ودعتْ ليبيا عصر السبت الماضي فقيدها الراحل الإعلامى الكبير وفخر صحافتها الرياضية المؤرخ والموثق «فيصل فخري» عن عمر الثمانية والسبعين عامًا قضاها فى محراب الصحافة الرياضية منذ الستينيات، وتخصص بشكل لافت في جانب التوثيق الرياضى وأصدر كتبًا، ومراجعَ قيمة حفظت تاريخ الكرة الليبية من الضياع مثل «الدليل الرياضى» و«لمحات من تاريخ كرة القدم الليبية» وغيرهما من الكتب التى تشكل إرثًا، وزادًا ثقافيًا وكرويًا معرفيًا أغنى به المكتبة الرياضية فى ليبيا عبر سلسلة طويلة من الإصدارات التى تميزت بالدقة والصدق، والأمانة فى نقل المعلومة الرياضية، والبحث عنها من مصادرها معتمدًا على ذاته، وإجتهاده وحبه وخبرته فى هذا المجال الذى برع فيه حتى أصبح رائدًا له، وتاريخًا يمشى على قدميه. فضلاً عن كتاباته فى أعرق، وأشهر الصحف الليبية على امتداد تاريخها وعقودها المتعاقبة منذ الستينيات وحتى يومنا هذا.
الأستاذ الكبير والراحل «فيصل فخري صفى الدين السنوسي» حظى بالتكريم والتقدير ومن أرفع المستويات من الاتحاد العربى للصحافة الرياضة، واللجنة الأولمبية الليبية، ومن حكومة الوحدة الوطنية بنيله جائزة الدولة التقديرية للصحافة في نسختها الأولى لعام ألفين وواحد وعشرين، وجائزة «مفتاح أبوزيد» للصحافة فى العام ألفين وثمانية عشر نظير ما قدمه من عطاء غزير وإسهام نير فى مجال الصحافة الرياضية والتوثيق الرياضى الأب الروحى لهذا المجال الصعب.. وإذ اترحم على فقيد الوطن، والصحافة الرياضية فى بلادى الراحل فيصل فخرى فإننى أذكر خصاله السمحة، وخلقه الرفيع وتواضعه الجم وطيب معشره؛ فهو الصحفى الإنسان الذى أحب كل النَّاس فبادلوه بحب أكبر طيلة حياته، وبعد مماته وإنتقاله إلى الرفيق الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين.
كان ودودًا، وحكيمًا، ووقورًا فى تعامله لا يرفض طلبًا لمن إحتاجه في مساعدة، أو البحث عن معلومة، أو تاريخ لحدث كروى استعصى على الآخرين معرفته.
لقد ودعنا قامة صحفية من قاماتنا السامقة مثلما ودعنا قبل عام وبضعة أيام الموسوعة الكروية محمد بالرأس علي، وودعنا قبل شهرين الصحفى والناقد الكبير أبوعجيلة النشواني اسكنهم الله جميعًا فسيح جنانه وأصبغ علينا رداء الصبر والسلوان على فراقهم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.