الرئيسيةقانون

من الواقع.. الأسرة هي الجاني والمجني عليه !!

قصصٌ‭ ‬يرويها‭ ‬أهلُ،‭ ‬وذوو‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬حياتهم‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬غامضة‭ ‬بالانتحار،‭ ‬التى‭ ‬أثارتْ‭ ‬جدلًا‭ ‬كثيرًا‭ ‬بين‭ ‬النَّاس؛‭ ‬الحقيقة‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬معهم‭ ‬ملفات‭ ‬فتحت‭ ‬آلمتنا‭ ‬ونحن‭ ‬نستمع‭ ‬لهم‭ ‬ونستشعر‭  ‬مواجعهم،‭ ‬وفواجعهم‭ ‬في‭ ‬فقد‭ ‬أبنائهم،‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬

حالة‭ )‬‮١‬‭( 

‭ ‬‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬بقصة‭ ‬الفتاة‭ )‬س‭( ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬17سنة،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬البنت‭ ‬الكبرى‭ ‬لأهلها،‭ ‬وكان‭ ‬الأهل‭ ‬يعتمدون‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ .. ‬وكانت‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬الأم،‭ ‬أو‭ ‬وصفتها‭ ‬بالملاك‭ ‬كانت‭ ‬هادئة‭ ‬وكانت‭ ‬تدرس‭ ‬فى‭ ‬الثانوية‭ ‬سنة‭ ‬ثانية‭ ‬قبل‭ ‬الحادثة‭ ‬العائلة‭ ‬تسكن‭ ‬أمام‭ ‬مدرسة‭ ‬الهواري‭ ‬بغوط‭ ‬الشعال‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1999تزوجت‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭  ‬وأنجبتْ‭ ‬أربع‭ ‬بنات‭ ‬وولد‭ ‬أكبرهم‭ ‬‮«‬س‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أي‭ ‬فى‭ ‬سنة‭ ‬2017بدأتُ‭ ‬اتضايق‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وتأتيني‭ ‬كوابيس‭ ‬غريبة‭ ‬وعقدتُ‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬بيعه‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬ارتياحي‭ ‬فيه‭ ‬أعلنا‭ ‬بيع‭ ‬البيت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬ولم‭ ‬يأتِ‭ ‬أحد‭ ‬لشرائها،‭ ‬وبدأتُ‭ ‬أعالج‭ ‬نفسي‭ ‬بالقرٱن‭ ‬والحجامة‭ ‬يوم‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وكنتُ‭ ‬أرش‭ ‬آنذاك‭ ‬بالماء‭ ‬المرقي‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬أكون‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬أهلي‭ ‬وتقوم‭ ‬‮«‬س‮»‬‭ ‬بتنظيف‭ ‬البيت‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬رغبة‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬كان‭ ‬الكهرباء‭ ‬منقطعًا‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬وعندما‭ ‬عاد‭ ‬شغلت‭ ‬‮«‬س‮»‬‭ ‬ابنتي‭ ‬الغسالة‭ ‬وأخذت‭ ‬فوطة‭ ‬تلمع‭ ‬بها‭ ‬المكتبة‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬وقعت‭ ‬عليها‭ ‬فازه‭ ‬ولم‭ ‬تصبْ‭ ‬بأي‭ ‬أذى،‭ ‬ولكن‭ ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬عليها‭ ‬تشنجات‭ ‬أثناء‭ ‬النوم،‭ ‬وكنا‭ ‬نقرأ‭ ‬عليها‭ ‬القرآن‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬شفيت‭.‬

تضيف‭ ‬الأم‭ ‬بقيتُ‭ ‬أعالج‭ ‬من‭ ‬الضيق‭ ‬الذي‭ ‬يصاحبني‭ ‬مدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬احسست‭ ‬بتحسن‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬مخاوف‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬سببها،‭ ‬ويأتيني‭ ‬هاجس‭ ‬غريب‭ ‬كنت‭ ‬افتح‭ ‬القرآن‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬دائمًا‭ ‬أحس‭ ‬كأنني‭ ‬أحارب‭ ‬فى‭ ‬شيء‭ ‬يقابلني‭ ‬وفى‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬

ابنتي‭ ‬لم‭ ‬تكون‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬صلاتها‭ ‬فى‭ ‬أوقاتها‭ ‬وكنتُ‭ ‬انصحها‭ ‬بالمداومة‭ ‬على‭ ‬صلاتها‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬ملائكة‭ ‬لدى‭ ‬أخوتها‭ ‬ولكن‭ ‬الشيء‭ ‬بالشيء‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭  ‬كانت‭ ‬خلوقة،‭ ‬وهادئة‭ ‬عمومًا‭ ‬كان‭ ‬عندي‭ ‬موعدٌ‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬طرابلس‭ ‬الطبي‭ ‬قسم‭ ‬العيون‭ ‬لإجراء‭  ‬جهاز‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭.‬

خرجتُ‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬حوالي‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬تقريبًا‭ ‬وقالت‭ ‬ليَّ‭ ‬البنت‭  ‬الكبرى‭ ‬عدم‭ ‬رغبتها‭ ‬فى‭ ‬الذهاب‭ ‬للمدرسة‭ ‬أوصيتها‭ ‬على‭ ‬أخواتها‭ ‬واحدة‭ ‬كانت‭ ‬تدرس‭ ‬بالصف‭ ‬الرابع،‭ ‬والأخرى‭ ‬بالصف‭ ‬الأول‭ ‬لكي‭ ‬تجهزهما‭ ‬للمدرسة‭ ‬فقد‭ ‬كانتا‭ ‬تدرسانبالفترة‭ ‬المسائية‭ ‬وقد‭ ‬اتأخر‭ ‬بالمستشفى؛‭ ‬وصلتُ‭ ‬للمستشفى‭ ‬وبقيتُ‭ ‬أنتظر‭ ‬موعد‭ ‬وصول‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬بداية‭ ‬الساعة‭ ‬إلى‭ ‬جاءني‭ ‬اتصل‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬ورد‭ ‬أبوها‭ ‬وأبلغوه‭ ‬بأن‭ ‬البنت‭ ‬فقدت‭ ‬وعيها‭ ‬وأخبرنى‭ ‬أبوها‭ ‬فقلتُ‭ ‬له‭ ‬أحضرها‭ ‬لمركز‭ ‬طرابلس‭ ‬الطبي‭ ‬غادرني‭ ‬أبوها‭ ‬وبقيت‭ ‬بالمستشفى‭ ‬ولكن‭ ‬احساس‭ ‬الأم‭ ‬نار‭ ‬ركبت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أجزاء‭ ‬جسمي‭ ‬وأنا‭ ‬فى‭ ‬حجرة‭ ‬الكشف‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬جاءني‭ ‬أخي‭ ‬وأخطمنى‭ ‬على‭ ‬عيادة‭ ‬قرطبة‭ ‬كانت‭ ‬ابنتي‭ ‬قد‭ ‬فارقت‭ ‬الحياة‭   ..‬

أختها‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬بالصف‭ ‬الرابع‭ ‬صحت‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬كرسي‭ ‬وقع‭ ‬بقوة‭ ‬فخرجت‭ ‬من‭ ‬حجرة‭ ‬نومها‭ ‬مخلوعة‭ ‬فرأت‭ ‬أختها‭ ‬معلقة‭ ‬فى‭ ‬سلم‭ ‬البيت‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬الأم‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬محاولة‭ ‬ببطانية‭ ‬مكيف‭ ‬كانت‭ ‬مغطاة‭ ‬بها‭ ‬وبعدها‭ ‬أعادت‭ ‬المحاولة‭ ‬بشرشاف‭ ‬كانت‭ ‬تستخدمه‭ ‬والدتها‭ ‬كغطاء‭ ‬لبعض‭  ‬لوازم‭ ‬البيت‭ ‬منها‭ ‬غطاءات‭ ‬خرجت‭ ‬القناة‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭ ‬واسرعت‭ ‬لعمتها‭ ‬تصرخ‭  ‬متوجه‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تدرس‭ ‬بها‭ ‬معاها‭  ‬مدرسة‭ ‬‮«‬هواري‮»‬‭ ‬واصطحبت‭ ‬العمة‭ ‬أحد‭ ‬المدرسين‭ ‬ولكن‭ ‬وجدوها‭ ‬قد‭ ‬فارقت‭ ‬الحياة‭ ‬وتقول‭ ‬الأم‭ ‬عندما‭ ‬وصلت‭ ‬البيت‭ ‬وجدت‭ ‬حتى‭ ‬الخيمة‭ ‬تم‭ ‬تركيبها‭ ‬وفاة‭ ‬ابنتي‭ ‬صدمة‭ ‬لم‭ ‬يهمني‭ ‬حينها‭ ‬أحد‭ ‬ولا‭ ‬كلام‭ ‬أحد‭ ‬بقدر‭ ‬كيف‭ ‬انتحرت‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬دفعها‭ ‬لذلك‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬تهتم‭ ‬بالهاتف‭ ‬كالبنات‭ ‬الذين‭ ‬نراهن‭ ‬الٱن‭ ‬فهاتفها‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬بعيدًا‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬تتكلم‭ ‬مع‭ ‬صديقاتها‭ 

من‭ ‬سنة2017‭ ‬وإلى‭ ‬الٱن‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬وكأنه‭ ‬الٱن‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬ابنتي15‭ ‬تم‭ ‬بيع‭ ‬البيت‭ ‬وقلت‭ ‬لهم‭ ‬رريد‭ ‬مكان‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬صحراء‭  ‬ابنتي‭ ‬كانت‭ ‬البلسم‭ ‬فى‭ ‬حياتي‭  ‬صدقيني‭ ‬فى‭ ‬شيء‭ ‬أقوى‭ ‬منها‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقتل‭ ‬نفسه‭ ‬بهذه‭ ‬القوة‭ ‬وتشك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيئًا‭ ‬بالبيت‭ ‬كالمس،‭ ‬أو‭ ‬سحر‭.‬

حالة‭ )‬‮٢‬‭(‬‭ ‬

‭ ‬الطفلة‭ )‬غ‭(..‬‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬سوق‭ ‬الجمعة‭ ‬العمر‭ ‬10سنوات‭ ‬تدرس‭ ‬بالصف‭  ‬الخامس‭ ‬لا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭  ‬شيء‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬دراستها‭ ‬تدرس‭ ‬فى‭ ‬الجامع‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬تراودها‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬قبل‭ ‬وفاتها‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬بأنها‭ ‬أدت‭ ‬للانتحار‭ ‬الأم‭ ‬لم‭ ‬استطع‭ ‬التحدث‭ ‬معي؛‭ ‬فلازالت‭ ‬تمر‭ ‬بصدمة‭ ‬ابنتها‭ )‬غ‭(  ‬بعد‭ ‬عودتها‭ ‬من‭ ‬الجامع‭ ‬قبيل‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب‭  ‬قالت‭ ‬سوف‭ ‬اتوضأ‭ ‬واصلي‭ ‬المغرب‭ ‬ثم‭ ‬ابدأ‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الواجبات‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬ولكن‭ ‬تأخرت‭ ‬والكل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتوضأ‭ ‬للصلاة‭ ‬بدأتُ‭ ‬أنادي‭ ‬واطرق‭ ‬الباب‭ )‬غ‭( ‬هيا‭ ‬يابنتي‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭ ‬أطلعي‭ ‬ماردتش‭ ‬عليّ‭ ‬مرتين‭ ‬ثالث‭ ‬مرة‭ ‬قلتلها‭ ‬راني‭ ‬نكسر‭ ‬الباب‭ ‬بمزحة‭ ‬مافيش‭ ‬رد‭ ‬فتحت‭ ‬الباب‭ ‬ألقيت‭ ‬بنتي‭ ‬زرقاء‭ ‬انتحرت‭ ‬بالوشاح‭  ‬قمنا‭ ‬بسعفها‭  ‬لمصحة‭ ‬‮«‬الاستقلال‮»‬‭  ‬خرجوا‭  ‬وقالوا‭  ‬عظَّم‭ ‬الله‭ ‬لكِ‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب،‭ ‬وذلك‭ ‬يوم‭ ‬18ـ3‭ ‬ـ‭ ‬2024‭ ‬صرختُ‭  ‬ووجدت‭ ‬نفسي‭  ‬فى‭  ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬ذهبت‭ ‬ابنتي‭ )‬غ‭(  ‬وذهبتْ‭ ‬ضحكتها،‭ ‬وفرحتها‭ ‬وتوقف‭ ‬الأب‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬دموعه‭.‬

حالة‭ )‬‮٣‬‭(‬

الطفلةُ‭ )‬م‭( ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬الشر‭  ‬شنقت‭ ‬روحها‭ ‬في‭ ‬الحمام‭.‬

تقول‭ ‬الأم‭  ‬ذهبوا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬العيادة‭  ‬ولحقتهم‭  ‬ولكن‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬وما‭ ‬شاء‭ ‬فعل‭ ‬نص‭  ‬ساعة‭ ‬بس‭ ‬بنتي‭ ‬وماتت‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬12‭-‬5‭ – ‬2024‭ ‬طفلة‭ ‬ياناس‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬شيء‭ ..  ‬صبرك‭ ‬ياربي‭.‬

حالة‭ )‬‮٤‬‭(‬

الابن‭ ‬الوحيد‭ ‬لعائلته‭ ‬بين‭ ‬أاربع‭ ‬بنات‭ ‬العائلة‭ ‬ذهبت‭ ‬فى‭ ‬المساء‭ ‬لزيارة‭ ‬أحد‭ ‬الأقارب‭ ‬رفقة‭ ‬والدهم‭ ‬وبقى‭ ‬الابن‭ ‬وحيدًا‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬وحده‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬سنة‭ ‬2019؛‭ ‬جهز‭ ‬حبلًا‭ ‬فى‭ ‬سلم‭ ‬المنزل‭ ‬وعلَّق‭ ‬نفسه‭ ‬وبعد‭ ‬عودة‭ ‬العائلة‭ ‬بحثوا‭ ‬عنه؛‭ ‬فوجدوه‭ ‬قد‭ ‬علق‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬السلم‭ ‬وفارق‭ ‬الحياة‭ ‬لف‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬صدمته‭ ‬وعدم‭ ‬تصديقه‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أصدقائه‭  ‬والجيران‭ ‬عله‭ ‬يعرف‭ ‬لماذا‭ ‬ابنه‭ ‬انتحر‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الابن‭ ‬الوحيد‭ ‬المدلَّل‭ ‬حتى‭ ‬أصيب‭ ‬الاب‭ ‬من‭ ‬حسرته‭ ‬على‭ ‬ابنه‭ ‬بمرض‭ ‬القلب‭ .. ‬أما‭ ‬الأم‭ ‬فدائمة‭ ‬البكاء‭ ‬عنه‭ ‬وتقول‭ ‬ابنى‭ ‬حياتي‭ ‬فقدانه‭ ‬صدمة،‭ ‬واعتقدتُ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬السحر‭  ..‬

حلة‭ )‬‮٥‬‭(‬

في‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬أبٌ‭ ‬مواليد‭ ‬1969‭ ‬لـديه‭)‬6‭( ‬أبناء‭ ‬بنتان،‭ ‬وأربعة‭ ‬أولاد‭ ‬كان‭ ‬البيت‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬طابقين‭ ‬بمنطقة‭ ‬غوط‭ ‬الشعال‭ ‬قرب‭ ‬الطريق‭ ‬الدائري‭ ‬الثالث‭ ‬موظف‭ ‬ميسور‭ ‬الحال‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬أبناءه‭ ‬ويوفر‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريدون؛‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬نزل‭ ‬فى‭ ‬المساء‭ ‬مع‭ ‬ابنته‭ ‬التى‭ ‬تدرس‭ ‬آنذاك‭ ‬بالصف‭ ‬الخامس‭ ‬فى‭ ‬الطابق‭ ‬السفلي‭ ‬لينام،‭ ‬وفى‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬فاق‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬وبحث‭ ‬عن‭ ‬حبل‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬صعد‭ ‬على‭ ‬كرسى،‭ ‬وعلَّق‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬نافذة‭ ‬الصالة،‭ ‬صحتْ‭ ‬ابنته‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬غريب‭ ‬فرأتْ‭ ‬أبيها‭ ‬معلقًا‭ ‬فى‭ ‬نافذة‭ ‬البيت؛‭ ‬فصعدت‭ ‬إلى‭ ‬أمها‭ ‬تخبرها‭ ‬بذلك‭ ‬لم‭ ‬تصدق‭ ‬الأم‭ ‬ما‭ ‬فعل‭ ‬رب‭ ‬الأسرة،‭ ‬ومازلت‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬تقول‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬سببٌ‭ ‬ينتحر‭ ‬لأجله‭ ‬فدائمًا‭ ‬افكر‭ ‬لماذا‭ ‬ينتحر‭..‬؟‭!.‬

حالة‭ )‬‮٦‬‭(‬

كان‭ )‬ج‭.‬م‭( ‬ابن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬وحيد‭ ‬والديه‭ ..‬وقد‭ ‬اغدقا‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬طلباته‭ ‬كان‭ ‬وحيدهما‭ ‬فلم‭ ‬يحرماه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ..‬وكونه‭ ‬متطلبًا‭ ‬جدًا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬ليلفت‭ ‬انتباههما‭ ‬ولم‭ ‬يشعرا‭ ‬بأن‭ ‬ثمة‭ ‬خللًا‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬وحيدهما‭ .. ‬كانت‭ ‬حالتهما‭ ‬المادية‭ ‬ميسورة‭ ‬جدًا‭ ‬فلما‭ ‬لا‭ ‬يلبيان‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬وحيدهما‭ ..‬

كبر‭ )‬ج‭.‬م‭( .. ‬وهو‭ ‬يشعر‭ ‬بأهميته‭ ‬بالنسبة‭ ‬لوالديه‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يتعامل‭ ‬معهما‭ ‬يومًا‭ ‬كونه‭ ‬طفلهما‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يعاملهما‭ ‬كند‭ ‬للند‭ .. ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬مراهقته‭ ‬صعبة‭ ‬جدًا‭ ‬فكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يكسر‭ ‬لهما‭ ‬أوامرهما‭ ‬التي‭ ‬يصدرانه‭ ‬إليه‭ ‬وبصيغ‭ ‬مخفَّفة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭  ‬بذلك‭ .‬

ذات‭ ‬مساء‭ ‬وبعد‭ ‬مشادة‭ ‬كلامية‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬دفعه‭ ‬الوالد‭ ‬لاسكاته‭ ‬وتنبيهه‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬قلة‭  ‬أدبه‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬صفعه‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ .. ‬وانسحب‭ ‬والده‭ ‬تاركًا‭ ‬له‭ ‬البيت‭ ‬متجهًا‭ ‬نحو‭ ‬بيت‭ ‬انسبائه‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬زوجته‭ ‬هناك‭ .‬

حين‭ ‬عادا‭ ‬للبيت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ .. ‬وحين‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬وحيدهما‭ ‬وجداه‭ ‬قد‭ ‬علَّق‭ ‬نفسه‭ ‬بحبل‭ ‬داخل‭ ‬غرفته‭ .. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬المراهق‭ ‬للانتحار‭ .. ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬والداه‭ ‬أي‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعاقبهما‭ ‬برحيله‭ .. ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬كم‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬سيعيشان‭ ‬فيه‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬‭.. ‬فاختار‭ ‬أن‭ ‬يرحل‭ ‬ويتركهما‭ ‬في‭ ‬جحيم‭ ‬فقدانه‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى