رأي

من الواقع

علي العزابي

كرة‭ ‬القدم‭ ‬لعبة‭ ‬شعبية‭ ‬عالمية‭ ‬يعشقها‭ ‬مليارات‭ ‬البشر‭ ‬وهى‭ ‬المحرك‭ ‬الطبيعى‭ ‬للعلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬فوق‭ ‬البسيطة‭ ‬وعلى‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر؛‭ ‬وهى‭ ‬مهرجان‭ ‬عالمي‭ ‬لكرنفال‭ ‬الإبداع‭ ‬الذى‭ ‬يلتم‭ ‬شمله‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وبحضور‭ ‬أقوى‭ ‬المنتخبات‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬القارات‭ .. ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬تجمع‭ ‬ولا‭ ‬تفرق‭ ‬بيتها‭ ‬الأممى‭ ‬‮«‬الفيفا‮»‬‭ ‬أقوى‭ ‬نفوذًا،‭ ‬وأكثرا‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها‭! ‬لا‭ ‬سلطان‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفيفا‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬الفيفا‭ ‬‮»‬نفسها‭ ‬ولا‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬قراراتها‭ ‬وصلاحياتها‭ ‬أيٌ‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬وتطبق‭ ‬بحزم‭ ‬وشدة‭ ‬وصرامة‭ ‬على‭ ‬المخالفين‭! ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬غنيها‭ ‬وفقيرها‭ ‬كبيرها‭ ‬وصغيرها‭ ‬أبيضها‭ ‬أو‭ ‬أسودها‭ ‬الأجناس‭ ‬والأعراق‭ ‬جميعها‭ ‬تتساوى‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬واحد‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬الفيفا»؛‭ ‬فالقانون‭ ‬واحد‭ ‬والملاعب‭ ‬واحدة‭ ‬وإن‭ ‬إختلفت‭ ‬قرارات‭ ‬الحكام‭ ‬وتباينت‭ ‬بين‭ ‬حكم‭ ‬وآخر‭ ‬وبطولة‭ ‬وأخرى‭! ‬مادامت‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬نحن‭ ‬نحاول‭ ‬القفز‭ ‬على‭ ‬قراراتها،‭ ‬ونعلق‭ ‬شماعة‭ ‬فشلنا‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬بل‭ ‬وتجاوز‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬بإرتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬بعض‭ ‬الملاعب‭ ‬بل‭ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬أسلوب‭ ‬القرصنة‭ ‬والتعدى‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬وأطقم‭ ‬التدريب‭ ‬أثناء‭ ‬تنقل‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لبعثتى‭ ‬فريقى‭ ‬الخمس‭ ‬والأخضر‭ ‬وفى‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬بين‭ ‬الحدثين‭ ‬الأليمين‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬التعدى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المشاغبين‭ ‬والغوغائيين‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬اللاعبين‭ ‬وكسر‭ ‬زجاج‭ ‬حافلة‭ ‬نقل‭ ‬الفريق‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لفريق‭ ‬الأخضر‭ ‬وتعرض‭ ‬بعض‭ ‬لاعبيه‭ ‬الدوليين‭ ‬لأذى‭ ‬واضح‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬يودى‭ ‬بحياتهم‭ ‬فيما‭ ‬أحرقت‭ ‬حافلة‭ ‬فريق‭ ‬الخمس‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬عودته‭  ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الخمس‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬غاضبة‭ ‬ومستنكرة‭ ‬فى‭ ‬بيانات‭ ‬متتالية‭ ‬ورافضه‭ ‬لهذا‭ ‬السلوك‭ ‬المنافى‭ ‬لأخلاق‭ ‬وقيم‭ ‬الرياضة‭ ‬والذي‭ ‬يمس‭ ‬ويهدد‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعى‭ ‬برمته،‭ ‬ويغذي‭ ‬روح‭ ‬التعصَّب،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الكراهية‭  ‬بين‭ ‬مشجعي‭ ‬الأندية‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬إنفلات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬الإنحدار،‭ ‬وتفتت‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬الأندية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬توضع‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التى‭ ‬طفت‭ ‬على‭ ‬السطح،‭ ‬وبدأت‭ ‬تظهر‭ ‬نتائجها‭ ‬السيئة‭ ‬والسلبية‭ ‬شيئًا‭ ‬فشيئًا‭..!.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى