رياضة

من الواقع

علي العزابي

على‭ ‬مضض،‭ ‬وبعد‭ ‬مخاضٍ‭ ‬عسير‭  ‬انطلق‭ ‬دوري‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المسمى‭ ‬بـ‭)‬الممتاز‭( ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الـ‭)‬51‭( ‬بخمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬فريقًا‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخه،‭ ‬وفى‭ ‬سابقة‭ ‬غير‭ ‬معهودة‭ ‬أقدم‭ ‬عليها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الراحل،‭ ‬والمستقيل،‭ ‬وباركتها‭ ‬جمعيته‭ ‬العمومية‭ ‬أصل‭ ‬الداء،‭ ‬ومكمنه‭!!‬

خاضتْ‭ ‬الفرق‭ ‬مباريات‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الأول،‭ ‬والثاني‭ ‬فى‭ ‬المجموعات‭ ‬الأربع،‭ ‬فاز‭ ‬مَنْ‭ ‬فاز،‭ ‬وتعادل‭ ‬مَنْ‭ ‬تعادل،‭ ‬وخسر‭ ‬مَنْ‭ ‬خسر‭ .. ‬النتائج‭ ‬متباينه‭ ‬والأهداف‭ ‬غزيرة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬أما‭ ‬الأهم‭ ‬فهو‭ ‬المستوى‭ ‬الفني،‭ ‬فلم‭ ‬يرتقِ‭ ‬إلى‭ ‬الجيد‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬ندر،‭ ‬ومن‭ ‬كثرة‭ ‬المباريات‭ ‬اختلط‭ )‬الحابل‭ ‬بالنابل‭(‬،‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬متابعة‭ ‬كل‭ ‬منافساته،‭  ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬بين‭ ‬مجموعتي‭ ‬الشرق،‭ ‬ومجموعتي‭ ‬الغرب‭ .. ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬أنَّ‭ ‬القرعة‭ ‬جنبتْ‭ ‬الفرق‭ ‬الأربعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ ‬الدوري،‭ ‬والأكثر‭ ‬جماهيرية‭ ‬أن‭ ‬تلتقى‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬بمعنى‭ ‬أننا‭ ‬لن‭ ‬نشاهد‭ ‬دربيات‭ ‬الجوار‭ ‬بين‭ ‬الأهلى‭ ‬بطرابلس،‭ ‬والاتحاد،‭ ‬أو‭ ‬النصر،‭ ‬والأهلى‭ ‬بنغازي،‭ ‬فقد‭ ‬ترأس‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬إحدى‭ ‬المجموعات‭ ‬الأربع‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬غياب‭ ‬التشويق،‭ ‬والإثارة‭ ‬وحرارة‭ ‬المنافسة‭ ‬المعتادة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ .. ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نشاهدها‭ ‬فى‭ ‬الدربيات،‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬الدوريات‭ ‬السابقة‭..!‬

فى‭ ‬تقديري‭ ‬هذا‭ ‬الدوري‭ ‬وُلِدَ‭ ‬مشوهًا‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬والسر‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الخيالى‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬التى‭ ‬صعدتْ‭ ‬بقرار‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحدٌ‭ ‬إلغائه‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬قوبل‭ ‬بترحيب‭ ‬الأندية‭ ‬المستفيدة‭ ‬ولتذهب‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭  ‬للجحيم‭.!.‬

الأندية‭ ‬تمارس‭ ‬الأنانية‭ ‬المفرطة‭ ‬ولا‭ ‬يهمها‭ ‬تحسن‭ ‬المستوى‭ ‬الفنى‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يهمها‭ ‬الصعود‭ ‬للدوري‭ )‬الممتاز‭( ‬الذي‭ ‬يتناقض‭ ‬واقعيًا‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬ملموس‭ ‬فنيًا‭ ‬فوق‭ ‬أرضية‭ ‬الملاعب‭..!‬

تخيلوا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لدينا‭ ‬طموحٌ‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬كأس‭ ‬أفريقيا‭ ‬للأمم‭ ‬كباقى‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وانتهى‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬المستحيلات،‭ ‬واختزلنا‭ ‬كل‭ ‬أمانينا‭ ‬،وأحلامنا‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬دوري‭ .. ‬نعم‭ ‬دوري‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬فريقًا‭..‬دوري‭ ‬بجدول‭ ‬مباريات‭ ‬ثابتة‭ ‬بتواريخها،‭ ‬وملاعبها،‭ ‬وحكامها‭ ‬بلا‭ ‬تأجيل،‭ ‬وبلا‭ ‬ترحيل‭ ‬وبلا‭ ‬اعتراضات‭ ‬وعقوبات‭ ‬ومشكلات‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭..‬

هكذا‭ ‬هو‭ ‬دورينا‭ ‬كيف‭ ‬كنا،‭ ‬وكيف‭ ‬أصبحنا؟‭ ‬وكيف‭ ‬سيكون‭ ‬حال‭ ‬كرتنا‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬والآتى‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬غريبٌ‭ ‬وعجيبٌ‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى