على الطريق

ملاذي الأخير

فارس سالم برطوع

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬خطوط‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬بلادنا‭.‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬الطرقات‭ ‬المحطمة‭ ‬التي‭ ‬تئن،‭ ‬والأرصفة‭ ‬التي‭ ‬ينام‭ ‬عليها‭ ‬الإهمال‭.‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬طوابير‭ ‬العطش‭ ‬التي‭ ‬تبتلع‭ ‬الوقت‭.‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬وجوه‭ ‬السياسيين‭ ‬الكاذبة‭ ‬التي‭ ‬تبصق‭ ‬سمومها‭ ‬من‭ ‬الشاشات،‭ ‬وكأنها‭ ‬تمد‭ ‬ألسنتها‭ ‬لتغيظ‭ ‬أرواحنا‭.‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬يخنق‭ ‬الثقافة،‭ ‬والحبر‭ ‬الذي‭ ‬يجف‭ ‬على‭ ‬شفاه‭ ‬الصحافة‭ ‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬أنين‭ ‬براعمنا‭ ‬الغضّة‭ ‬التي‭ ‬تُسرق‭ ‬باسم‭ ‬وطنٍ‭ ‬يُنهب‭.‬

أحبكِ،‭ ‬رغم‭ ‬شمس‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬تلسع‭ ‬أرواحنا‭ ‬في‭ ‬‮«‬القايلة‮»‬،‭ ‬وغياب‭ ‬وردةٍ‭ ‬تروي‭ ‬ظمأ‭ ‬العين‭.‬

أحبكِ،‭ ‬يا‭ ‬ملاذي‭ ‬السرمدي‭. ‬في‭ ‬عينيكِ‭ ‬بلادي،‭ ‬وبشفتيكِ‭ ‬تغفو‭ ‬حكاياتها‭. ‬في‭ ‬شعركِ‭ ‬ليلها،‭ ‬ومن‭ ‬روحكِ‭ ‬روحي‭. ‬أنتِ‭ ‬الوطن،‭ ‬يا‭ ‬ملاذي‭ ‬الأخير‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى