مارك هو الرجل الأكثر شهرة في حياتنا المعاصرة .. رغم أنه لم يكن نجما فنيا ولاكرويا ولا قائدا عسكريا ولاحتى سياسيا.. لم يستثني اي بلد او ديانه او عرق الا وكان مارك بشروطه وواقعه حاضرا معهم في اغلب اوقاتهم حتي في مهنهم واحسيسهم ومشاعرهم..
فعلا نحن نعيش حياة مارك بكل تفاصيلها ومجسماتها ومعانيها وشروطها وحتى قيمها الانسانية.. ونعيش الحريات المطلقة بأطر مارك الافتراضية.. ضاربا عرض الحائط. بالعنف والكآبة والاستبداد العقلي..
خطاب الكراهية هو الآخر اصبح لعالم مارك معايير خاصة به يحتكم بها من خلال شروط وقيم صاغها كيفما ارادها .. حتى على مستوى المفردة واللفظ التي تتسبب أحيانا في حضرك من عالمه ..
كل من في الارض تقريبا يسير في دروب عالم مارك الافتراضي بل يدافع عنه ويحمي خصوصيته اكثر من واقعه..
الرجل الوحيد تقريبا الذي لايعيش في عالم مارك الافتراضي هو مارك نفسه .. فهو يقضي نصف يومه في مزرعته والنصف الآخر موزع في باقي شؤون حياته.. هكذا قدم نفسه في مشهد متلفز للجميع
اصبح مارك غنيا بالسوشيل ميديا واصبح عدد كبير من البشر اغنياء بسبب عالمه وفتح عدد آخر آفاقا يصعب بل يستحيل اغلاقها لارتباطها بواقع الحياة ماديا ومعنويا ..
مارك لايمتلك حتى الآن صفحة افتراضية بل يعتبرها وهما يضر بحياته الواقعية..
لم يكتف مارك بسيطرته المطلقة علينا في عالمه الافتراضي دون تخصيص لأي مجتمع أو ديانة.. بل دعمه بعالم أكثر عمقا وهو الميتافيرس ليصبح البشر أسرة واحدة تجمع المسلم والاردتوكسي وحتى البوذي تحت سقف واحد .. يجمعهم هدف واحد وهو القضاء على العدو المشترك في الواقع المعزز AR الذي تقاتل فيه هذه الاسرة المتنوعة عدوها الافتراضي الذي شكله مارك كيفما شاء ..
ماذا فعل مارك ؟!
هل فعلا جمع كل الارواح البشرية في عالمه واعاد ضبط سلوكياتهم من جديد .. وهل تعي كل المجتمعات بتنوعها وَاختلافها ماحدث لهم وماسينتج عنه من احتمالات خارج نطاق العقل الآني
من الفيسبوك إلى الميتافيرس عوالم يعجز الفكر على تهدئته وتأطير أو حتى السيطرة عليه. لنصبح في عالم الخيال الحقيقي دون إدراك منا
نحن طبعا لازلنا مصنفين شعوبا استهلاكية فقط في كل مجالات الحياة .. وهل فعلا سنصبح مجرد مادة دسمة للخيال القادم والزاحف دون هوادة لكل ماهو موجود مقدس كان او مهملا
اننا شعوب لاتعلم شيئ ..
هكذا رسم لنا من اسسوا مارك مستقبلنا دون ادراك ووعي منا