عندما يصبح الصحفي هو الخبر..بعدما تمت إقالة رسام كاريكاتير أجنبي بعد 42 عاما من الخدمة الصحفية بسبب تنديده بما يحدث في غزة..كما أطلقت هيئة بث تحقيقا عاجلا مع سبعة صحفيين بعد أن اعربوا عن تضامنهم مع فلسطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي..وتم توقيف مذيع غربي لتكراره تعليقات مناصرة للفلسطينيين..وطرد صحفي رياضي أثر تغريدة له..وآخر محرر في مجلة للعلوم الطبيعية لنفس الأسباب..وأخرى صحفية لمشاركتها منشور يتحدث عن خطر المجاعة في غزة..والكثير من الشواهد التي تناولتها تقارير إعلامية مختلفة.. إذن ممارسة التضييق على الصحفيين الأجانب في مقار عملهم أو العاملين على تغطية العدوان على الأرض..ولذلك طالب نحو 55 صحفيا عاملا في وسائل إعلام غربية في رسائل مفتوحة السماح لهم بالدخول والعمل داخل غزة..ويرافق ذلك امتناع مسؤولين غربيين عن عقد مؤتمرات صحفية منتظمة للرد على أسئلة الإعلاميين..
وهاهو تقرير مراسلون بلا حدود الصادر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تطرق إلى ما يحدث في غزة ولكن دون منح المستجدات الأولوية القصوى والتغطية المفترضة..حيث ساوى الانتهاكات ضد الصحفيين بنفس قوة السياق مع مواضيع أخرى..مع ذلك فقد أشار إلى إنه منذ تشكيل لجنة حماية الصحفيين في عام 1992..وصدور قرار مجلس الأمن رقم 2222 عام 2015 الذي يطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحافيين وتمكينهم من القيام بعملهم بحرية وحقهم في الوصول إلى المعلومات..لم يشهد العالم المعاصر المساس بالصحفيين ووسائل الإعلام كما حدث ويحدث في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين..حيث قتل 145 صحفيا..92 منهم فلسطينيين..و22 على الأقل أثناء تأدية عملهم..مع العلم إن الصحفي الفلسطيني يعمل من جهة لرصد تفاصيل الحرب وسط الركام وفي مواجهة الرصاص ومن فوق رأسه تمر الصواريخ والقذائف..ومن جهة أخرى يفكر في مصير أفراد عائلته في منطقة لا تبعد كثيرآ عنه..
وكنتيجة لما سبق ذكره حذر تقرير صادر عن اتحاد الحريات المدنية لأوروبا من أن حرية الصحافة تقترب بشكل خطير من نقطة الانهيار في العديد من البلدان الأوروبية..وهنا ربما بدأ الصحفيون في العالم البحث عن ملجأ معنوي بدلاً من البحث عن الحقيقة المغيبة..وباتت تقاريرهم مجرد أفضل نسخة مبتورة يمكن الحصول عليها من صلب الحقيقة الكاملة..
