رياضة

من الواقع

علي العزابي

ما‭ ‬ضر‭ ‬السيد‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬الشلمانى‭ ‬لو‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬إسمه‭ ‬وشهرته‭ ‬كحكم‭ ‬ليبي‭ ‬وعربى‭ ‬وإفريقى‭ ‬بارز‭ ‬قاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬والتصفيات‭ ‬القوية‭ ‬وساندناه‭ ‬طيلة‭ ‬مشواره‭ ‬التحكيمى‭ ‬وكنا‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬حكام‭ ‬المونديال‭ ‬ما‭ ‬ضره‭ ‬لو‭ ‬بقى‭ ‬بتلك‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬والمكانة‭ ‬التى‭ ‬وصل‭ ‬إليها‭ ‬وصار‭ ‬إسما‭ ‬معروفا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أميز‭ ‬الحكام‭ ‬الأفارقة‭ ‬كالغندور‭ ‬والشريف‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬التحكيم‭ ‬والصافرة‭ ‬الإفريقيه‭.‬

ماضرك‭ ‬سيادة‭ ‬الدولى‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬الشلمانى‭ ‬لوبقيت‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬إتحاد‭ ‬الكرة‭. ‬ماضرك‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬الإنتخابات‭ ‬الكارثة‭ ‬فى‭ ‬طبرق‭ ‬واالتى‭ ‬جاءت‭ ‬بك‭ ‬وبمكتبك‭ ‬التنفيذى‭ ‬ويالتيها‭ ‬ماجاءت‭ ‬بما‭ ‬حصل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬وفوضى‭ ‬عارمة‭ ‬وصلت‭  ‬الى‭ ‬حد‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭!‬

مالذى‭ ‬دهاك‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬هذه‭ ‬المعمة‭ ‬التى‭ ‬ورط‭ ‬فيها‭ ‬نفسك‭ ‬وورط‭ ‬فيها‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬فى‭ ‬مشاكل‭ ‬لاحد‭ ‬ولاحصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬النتائج‭ ‬والعبث‭ ‬باللوائح‭ ‬والقفز‭ ‬على‭ ‬التراتبية‭ ‬والهروب‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬إجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬البقاء‭ ‬فى‭ ‬المنصب‭ ‬لأطول‭ ‬مدة‭ ‬ممكنة‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬مصالح‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬التى‭ ‬تقهقرت‭ ‬فى‭ ‬عهدك‭ ‬وولاياتك‭ ‬وخسرت‭ ‬بالأربعة‭ ‬والخمسة‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬منتخبات‭ ‬الجوار‭ ‬ولم‭ ‬تبال‭ ‬لحالها‭ ‬ولم‭ ‬تنبس‭ ‬ببنت‭ ‬شفه‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬حلا‭ ‬عاجلا‭ ‬أو‭ ‬آجلا‭ ‬لها‭ ‬وتركتها‭ ‬لقمة‭ ‬سائغة‭ ‬وفى‭ ‬المتناول‭ ‬من‭ ‬أضعف‭ ‬المنتخبات‭ ‬التى‭ ‬أخرجت‭ ‬كرتنا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬التصفيات‭ ‬بلا‭ ‬إستثناء‭!‬

الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬الجاهز‭ ‬عندك‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مقدمات‭ ‬أو‭ ‬تفكير‭ ‬هو‭ ‬إقالة‭ ‬المدربين‭ ‬واحدا‭ ‬بعد‭ ‬الأخر‭  ‬أجانب‭ ‬وليبيين‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬المدربين‭ ‬المقالين‭ ‬الى‭ ‬عشرة‭ ‬راحوا‭ ‬ضحية‭ ‬وكبش‭ ‬فداء‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬إخفاق‭ ‬وهزيمة‭ ‬مذلة‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬المنافسين‭ ‬وأصبحنا‭ ‬جسر‭ ‬عبور‭  ‬ومثل‭ ‬الدابة‭ ‬المطيعة‭ ‬الوديعة‭ ‬المستكينة‭ ‬يمتطونها‭ ‬متى‭ ‬أرادوا‭ ‬وحيثما‭ ‬شاءوا‭  ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬وحين‭!‬

ليتك‭ ‬إتعظت‭ ‬مما‭ ‬جرى‭ ‬للكرة‭ ‬الليبية‭ ‬وقدمت‭ ‬إستقالتك‭ ‬لتحفظ‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬وجهك‭ ‬وتحفظ‭ ‬بها‭ ‬تاريخك‭ ‬التحكيمى‭ ‬البارز‭ ‬لكنك‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬وأصريت‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬وكأنى‭ ‬بك‭ ‬تقول‭ ” ‬أنا‭ ‬ومن‭ ‬بعدى‭ ‬الطوفان‭” ‬وهل‭ ‬ثمة‭ ‬طوفان‭ ‬وغرق‭ ‬فى‭ ‬وحل‭ ‬الفوضى‭ ‬والمشاكل‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الطوفان‭ ‬الذى‭ ‬حل‭ ‬بالكرة‭ ‬الليبية‭ ‬أندية‭ ‬ومنتخبات‭ ‬جميعهم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭!‬

الأن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمامك‭ ‬الا‭ ‬لملمة‭ ‬أوراقك‭ ‬والإستعد‭ ‬اد‭ ‬للرحيل‭ ‬وترك‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬فى‭ ‬حالها‭ ‬والندم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فات‭ ‬ومضى‭ ‬وما‭ ‬لحق‭ ‬بكرتنا‭ ‬بسببك‭ ‬وبمن‭ ‬معك‭ ‬فى‭ ‬سفينة‭ ‬إتحادك‭ ‬التى‭ ‬غرقت‭ ‬وقفز‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬قفز‭ ‬وتركوك‭ ‬وحيدا‭ ‬تصارع‭ ‬ما‭ ‬جنيته‭ ‬وتواجه‭ ‬المصير‭ ‬الحتمى‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تشبت‭ ‬برأيه‭ ‬وغره‭ ‬المنصب‭ ‬وأعمته‭ ‬المصالح‭ ‬حتى‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬وحيدا‭ ‬وحيدا‭     ‬يواجه‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضى‭ ‬بإتفاق‭ ‬وإجماع‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬لأى‭ ‬رئيس‭ ‬إتحاد‭ ‬مطالبينه‭ ‬بالرحيل‭ ‬ولاشئ‭ ‬غير‭ ‬الرحيل‭!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى