رياضة

من الواقع

علي العزابي

ما‭ ‬لم‭ ‬تكنْ‭ ‬الرياضةُ‭ ‬مؤسسةٌ‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬السيادية‭ ‬مثل‭ )‬النفط،‭ ‬والمركزي،‭ ‬والديوان،‭ ‬والرقابة‭(‬،‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ )‬الحكومتين،‭ ‬ومجلسي،‭ ‬النَّواب،‭ ‬والدولة‭( ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك‭ ‬وبهذه‭ ‬الأهمية‭ ‬والمتابعة‭ ‬فلن‭ ‬يتغير‭ ‬حالها،‭ ‬ولن‭ ‬يتبدل‭ ‬واقعها‭ ‬للأفضل‭ ‬وإنَّ‭ ‬أغدقتْ‭ ‬عليها‭ ‬الأموال،‭ ‬وشيدت‭ ‬الملاعب‭ ‬لأنَّ‭ ‬المشكلة‭ ‬العويصة،‭ ‬والمعقدة‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬هي‭ ‬فمَنْ‭ ‬يسيرها،‭ ‬ويقودها‭ ‬ويتولى‭ ‬شؤونها‭ ‬من‭ ‬شخوص‭ ‬لم‭  ‬يستطيعوا‭ ‬أنّ‭ ‬يقدموا‭ ‬لها‭ ‬شيئًا‭ ‬أو‭ ‬يتقدموا‭ ‬بها‭ ‬للأمام‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ !!‬

ولن‭ ‬تتقدم‭ ‬وتتطور‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الدقة‭ ‬إلا‭ ‬بإصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬ككل،‭ ‬والجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬تحديدًا‭ ‬فهى‭ ‬المحرك‭ ‬الأساس‭ ‬لعجلة‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬ومن‭ ‬تحت‭ ‬رأسها‭ ‬تخرج‭ ‬القرارات‭ ‬المعيبة،‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬تخلق‭ ‬الجهوية‭ ‬المقيته،‭ ‬والفوضى‭ ‬العارمة،‭ ‬وتكون‭ ‬اللاعب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬الجهويين‭ ‬والفاشلين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬الضيقة،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نجني‭ ‬حصاد‭ ‬ما‭ ‬خلفته‭ ‬اختيارات‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬إنتخابات‭ ‬طبرق‭ ‬المشؤومة‭ ‬وما‭ ‬أوصلتنا‭ ‬إليه‭ ‬ليكون‭ ‬الدوري‭ ‬الليبي‭ ‬أضحوكة‭ ‬الدوريات‭ ‬العربية‭ ‬بهذا‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬المهلهلة،‭ ‬والضعيفة،‭ ‬والمنتهية‭ ‬كرويًا‭!!‬

وما‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬الرياضة،‭ ‬وتكلف‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الرقابية‭ ‬بالسيطرةعلى‭ ‬الأندية،‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬ووضع‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬الرشيدة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنفاق‭ ‬وفق‭ ‬متطلبات‭ ‬وإحتياحات‭ ‬الأندية‭ ‬دون‭ ‬إسراف،‭ ‬أو‭ ‬تبذير‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقمْ‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭  ‬التصحيحية‭ ‬الحكيمة‭ ‬فقد‭ ‬تصل‭ ‬بعض‭ ‬الأندية،‭ ‬أو‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الإفلاس‭ ‬جراء‭ ‬هدر‭ ‬الأموال،‭ ‬وبعثرتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إتجاه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬خصص‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬حسيب،‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭.‬

وما‭ ‬لم‭ ‬تتكاتف‭ ‬جهودنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬وتنصهر‭ ‬في‭ ‬إحدث‭ ‬رجة‭ ‬قوية‭ ‬وخلخلة‭ ‬لأركان‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية،‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬خاصة،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نسرع‭ ‬الخطى،‭ ‬ونخلص‭ ‬النوايا،‭ ‬ونضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬المصالح‭ ‬الضيقة،‭ ‬والآنية‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬مصالحنا‭ ‬الوقتية‭ ‬البسيطة‭.‬

ما‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬كذلك‭ ‬فلن‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬رياضتنا،‭ ‬ولن‭ ‬نجني‭ ‬إلا‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع،‭ ‬والخيبات‭ ‬المتوالية‭!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى