لازالتْ الكرةُ الليبية تدفع الثمن، وتتلقى في كل بطولة ومنافسة تصفوية الضربات الموجعة، والخسائر المتلاحقة وفى عهد اتحاد «الشلماني» المستقيل، ومن معه ضاقت مرارة الإقصاء المبكر من التصفيات كافة؛ فأصبحت منتخباتنا الوطنية في فئاتها المختلفة الحلقة الأضعف بين نظيراتها فى القارة السمراء؛ فلم تعد تخسر بالهدف أو الهدفين أو حتى الثلاثة إنما تخطت هذا الحاجز الى ما هو أكبر ما يشكل كارثة وضربة موجعة وذكرى مؤلمة لن تمح من ذاكرة فريقنا الشاب الذى يخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى ساحل العاج 2025 بخسارته الثقيلة والتاريخية أمام المنتخب المصرى بسباعية، ومن المنتخب المغربى برباعية ربما فى سابقة لم تتعرض لها الكرة الليبية فى تاريخها التليد!
خيبة أمل أخرى وإنكسار يتبعه إنكسار لم يستثنِ أحدًا من فرقنا ومنتخباتنا الوطنية؛ فالخروج المتتالى من كل التصفيات صار العلامة والسمة الغالبة وطال الجميع؛ فأنديتنا غادرت السباق الإفريقى مبكرًا وأتبعها المنتخب الوطني الذى ودع التصفيات الافريقية المؤهلة إلى المغرب العام المقبل وكل هذه المصائب لم تأتِ فرادى بل جاءت مجتمعة فى سلسلة متتالية عنوانها الخروج المبكر الحزين.!
هذه هى عصارة المحاصصة، والقبلية والجهوية التى نصبت اتحادًا كارثيًا بكل ما تعنيه الكلمة جثم على صدر الكرة الليبية لثمانى سنوات وتركها فى ظلمات الفوضى والعبثية والتمسك بالمنصب إلى أن أوصلها إلى ما هى عليه اليوم من بؤس وفقر مدقع فى الحصول على النتائج الإيجابية التى صارت فى عهد الاتحاد المستقيل مؤخرًا من المستحيلات التى لا يمكن حدوثها!
إن ما تمر به الكرة الليبية يستدعى تدخل الحكومة وكل الخيرين الغيورين لإنقاذها من هذا اليم وإنتشاهلها من الغرق بأقصى سرعة وتكليف من تراه مناسبًا لقيادة بيتها الداخلى وإختيار الأكفاء وعدم ترك الحبل على الغارب والإكتفاء بالمتابعة عن بعد وإقتصار دورها على تقديم الدعم المادى كلما ولولت الأندية وعلا صراخها وهددت بعدم لعب الدوري إلا بتوفر هذا الدعم!
ننتظر وقفة جادة، وقرارات حاسمة تزيل الأدران العالقة والعقول السقيمة التى أفسدتْ المشهد وأضاعتْ كل شئ!.