من الزاجل إلى الذكاء الاصطناعي طرابلس تعبر الأزمنة وتعيـــد كتابة اسمها
عبد الباسط القبلاوي / عدسة مخلص العجيلي

في اليوم الثالث من فعاليات أيام طرابلس الإعلامية نُظمَ منتدى طرابلس للاتصال الحكومي الذي انطلق ليوم واحد في الحادي عشر ديسمبر 2025 بدأ بعرض مرئي رقمي حول كيفية تطور الإعلام من الحمام الزاجل إلى التقنيات الرقمية – وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي –
حضر الافتتاح السيد / رئيس حكومة الوطنية
م. عبدالحميد الدبيبة.
وضيوف ليبيا من السادة الوزراء العرب، وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى ليبيا والإعلاميون، والصحافيون العرب الذين شاركوا في هذه الأيام من كتَّاب وأدباء
وفنانين ومثقفین.
ضمن برنامج المنتدى تم تقديم عرض مرئي عبر عن تاريخ ليبيا الحافل بالبطولات عنوانه «أنا ليبي» الذى أعتلى شبابه، وشيوخه عروش الفوز لسنوات لحفظ وقراءة وتجويد اللوح المحفوظ .
تكريم رحلة
تم ضمن برنامج المنتدى تكريم الطبيبة نسرين أبولويفة الفائزة بمسابقة قارئ العام على مستوى العربي التي قالت : منذ قرأتي الكتاب الأول منذ سنوات علمتُ: )اقرأ وربك الأكرم( أنه إن كان مجدًا أحصله ذات يوم فلن يكون المبدأ إلا بالقراءة.
ففي عام ألفين وتسعة عشر فكرة. أستحوذتني واضحة أريد اشارك العالم كيف تقرأ الكتب الجيدة التي تعيد تشكيل قراءها .
البداية كانت بتأسيس منظمة : )قراء فعالون الثقافية( وعلى مدار أربع سنوات عملنا بأقل الامكانات، وبمفهوم القراءة الفعالة .
أما عام ألفين وثلاثة وعشرين حسبتُ أن الرحلة انتهت وتوقف نشاط المنظمة وتراجعت قراءة القراء.
بينما عام ألفين وخمسة عشرين ظهر أمامي اعلانٌ عن مسابقة )اقرأ( للعالم العربي وخلصت مع نفسي أن المسابقة تخصني وأن الرحلة ربما لم تنته بعد.
فرصة عادلة
هذا العام في نسخته العاشرة لمسابقة «اقرأ» تحت اشراف مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي شارك فيها المئة وتسعون ألف من ست وخمسين دولة وأجريت التصفيات إلى أن وصلت للبطاقة الذهيبة للتميز وبقينا خمسة متسابقين تنافسوا على الجائزة:)تونس – الجزائر -المغرب- السعودية -ليبيا( .
منذ البداية كنتُ عازمة على قدرة الليبين الشباب متى أتيحت لهم الفرصة العادلة في التميز على التصدر وبفضل الله في السادس ديسمبر على مسرح إثراء توجتْ هذه المشاركة الليبية الأولى بلقب قارئ العام للنسخة العاشرة على مستوى العالم العربي.
البنيان أقوى واتصال أوثق
وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية السيد وليد اللافي قال: إنّ طرابلس العاصمة تعبر الأزمنة وتعيد كل صباح كتابة اسمها. على وجه التاريخ.
المدينة التي تنبض بالحياة وتصنع من تنوعها قوةً، ومن صبرها الهوية ومن تمازج الناس فيها دوحةَ الوطن الكبير المعطاء.
فى كل نسخة من الأعوام الخمسة لأيام طرابلس الإعلامية رفعنا شعارًا يحمل الأمل ويلامس القلب .
مضيفاً : شعارنا دعوة لإبراز قصص النجاح ونسمع صوت الشباب ونوثق الإبداع، ونحتفي بالعمل الذي ينهض بالوطن.
شعارنا من نقل الأحداث إلى صانع الأمل وشريكاً في التنمية ونافذة تطل بها ليبيا على العالم بوجه مشرق يستحق أبناؤها ببنيان أقوى لتبدأ أجمل وأنقى واتصال أوثق.
مؤكدًا أنَّ الفعاليات لهذا العام متنوعة جمعت كل مكونات المشهد الإعلامي والاتصال حيث شهدنا جلسات ونقاشات وحوارات عبرت بصدق عن واقع إعلامنا بكل وسائله المرئية والمسموعة والرقمية والمكتوبة وختم بتكريم المبدعين في هذه المهنة الذين تفوقوا وحملوا الرسالة بكل أمانة وأخلاص .
معرض للإعلام
أما معرض ليبيا للإعلام فقال اللافي: أستمر لثلاثة أيام تحت شعار: «تدریب.. فرص .. إبداع» تخللها ثمانية أنشطة کبری تعمل بالتوازي جمعت في أجنحته سبع منصات لمشاهدات كبرى عربية في مقدمتها:
)وارت شوت / شاهد / توت / الجزيرة360/ العربي/تابي التركية( مع ثلاث عشرة منصة ليبية هادفة التي نفتخر بمحتواها القيم وشبابها المبدع الذي ينهض بصناعة المحتوى في ليبيا .. كما يوجد عشر شركات للإنتاج الإبداعي متخصصة لصناعة المحتوى الإعلامي.
وأضاف : خصصنا ركنًا مميزًا للمصورين حمل اسمهم شارك فيه خمسة عشر مصورًا نقلوا جمال ليبيا بعدساتهم، وقدموا أعمالًا تجسد هوية بلدهم.
ورش تدريب
كما انعقدت خمس عشرة ورشة تدريبية بمشاركة ثلاثمائة وخمسين طالباً من كليات الإعلام والاتصال بالجامعات الليبية تحت اشراف مؤسسات إعلامية عربية كبرى مثل :
الشركة المتحدة المصرية/معهد الجزيرة للإعلام/أكاديمية أينأين/مؤسسة أجواء ميديا.
كما أشرف قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية عبر حوارات ونقاشات لمواضيع وهموم الإعلام في وطننا العربي وفتح آفاق التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات العاملة بمجال الإعلام .
تابعت «فبراير» الجلسات الحوارية والكلمات الملهمة وحلقات النقاش وأختارت للقارئ بعضاً منها :
الحلم يتغير
كلمة ملهمة بعنوان : )الفن والناس ..
المسؤولية والأثر( تناول فيها الفنان المصري محمد سلام : علاقة الفن بالواقع ودور التجربة في تقديم محتوى يلامس النَّاس، ويعبر عنهم مع تأكيده على أهمية الصورة .. كما تحدث عن طفولته والشرارة الأولى بتعلقه بالفن ومدى تأثير فيلم واحد
على مسيرة حياة إنسان التي تغير أفكاره ومستقبله المهني الذي يوصف به طول حياته وأن التعليم مستقبلك يتغير ومعه الأحلام وسط ظروف مختلفة.
أول عمل فني قال: «قهوة سادة» النقلة النوعية والفعلية له في العمل الاحترافي للفن وبدأت الأعمال الفنية من سينما وتلفزيون ومسرح .
أول عمل بطولي قبل شهرين في مسلسل «كبسة طبيعية» الذي حقق نجاحًا جماهیريًا کبیرًا
التوثيق والسردية
نقطة نقاش : حول «موثوقية السرد التاريخي بين الإعلام التقليدي والرقمي»
محمد رماش – إعلامي قال: مع تجربتي في قناة «الجزيرة» تساءلتُ هل العبارة صحيحة إعلام تقليدي فعندما جاء التلفزيون والمذياع سمي أعلام عصرى والصحف والمجلات إعلام تقليدي والآن صار التلفزيون والأخبار أعلام تقليدي والدجيتال والرقمي أعلام عصري .
هذه دورة تكرر كل مرة ومن الأفضل نسميه إعلامًا، ونوثق ما يحدث.
أ. خالد سعيد – إعلامي ليبي : قال:
عندما نقدم سرد ما تاريخي متعلق
بالأحداث مقياسنا نقیس مصداقيتها.
ومدی التزامنا بمحددات المهنة المتطورة مع التقنيات الحديثة التي يجب أن تلتزم بالموضوعية والدقة في الحدث الأخباري والإعلامي قبل بثه.
يعكس الهموم
بكلمة ملهمة بعنوان: «معكم .. تجاربي صنعتي»: تحدثتْ من خلالها الإعلامية المصرية منى الشاذلي : عن دور التجربة والصورة الهادفة في صناعة تأثير إعلامي يعكس هموم الناس وحكاياتهم اليومية.
مستقبل المحتوى
جلسة نقاش بعنوان : «هل أصبحت المنصات الرقمية هي مستقبل المحتوى العربي ؟ ».
أ. جمال الشيال / مدير منصة «الجزيرة
360» قال : الجزيرة أثرتْ على الساحة العربية الإعلامية تهتم بقضايا الشعوب. قبل أن تهتم بأخبار القادة والملوك والحكام .
فكرة المنصبة امتلاك السردية والعلاقة بيننا وبين الشعوب مباشرة بلا قيود وهو شعار المنصة وأن نكون أحرارًا في الألقاء.
أما صنَّاع المحتوى يحتاجون إلى تدريب أكثر في توثيق المعلومة والتأكيد من المصدر ونحن كمنصة نوفر لهم هذا التدريب.
لحظة فارقة
كلمة ملهمة بعنوان :«صنَّاع المحتوى الشباب في معركة الوعي غائب أم متغيب ؟»
صانع المحتوى فداء الدين يحيى قال: عرفتُ ليبيا وجهادها من خلال شريط «عمر المختار» حيث استوقفني مشهد ربط رفاق المجاهد أرجلهم عرفتُ بعد كبر سني أنهم قطعوا العهد مع أنفسهم أمام الله تعالى بأن لا يتولوا يوم الزحف وأن لا يسلموا أرضهم للعدو مهما بلغتْ التضحيات .
وأضاف لو كان الأمر في القضية موت فرد
لكان نبينا صل الله علیه وسلم هو الفيصل ونهاية الأمر ولكنه منهج نور الله عليهم أن يطفئوا هذا النور يستطيعون ذلك «لا» .
نحن اليوم نعيش لحظة فارقة في تاريخ أمتنا بفضل رجال الطوفان الذين نهجوا نهج المختار نفسه وأقل واجب يقع على عاتقنا نرتقى إلى مستواها أن نفكر بمنطق الأمة الواحدة وقدرنا أن تعلمنا في مدارسنا وجامعاتنا بأن الوطن الغالي الذي يجب أن نفتديه بأرواحنا هو بقعة جغرافية حددها العدو وبالتالي يصعب أن نتخيل التفكير خارج هذه الحدود الذي ينتمى إلينا ويقول «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» دمه من دمي وعرضه عرضي وهمه همي واجبنا اليوم أن نتجاوز هذه الحدود ونستجيب لأمر الله وحملة رسالته وبنور الله الذي لا ينطفئ .
الإعلام الغربي
كلمة ملهمة بعنوان : «نحن في منظور الإعلام الغربي»
أ.باسم يوسف – إعلامي مصري قال: وجود هجمة إعلامية تشوه صورتنا في الإعلام الغربي وأن الابادة الجماعية في غزة مخطط لها لسنوات مضت غسلت ادمغة المتلقي بأن الصراع بين الأخيار والأشرار حتى ولو الأخير يدافع عن أرضه رغم التشريد، والتقتيل، والتهجير، والتجويع والشهداء بلآلاف صورتهم في الشاشات والقنوات الدولية الكبرى لا يهم فهم أشرار..
وأضاف : اليوم أخبار تنطلق من جهاز الموبايل هي مصدر معلوماتنا لكل العالم فهي تشكل أفكارنا، وتنسج الحقيقة حولنا .
قبل قدومي لليبيا كل الخوف من أخبار الموبايل العدسة المشروخة عمداً لتشويه الحقيقة كون ليبيا كانت متصدرة الأخبار بؤرة توتر في نظرهم من النادر الحصول على معلومة صحيحة.
من نقل الأحداث
الى صناعة الامل وشريك في التنمية
قصص نجاح ووثيقة للابداع !!



