أجزمُ أنّ مجرد الحديث عن إحراز القلائد المُلوّنة في الدورة الأولمبية الثالثة والثلاثين التى ستنطلق الأسبوع الحالى بباريس الفرنسية هو ضرب من المستحيل، وتجذيف عكس التيار، أو كمن يكتب على الرمال ومخالف لما عليه الواقع والراهن والحال.!
فنحنُ خارج نطاق تغطية العالم الأولمبي منذ أمد بعيد، نشارك لمجرد المشاركة ليس إلّا، وزادت أمورنا سوءًا على سُوء وتراجعًا يتلوه تراجع، وإحباطًا يتبعه إحباطٌ خلال الدورات الأولمبية الأخيرة من لندن وبكين مروراً بالريو؛ فطوكيو في الألفين وعشرين، المقامة استثناء بسبب جائحة كورونا.
إن حديثنا عن الفوز ولو بقلادة أولمبية واحدة، أصبح من المُحرّمات إنْ جاز التعبير، وتماهياً مع ما سمعتُه ذات مرة فى تصريحٍ لرئيس الأولمبية الليبية، قال فيه: )إننا نحتاج لخمسين عامًا حتى نتمكن من الفوز بقلادة أولمبية!!(.
وأنا أُضيف إلى تصريحه خمسين عامًا أخرى على ما قاله، لن نُحقّق فيها الفوز ولو بقلادة أولمبية واحدة، ليس تشاؤماً منّي، أو تقليلاً من قيمة رياضيينا، بل لما عليه واقعنا الأولمبي من تشتت وتخبط وصراع على المناصب، وغياب للتخطيط والتنظيم والتقييم والرؤية المستقبلية لواقع المشاركة الليبية، في الدورات الأولمبية، منذ فترة طويلة وهو ما كان مؤثراً وسلبياً وعائقاً لإيجاد المناخ الملائم لوضع الأساسيات، والخطط والبرامج العلمية المدروسة مدعومة بالدعم المادي المناسب؛ لتحقيق مشاركات فاعلة وأكثر نضجاً بعيدة عن الارتجالية والعشوائية التي لم نَجنِ منها إلّا الفشل المتكرر والتراجع المخيف، الذي وَضعنا في ذيل الترتيب وآخر التصنيف في كل استحقاق دولي وأولمبي.،