رياضة

من الواقع

علي العزابي

أجزمُ‭ ‬أنّ‭ ‬مجرد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إحراز‭ ‬القلائد‭ ‬المُلوّنة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬التى‭ ‬ستنطلق‭ ‬الأسبوع‭ ‬الحالى‭ ‬بباريس‭ ‬الفرنسية‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬المستحيل،‭ ‬وتجذيف‭ ‬عكس‭ ‬التيار،‭ ‬أو‭ ‬كمن‭ ‬يكتب‭ ‬على‭ ‬الرمال‭ ‬ومخالف‭ ‬لما‭ ‬عليه‭ ‬الواقع‭ ‬والراهن‭ ‬والحال‭.!‬

فنحنُ‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬تغطية‭ ‬العالم‭ ‬الأولمبي‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد،‭ ‬نشارك‭ ‬لمجرد‭ ‬المشاركة‭ ‬ليس‭ ‬إلّا،‭ ‬وزادت‭ ‬أمورنا‭ ‬سوءًا‭ ‬على‭ ‬سُوء‭ ‬وتراجعًا‭ ‬يتلوه‭ ‬تراجع،‭ ‬وإحباطًا‭ ‬يتبعه‭ ‬إحباطٌ‭ ‬خلال‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬وبكين‭ ‬مروراً‭ ‬بالريو؛‭ ‬فطوكيو‭ ‬في‭ ‬الألفين‭ ‬وعشرين،‭ ‬المقامة‭ ‬استثناء‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬حديثنا‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬ولو‭ ‬بقلادة‭ ‬أولمبية‭ ‬واحدة،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المُحرّمات‭ ‬إنْ‭ ‬جاز‭ ‬التعبير،‭ ‬وتماهياً‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬سمعتُه‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬تصريحٍ‭ ‬لرئيس‭ ‬الأولمبية‭ ‬الليبية،‭ ‬قال‭ ‬فيه‭: )‬إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬لخمسين‭ ‬عامًا‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الفوز‭ ‬بقلادة‭ ‬أولمبية‭!!(.‬

وأنا‭ ‬أُضيف‭ ‬إلى‭ ‬تصريحه‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاله،‭ ‬لن‭ ‬نُحقّق‭ ‬فيها‭ ‬الفوز‭ ‬ولو‭ ‬بقلادة‭ ‬أولمبية‭ ‬واحدة،‭ ‬ليس‭ ‬تشاؤماً‭ ‬منّي،‭ ‬أو‭ ‬تقليلاً‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬رياضيينا،‭ ‬بل‭ ‬لما‭ ‬عليه‭ ‬واقعنا‭ ‬الأولمبي‭ ‬من‭ ‬تشتت‭ ‬وتخبط‭ ‬وصراع‭ ‬على‭ ‬المناصب،‭ ‬وغياب‭ ‬للتخطيط‭ ‬والتنظيم‭ ‬والتقييم‭ ‬والرؤية‭ ‬المستقبلية‭ ‬لواقع‭ ‬المشاركة‭ ‬الليبية،‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية،‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مؤثراً‭ ‬وسلبياً‭ ‬وعائقاً‭ ‬لإيجاد‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬لوضع‭ ‬الأساسيات،‭ ‬والخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬العلمية‭ ‬المدروسة‭ ‬مدعومة‭ ‬بالدعم‭ ‬المادي‭ ‬المناسب؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬مشاركات‭ ‬فاعلة‭ ‬وأكثر‭ ‬نضجاً‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الارتجالية‭ ‬والعشوائية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نَجنِ‭ ‬منها‭ ‬إلّا‭ ‬الفشل‭ ‬المتكرر‭ ‬والتراجع‭ ‬المخيف،‭ ‬الذي‭ ‬وَضعنا‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬الترتيب‭ ‬وآخر‭ ‬التصنيف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬استحقاق‭ ‬دولي‭ ‬وأولمبي‭.‬،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى