رأي

من الواقع

علي العزابي

أجزم‭ ‬بأن‭ ‬مشكلة‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬عويصة‭ ‬وقد‭ ‬استعصت‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬وتكالبت‭ ‬عليها‭ ‬المصائب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬بعد‭ ‬استقالة‭ ‬رئيس‭ ‬اتحادها‭ )‬مرغمًا‭( ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬جثم‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬ورفض‭ ‬الاستقالة‭ ‬بعد‭ ‬توالي‭ ‬الخيبات‭ ‬والنكسات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ ‬هى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬أصل‭ ‬الداء‭ ‬الذى‭ ‬ينخر‭ ‬جسد‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية؛‭ ‬فهى‭ ‬من‭ ‬أتت‭ ‬بالشلماني‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬انتخابات‭ ‬طبرق‭ ‬المشؤومة‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬صادقت‭ ‬وباركت‭ ‬قرار‭ ‬مكتبه‭ ‬التنفيذى‭ ‬المعيب‭ ‬رقم‭ )‬51‭( ‬بترفيع‭ ‬أو‭ ‬تصعيد‭ ‬14‭ ‬فريقًا‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬الى‭ ‬الدورى‭ )‬الممتاز‭( ‬ليصل‭ ‬العدد‭ ‬الى‭)‬36‭( ‬فريقا‭ ‬فى‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬تعرفها‭ ‬حتى‭ ‬الصين‭ ‬بلد‭ ‬المليار‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭ ‬نسمه‭ ‬التى‭ ‬يضم‭ ‬دوريها‭ ‬الرسمى‭ ‬16‭ ‬فريقا‭ ‬فقط،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬باقى‭ ‬الدوريات‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬العالمية‭ ‬الشهيرة‭!‬

إذن‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬لها‭ ‬كرتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬مثيلا‭ .. ‬ولماذا‭ ‬تصر‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬على‭ ‬إرتكاب‭ ‬الأخطاء‭ ‬القاتلة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية؟‭.‬

وهى‭ ‬التى‭ ‬ينتظر‭ ‬منها‭ ‬تصحيح‭ ‬مسارها‭ ‬وتقويم‭ ‬إعوجاج‭ ‬اتحادها‭ ‬وقراراته‭ ‬العجيبة‭ ‬الغريبة‭ ‬بل‭ ‬وتصادق‭ ‬عليها‭ ‬وتباركها‭ ‬بالإجماع‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬قرار‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬فرق‭ ‬الدورى‭ ‬الممتاز‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬لأى‭ ‬مشروع‭ ‬لتطوير‭ ‬مستوى‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬وتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬جودتها‭ ‬بهذا‭ ‬العدد‭ ‬والكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬حتى‭ ‬ملاعب‭ ‬للتدريب‭ ‬وبنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدا‭!!‬

الفكر‭ ‬الجهوي‭ ‬والمحاصصة‭ ‬المقيتة‭ ‬ضربت‭ ‬كرتنا‭ ‬فى‭ ‬مقتل‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تتخلص‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬من‭  ‬أصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬الضيقة‭ ‬والأفق‭ ‬المحدود‭ ‬والإستفادة‭ ‬الشخصية‭ ‬وجلسات‭ ‬المقاهى‭ ‬والمرابيع‭ ‬فلن‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬فما‭ ‬دامت‭ ‬المدخلات‭  ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬فلن‭ ‬تكون‭ ‬المخرجات‭ ‬إلا‭ ‬مشوهة‭ ‬وعقيمة‭ ‬ولن‭ ‬يرجى‭ ‬منها‭ ‬خيرًا‭ ‬بل‭ ‬ستكون‭ ‬النتائج‭ ‬كارثية‭ ‬والعواقب‭ ‬وخيمة‭  ‬والمستقبل‭ ‬مجهول‭ ‬الهوية‭ ‬طالما‭ ‬بقت‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الضعيفة‭ ‬والمهلهلة‭ ‬و‭ ‬المتماهية‭ ‬مع‭ ‬الفشل‭ ‬والعبث‭ ‬المتواصل‭ ‬باللوائح‭..!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى