تكمن أهمية الموضوع في القصص والحوادث الغريبة التي قد نستمع إليها عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن سلبيات ملف العمالة والروايات التي يعتبرها البعض حقيقية، غير أننا في المجتمع الليبي لدينا الكثير من العوامل التي تجعلنا مجتمع منغلق ومحافظ ومن الصعب جدا الوصول الى أعماق بعض هذه القصص..
حوارنا اليوم يقوم على مدى أهمية المكاتب الخدمية والشرعية لتلافي العديد من القصص والحوادث التي قد تكون مؤذية، ومعرفة تفاصيل وصول الاشخاص العاملين بداخل هذه المكاتب الى ليبيا، وهل هناك فرق بين الطرق الشرعية السليمة والدخول غير الشرعي للعمالة الوافدة..
ومن خلال الحديث مع السيد/ سعد عبدالقادر جودة/ مدير مكتب الندى للخدمات العامة سنتعرف على أهم التساؤلات في ذهن المواطن الليبي..
– من أين جاءت فكرة افتتاح مكتب للخدمات العامة؟
– من خلال الانتباه الى ضرورة وجود مكاتب شرعية للعمالة يستطيع من خلالها المواطن التحرك بأمان تام والحصول على خدمات نزيهة وامينة خالية من المشاكل ومن خلال سهولة العمل وتوفر العمالة لاننا في الجنوب ملف العمالة موجود منذ سنوات بعيدة
على عكس مدن الغرب كان من الصعب الحصول على شغالة لمساعدة المرأة بشكل عام في شغل المنزل..
– منذ متى تم افتتاح المكتب ؟
– قرابة العامين ونحن نعمل ولدينا فرع حتى في مدينة طرابلس لكن المكتب الأساسي ينطلق من مدينة سبها.
– كم عدد العمالة لديكم ؟ وماهي جنسياتهم ؟
– العدد غير محدود او غير ثابت فهو يتغير بتغير توفر العاملين من المصدر الرئيسي أي بلدانهم, ولكن يمكنني أن اقول ما بين مكتبي سبها وطرابلس نحو 25 عامل وعاملة، اما عن الجنسيات التي تعمل لدينا أغلبها من الدول الافريقية النيجر ومالي، مع العلم أن
أوراق التقديم تأتينا من العنصر النسائي من المغرب وتونس ولكن في الجنوب يحبذون التعامل مع العمالة الافريقية.
– ماهي كيفية التوظيف لديكم والمواصفات المطلوبة والاوراق لكل من يتقدم للعمل داخل المنازل؟
– انا اعمل على التواصل بشكل مستمر مع القنصل هنا في مدينة سبها ويعمل هو على تزويدنا بالأشخاص, اما الطريقة الاخرى تكون مباشرة من النيجر عن طريق الأصدقاء هناك حيث يتم التواصل معهم وتزويدي بالأشخاص المتوفرة فيهم الشروط اللازمة، وهذه الشروط تتمثل في الصحة الجسدية أولاً، أي أن العامل يبعث مع أوراقه الصحية، مع العلم اننا نقوم بعمل الفحوصات اللازمة حين يصل الينا للتأكد مباشرة، الشرط الآخرهو أن لا يكون مطلوب في قضية ما في دولته أي أن ورقة النزاهة ضرورية ,وكذلك أن
يكون يملك الاوراق الثبوتية الخاصة به..
– بعد استلامكم للأشخاص كيف تجري شكليات التوظيف لديكم؟
– أنا أقوم بتسجيلهم في القوى العاملة بعقد عمل وبطريقة شرعية بعد تسليم كافة الاجراءات الخاصة بهم وهي (الشهادة الصحية والاوراق الثبوتية وبطاقة الخلو من السوابق ) الى مكتب القوى العاملة ومن ثم أضمن لهم مكان السكن المناسب..
– ماهي المشاكل التي قد تعترضكم عند التسجيل او الاقامة او العمل داخل المنازل ؟
– ليست بالمشاكل الكبيرة ولكن تعتبر طفيفة عندما يختار المواطن عامل او عاملة ويقوم بعمله بشكل جيد فإن المواطن لا يريد ارجاع الموظف الى المكتب ويرغب في بقائه بشكل مستمر ويكون من ضمن أفراد العائلة ونحن هنا لا نستطيع اقتحام المنزل وأخذه
عنوة بل نستخدم أسلوب الاقناع، إن هذا الامر لا يجوز وليس من مصلحة المكتب او الموظف لان هناك عقد موقع بيننا وبين القوى العاملة ونحن نكون مسؤولين عن سلامته وأمنه فيما بعد..
اما عن السرقات فقد أكد السيد/ سعد جودة أنهم يقومون بإخبار الموظف منذ البداية بعواقب مثل هذه الامور وهي إما الخصم من المرتب اليومي او الحبس لدى مكتب الامن العام أو الترحيل، وكذلك لو انك تلاحظين الزي الرسمي الذي يرتديه العامل لا يحمل أي جيوب او أماكن لحفظ الاشياء داخله، ولكن على حد ذكره أنهم لم يتعرضوا لأي مشكلة من هذا النوع حتى الآن.
– كيف تضمن حق الموظف من المواطن وكيف تضمن حق المواطن لو حصل أي خلل في الامانة او العمل؟
– نحن فقط ننبه المواطن أن يعامل الموظف بكل إنسانية ولا يقسو عليه لأنه جاء الى هنا ليعمل ويكسب قوت يومه وعائلته، اما طريقة السداد فتكون اما مع المكتب مباشرة او من خلال تسليم الموظف مرتبه حسب المتفق عليه من قبل المكتب، والى حد الآن لم نتعرض الحمد لله لمشاكل من هذا النوع.
– هل لديكم مقر لسكن الموظفين؟
– نعم لدينا مقر منفصل للأشخاص الذين ليس لديهم عائلات، ولدي موظفات بعائلاتهم تم توفير مكان السكن لهن بشكل رسمي.
– كيف ترى الاختلاف من وجهة نظرك بين موضوع العمالة في السابق وبين الوقت الحالي الذي توفرت فيه المكاتب الخدمية؟
– أغلب من يترددون على المكتب يكونوا مقتنعين تمام الاقتناع ان دخول العاملات للعائلات في المنازل مرغوب أكثر من استخدام عمالة من الشارع، أولا من ناحية الخلو من الامراض، ثانيا من ناحية الامانة والنزاهة في العمل.
– بخصوص الامراض هل حصل وإن تعاملتم مع جهة ومدتكم بأشخاص يحملون امراض؟
بالفعل هذا حصل معي مرتين، فبعد تأكدي أنهن يحملن ا لمرض توجهت الى الجهات المسؤولة وقمت بتسليمهم مباشرة حتى يعملوا إما على ترحيلهم أو التعامل معهم حسب المطلوب، فضمان السلامة هو شعار مكتبنا، والا لما اختلفنا عن غيرنا في شيء..
شرعية العمالة الوافدة وابتعاد شبح الفوضى في الجنوب
قدلايختلفاثنانأنوجودالعمالةالاجنبيةوالمكاتبالخدميةأمرفيغايةالأهميةنظراللانفتاحالاجتماعيوخروجالعديدمنالنساءالىمعتركالحياةالعمليةفيالآونةالاخيرةممايضطرالمرأةالىالبقاءخارجالمنزللساعاتطويلةلكنموضوعالعمالةوالخدماتالعامةأمرليسبالجديدعلىمناطقالجنوبفمنذالثمانياتهوشيءطبيعيومتوفربشكلعاموبأعدادكبيرةجداعلىعكسمناطقأخرىفيليبيافي الشرق والغرب ويعود السبب الى وفود أعداد كبيرة من المهاجرين عبر المناطق الحدودية لليبيا من الجهة الجنوبية والتعايش والتأقلم مع سكان المنطقة بطريقة تقديم أعمال خدمية مقابل المال او مقابل توفير مكان للسكن او مقابل الغذاء، إلا أن الامر مختلف في مناطق الغرب ولم ينتشر الا في السنوات العشر الاخيرة وعن طريق المكاتب الخدمية فقط..
وعن دور الجوازات وكيفية دخول العمالة الافريقية بطريقة شرعية تحديدا تحدث مصدر من داخل الجوازات بقسم الاقامة والجنسية.. حيث قال: إن الاجراءات القانونية والادارية تبدأ من القوى العاملة والتي بدورها تقوم بتعبئة نماذج تحمل بيانات الشخص كاملة ويتم توقيع عقد استخدام بينه وبين القوى العاملة يحتوي على بنود تتضمن حقوق الشخص الذي سيعمل، وكذلك حقوق المواطن ويتم دفع الضرائب، من ثم يكون تسليم الاوراق لمكتب الجوازات حتى يتم إدراجه من ضمن العمالة الوافدة الشرعية..