كرة القدم لعبة شعبية عالمية يعشقها مليارات البشر وهى المحرك الطبيعى للعلاقات الإنسانية فوق البسيطة وعلى المستطيل الأخضر؛ وهى مهرجان عالمي لكرنفال الإبداع الذى يلتم شمله كل أربع سنوات وبحضور أقوى المنتخبات ومن مختلف القارات .. هذه هى كرة القدم تجمع ولا تفرق بيتها الأممى «الفيفا» أقوى نفوذًا، وأكثرا عددًا من هيئة الأمم المتحدة والمغلوبة على أمرها! لا سلطان على «الفيفا» إلا «الفيفا »نفسها ولا يجرؤ على تجاوز قراراتها وصلاحياتها أيٌ من كان وتطبق بحزم وشدة وصرامة على المخالفين! لا فرق بين الدول غنيها وفقيرها كبيرها وصغيرها أبيضها أو أسودها الأجناس والأعراق جميعها تتساوى على خط واحد أمام «الفيفا»؛ فالقانون واحد والملاعب واحدة وإن إختلفت قرارات الحكام وتباينت بين حكم وآخر وبطولة وأخرى! مادامت هذه هى كرة القدم فما بالنا نحن نحاول القفز على قراراتها، ونعلق شماعة فشلنا على الآخرين بل وتجاوز كل الخطوط الحمراء بإرتكاب أعمال الشغب داخل وخارج بعض الملاعب بل ووصل الأمر إلى ممارسة أسلوب القرصنة والتعدى على اللاعبين وأطقم التدريب أثناء تنقل الفرق بين المدن الليبية كما حدث لبعثتى فريقى الخمس والأخضر وفى مدة زمنية قصيرة بين الحدثين الأليمين حيث وصل التعدى من قبل بعض المشاغبين والغوغائيين إلى ضرب اللاعبين وكسر زجاج حافلة نقل الفريق كما حدث لفريق الأخضر وتعرض بعض لاعبيه الدوليين لأذى واضح ربما كان يودى بحياتهم فيما أحرقت حافلة فريق الخمس فى طريق عودته من طرابلس إلى مدينة الخمس ما أثار ذلك من ردود غاضبة ومستنكرة فى بيانات متتالية ورافضه لهذا السلوك المنافى لأخلاق وقيم الرياضة والذي يمس ويهدد النسيج الاجتماعى برمته، ويغذي روح التعصَّب، ويرفع من منسوب الكراهية بين مشجعي الأندية فى حالة إنفلات غير مسبوقة تدفع إلى مزيد الإنحدار، وتفتت اللحمة الوطنية بين شباب الأندية إذا لم توضع الحلول العاجلة لهذه الظاهرة الخطيرة التى طفت على السطح، وبدأت تظهر نتائجها السيئة والسلبية شيئًا فشيئًا..!.