قصصٌ يرويها أهلُ، وذوو الذين فقدوا حياتهم فى ظروف غامضة بالانتحار، التى أثارتْ جدلًا كثيرًا بين النَّاس؛ الحقيقة ونحن نتحدث معهم ملفات فتحت آلمتنا ونحن نستمع لهم ونستشعر مواجعهم، وفواجعهم في فقد أبنائهم، أو أحد أفراد العائلة
حالة )١(
البداية كانت بقصة الفتاة )س( تبلغ من العمر 17سنة، التى كانت البنت الكبرى لأهلها، وكان الأهل يعتمدون عليها فى البيت .. وكانت كما قالت الأم، أو وصفتها بالملاك كانت هادئة وكانت تدرس فى الثانوية سنة ثانية قبل الحادثة العائلة تسكن أمام مدرسة الهواري بغوط الشعال منذ سنة 1999تزوجت الأم والأب فى هذا البيت وأنجبتْ أربع بنات وولد أكبرهم «س»، ولكن مؤخرًا أي فى سنة 2017بدأتُ اتضايق من البيت وتأتيني كوابيس غريبة وعقدتُ العزم على بيعه بسبب عدم ارتياحي فيه أعلنا بيع البيت فى هذه السنة ولم يأتِ أحد لشرائها، وبدأتُ أعالج نفسي بالقرٱن والحجامة يوم بعد يوم وكنتُ أرش آنذاك بالماء المرقي وعادة ما أكون فى بيت أهلي وتقوم «س» بتنظيف البيت والاهتمام به رغبة منها فى ذلك فى يوم من الأيام كان الكهرباء منقطعًا فى البيت وعندما عاد شغلت «س» ابنتي الغسالة وأخذت فوطة تلمع بها المكتبة وفى هذه الأثناء وقعت عليها فازه ولم تصبْ بأي أذى، ولكن وبعد هذه الحادثة بدأت تظهر عليها تشنجات أثناء النوم، وكنا نقرأ عليها القرآن بعد مدة شفيت.
تضيف الأم بقيتُ أعالج من الضيق الذي يصاحبني مدة ثلاثة أشهر احسست بتحسن ولكن كانت لدى مخاوف لا أعلم ما سببها، ويأتيني هاجس غريب كنت افتح القرآن فى البيت دائمًا أحس كأنني أحارب فى شيء يقابلني وفى الواقع لا يوجد شيء
ابنتي لم تكون محافظة على صلاتها فى أوقاتها وكنتُ انصحها بالمداومة على صلاتها ولكن كانت ملائكة لدى أخوتها ولكن الشيء بالشيء لا يمثل كانت خلوقة، وهادئة عمومًا كان عندي موعدٌ فى مركز طرابلس الطبي قسم العيون لإجراء جهاز ثلاثي الأبعاد.
خرجتُ من البيت حوالي الساعة الثامنة تقريبًا وقالت ليَّ البنت الكبرى عدم رغبتها فى الذهاب للمدرسة أوصيتها على أخواتها واحدة كانت تدرس بالصف الرابع، والأخرى بالصف الأول لكي تجهزهما للمدرسة فقد كانتا تدرسانبالفترة المسائية وقد اتأخر بالمستشفى؛ وصلتُ للمستشفى وبقيتُ أنتظر موعد وصول الأطباء الذين كانوا بداية الساعة إلى جاءني اتصل الساعة التاسعة ورد أبوها وأبلغوه بأن البنت فقدت وعيها وأخبرنى أبوها فقلتُ له أحضرها لمركز طرابلس الطبي غادرني أبوها وبقيت بالمستشفى ولكن احساس الأم نار ركبت في جميع أجزاء جسمي وأنا فى حجرة الكشف من ثم جاءني أخي وأخطمنى على عيادة قرطبة كانت ابنتي قد فارقت الحياة ..
أختها التى كانت بالصف الرابع صحت على صوت كرسي وقع بقوة فخرجت من حجرة نومها مخلوعة فرأت أختها معلقة فى سلم البيت وعلى ما يبدو كما قالت الأم كانت لها محاولة ببطانية مكيف كانت مغطاة بها وبعدها أعادت المحاولة بشرشاف كانت تستخدمه والدتها كغطاء لبعض لوازم البيت منها غطاءات خرجت القناة من الباب الخلفي واسرعت لعمتها تصرخ متوجه إلى المدرسة التى كانت تدرس بها معاها مدرسة «هواري» واصطحبت العمة أحد المدرسين ولكن وجدوها قد فارقت الحياة وتقول الأم عندما وصلت البيت وجدت حتى الخيمة تم تركيبها وفاة ابنتي صدمة لم يهمني حينها أحد ولا كلام أحد بقدر كيف انتحرت وما الذي دفعها لذلك فلم تكن تهتم بالهاتف كالبنات الذين نراهن الٱن فهاتفها كان دائمًا بعيدًا عنها إلا عندما تتكلم مع صديقاتها
من سنة2017 وإلى الٱن وكل ما حدث معي وكأنه الٱن بعد وفاة ابنتي15 تم بيع البيت وقلت لهم رريد مكان بعيد عن هذا البيت حتى ولو كانت صحراء ابنتي كانت البلسم فى حياتي صدقيني فى شيء أقوى منها فليس هناك من يقتل نفسه بهذه القوة وتشك أن هناك شيئًا بالبيت كالمس، أو سحر.
حالة )٢(
الطفلة )غ(.. من سكان سوق الجمعة العمر 10سنوات تدرس بالصف الخامس لا تعاني من شيء ممتازة في دراستها تدرس فى الجامع ولكن كانت تراودها بعض الأفكار قبل وفاتها ولا أعلم بأنها أدت للانتحار الأم لم استطع التحدث معي؛ فلازالت تمر بصدمة ابنتها )غ( بعد عودتها من الجامع قبيل صلاة المغرب قالت سوف اتوضأ واصلي المغرب ثم ابدأ في حل الواجبات دخلت إلى دورة المياه ولكن تأخرت والكل يريد أن يتوضأ للصلاة بدأتُ أنادي واطرق الباب )غ( هيا يابنتي وقت الصلاة أطلعي ماردتش عليّ مرتين ثالث مرة قلتلها راني نكسر الباب بمزحة مافيش رد فتحت الباب ألقيت بنتي زرقاء انتحرت بالوشاح قمنا بسعفها لمصحة «الاستقلال» خرجوا وقالوا عظَّم الله لكِ الأجر والثواب، وذلك يوم 18ـ3 ـ 2024 صرختُ ووجدت نفسي فى مركز الشرطة ذهبت ابنتي )غ( وذهبتْ ضحكتها، وفرحتها وتوقف الأب عن الكلام ولم تتوقف دموعه.
حالة )٣(
الطفلةُ )م( تبلغ من العمر 7 سنوات ما تعرف الخير من الشر شنقت روحها في الحمام.
تقول الأم ذهبوا بها إلى العيادة ولحقتهم ولكن قدر الله وما شاء فعل نص ساعة بس بنتي وماتت كان ذلك يوم 12-5 – 2024 طفلة ياناس ما تعرف شيء .. صبرك ياربي.
حالة )٤(
الابن الوحيد لعائلته بين أاربع بنات العائلة ذهبت فى المساء لزيارة أحد الأقارب رفقة والدهم وبقى الابن وحيدًا فى البيت وحده كان ذلك فى سنة 2019؛ جهز حبلًا فى سلم المنزل وعلَّق نفسه وبعد عودة العائلة بحثوا عنه؛ فوجدوه قد علق نفسه فى السلم وفارق الحياة لف الأب من صدمته وعدم تصديقه ما حدث على كل أصدقائه والجيران عله يعرف لماذا ابنه انتحر وقد كان الابن الوحيد المدلَّل حتى أصيب الاب من حسرته على ابنه بمرض القلب .. أما الأم فدائمة البكاء عنه وتقول ابنى حياتي فقدانه صدمة، واعتقدتُ أن هناك شيئًا من السحر ..
حلة )٥(
في سنة 2022 أبٌ مواليد 1969 لـديه)6( أبناء بنتان، وأربعة أولاد كان البيت يتكون من طابقين بمنطقة غوط الشعال قرب الطريق الدائري الثالث موظف ميسور الحال كان يحب أبناءه ويوفر لهم كل ما يريدون؛ في أحد الأيام نزل فى المساء مع ابنته التى تدرس آنذاك بالصف الخامس فى الطابق السفلي لينام، وفى منتصف الليل فاق من نومه وبحث عن حبل ومن ثم صعد على كرسى، وعلَّق نفسه في نافذة الصالة، صحتْ ابنته على صوت غريب فرأتْ أبيها معلقًا فى نافذة البيت؛ فصعدت إلى أمها تخبرها بذلك لم تصدق الأم ما فعل رب الأسرة، ومازلت إلى الآن تقول ليس هناك سببٌ ينتحر لأجله فدائمًا افكر لماذا ينتحر..؟!.
حالة )٦(
كان )ج.م( ابن السابع عشر وحيد والديه ..وقد اغدقا عليه كل طلباته كان وحيدهما فلم يحرماه من أي شيء ..وكونه متطلبًا جدًا لم يكن ذلك ليلفت انتباههما ولم يشعرا بأن ثمة خللًا في تربية وحيدهما .. كانت حالتهما المادية ميسورة جدًا فلما لا يلبيان كل احتياجات وحيدهما ..
كبر )ج.م( .. وهو يشعر بأهميته بالنسبة لوالديه لذا لم يتعامل معهما يومًا كونه طفلهما بل كان يعاملهما كند للند .. كانت فترة مراهقته صعبة جدًا فكثيرًا ما كان يكسر لهما أوامرهما التي يصدرانه إليه وبصيغ مخفَّفة كي لا يشعر بذلك .
ذات مساء وبعد مشادة كلامية مع والده دفعه الوالد لاسكاته وتنبيهه أن يتوقف على قلة أدبه مما أدى إلى صفعه على وجهه .. وانسحب والده تاركًا له البيت متجهًا نحو بيت انسبائه حيث كانت زوجته هناك .
حين عادا للبيت في حدود منتصف الليل .. وحين بحثا عن وحيدهما وجداه قد علَّق نفسه بحبل داخل غرفته .. ما الذي دفع هذا المراهق للانتحار .. لم يجد والداه أي سبب آخر غير أنه كان يعاقبهما برحيله .. كان يعلم كم الألم الذي سيعيشان فيه بعد رحيله .. فاختار أن يرحل ويتركهما في جحيم فقدانه .