رأي

من‭ ‬الواقع

علي‭ ‬العزابي

أجزمُ‭ ‬أنَّ‭ ‬الكرةَ‭ ‬الليبية‭ ‬تعيش‭ ‬أسوأ‭ ‬أيامها‭ ‬وعهدها‭ ‬وقد‭ ‬تكالبتْ‭ ‬عليها‭ ‬الأيادي‭ ‬العابثة‭ ‬المسكونة‭ ‬بـ‭)‬الأنا‭(‬،‭ ‬والمصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬وإنعدام‭ ‬الوطنية‭. ‬مسكينة‭ ‬كرتنا‭ ‬أضحتْ‭ ‬حقل‭ ‬تحارب‭ ‬للفاشلين‭ ‬والإنتهازيين‭ ‬والنفعيين‭ ‬وقد‭ ‬تلقت‭ ‬ضربات‭ ‬موجعة‭ ‬متتالية‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬الإتجاهات‭!‬

قتلوا‭ ‬فينا‭ ‬كل‭ ‬حلم‭ ‬وردي‭ ‬فى‭ ‬التطوير‭ ‬ومجاراة‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬كرويًا‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬رؤية،‭ ‬أو‭ ‬هدف،‭ ‬أو‭ ‬إستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬أم‭ ‬قصيرة‭. ‬عقول‭ ‬فارغة‭ ‬متكلسة‭ ‬عديمة‭ ‬الطموح‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الإعداد‭ ‬والتنظيم‭ ‬والتخطيط‭. ‬أوصلونا‭ ‬إلى‭ ‬نفق‭ ‬مسدود،‭ ‬إلى‭ ‬متاهة‭ ‬لانهاية‭ ‬لها،‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة‭ !‬

رحل‭ ‬‮«‬الشلماني‮»‬‭ ‬وورطنا‭ ‬فى‭ ‬36‭ ‬فريقًا،‭ ‬و900‭ ‬لاعب‭ ‬هم‭ ‬قوام‭ ‬الدورى‭ ‬الليبي‭ ‬الجديد‭. ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحقد‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية؟‭ ‬ترفيع‭ ‬14‭ ‬فريقًا‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬دفعة‭ ‬واحد‭. ‬قرار‭ ‬عبثى‭ ‬وغبى‭ ‬ومأساوى‭ ‬هز‭ ‬عرش‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭. ‬

وخلط‭ ‬كل‭ ‬الأوراق‭ ‬وبعثر‭ ‬أى‭ ‬خطوة‭ ‬للاصلاح‭ ‬والتطوير‭ ‬للاتحاد‭ ‬الليبيى‭ ‬المقبل‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإحجام‭ ‬عن‭ ‬دخول‭  ‬الإنتخابات‭ ‬خشية‭ ‬الفشل‭ ‬والهزيمة‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬جولة‭!‬

لجنة‭ ‬المسابقات‭ ‬تعيش‭ ‬أيامًا‭ ‬عصيبة‭ ‬بقيادة‭ ‬ربانها‭ ‬عبدالله‭ ‬الشحومى‭ ‬وهى‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬وربكة‭ ‬ولم‭ ‬تعلن‭ ‬بشكل‭ ‬رسمى‭ ‬عن‭ ‬إنطلاقة‭ ‬الدورى‭ ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬مجموعات‭ ‬مناصفة‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬الشرقية،‭ ‬والغربية‭ ‬بواقع‭  ‬تسعة‭ ‬فرق‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ .‬

والسؤال‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬انطلق‭ ‬الدورى‭ ‬فى‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭.‬وعلى‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬ملعبًا‭ ‬تم‭ ‬اعتمادهم‭.‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ .‬متى‭ ‬سينتهى؟‭! ‬

وكيف‭ ‬ستكون‭ ‬المباريات‭ ‬وكم‭ ‬سيبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الحكام‭ ‬الذين‭ ‬سيديرون‭ ‬المباريات‭ ‬ومن‭ ‬سيضمن‭ ‬نجاح‭ ‬الدورى‭ ‬وخلوه‭ ‬من‭ ‬المشاحنات‭ ‬والوقوع‭ ‬فى‭ ‬العراقيل‭ ‬والمصاعب‭ ‬والمطبات‭.‬؟

ألم‭ ‬أقل‭ ‬لكم‭ ‬إن‭ ‬كرتنا‭ ‬إنزلقت‭ ‬فى‭ ‬هوة‭ ‬عميقة‭ ‬لا‭ ‬مخرج‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬بمعجزة‭. ‬فالتركة‭ ‬ثقيلة‭ ‬جدًا،‭ ‬ولن‭ ‬يرحم‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬سببًا‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬أوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المنزلق‭ ‬الخطير‭!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى