‭ ‬والنَّاي‭ ‬والإيقاع،‭ ‬بدور‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬الوطنية؛‭ ‬حيث‭ ‬توارثته‭ ‬الأجيالُ‭ ‬ليصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى