على مضض، وبعد مخاضٍ عسير انطلق دوري كرة القدم المسمى بـ)الممتاز( في نسخته الـ)51( بخمسة وثلاثين فريقًا ولأول مرة فى تاريخه، وفى سابقة غير معهودة أقدم عليها الاتحاد الراحل، والمستقيل، وباركتها جمعيته العمومية أصل الداء، ومكمنه!!
خاضتْ الفرق مباريات الأسبوعين الأول، والثاني فى المجموعات الأربع، فاز مَنْ فاز، وتعادل مَنْ تعادل، وخسر مَنْ خسر .. النتائج متباينه والأهداف غزيرة نسبيًا، أما الأهم فهو المستوى الفني، فلم يرتقِ إلى الجيد إلا فيما ندر، ومن كثرة المباريات اختلط )الحابل بالنابل(، ولن تستطيع متابعة كل منافساته، وما أكثرها بين مجموعتي الشرق، ومجموعتي الغرب .. اللافت في الدوري أنَّ القرعة جنبتْ الفرق الأربعة الكبيرة العريقة في مضمار الدوري، والأكثر جماهيرية أن تلتقى مع بعضها بمعنى أننا لن نشاهد دربيات الجوار بين الأهلى بطرابلس، والاتحاد، أو النصر، والأهلى بنغازي، فقد ترأس كل منها إحدى المجموعات الأربع ما يعنى غياب التشويق، والإثارة وحرارة المنافسة المعتادة بين هذه الفرق .. كما كنا نشاهدها فى الدربيات، أو بالأصح الدوريات السابقة..!
فى تقديري هذا الدوري وُلِدَ مشوهًا منذ البداية، والسر يكمن فى هذا العدد الخيالى من الفرق التى صعدتْ بقرار لم يستطع أحدٌ إلغائه بل أنه قوبل بترحيب الأندية المستفيدة ولتذهب الكرة الليبية للجحيم.!.
الأندية تمارس الأنانية المفرطة ولا يهمها تحسن المستوى الفنى بقدر ما يهمها الصعود للدوري )الممتاز( الذي يتناقض واقعيًا بما هو ملموس فنيًا فوق أرضية الملاعب..!
تخيلوا لم يعد لدينا طموحٌ في الترشح لكأس العالم أو كأس أفريقيا للأمم كباقى الدول الأخرى وانتهى هذا الحلم وأصبح من المستحيلات، واختزلنا كل أمانينا ،وأحلامنا فى إقامة دوري .. نعم دوري من ثمانية عشر فريقًا..دوري بجدول مباريات ثابتة بتواريخها، وملاعبها، وحكامها بلا تأجيل، وبلا ترحيل وبلا اعتراضات وعقوبات ومشكلات من هنا وهناك..
هكذا هو دورينا كيف كنا، وكيف أصبحنا؟ وكيف سيكون حال كرتنا فى المستقبل القريب والآتى بما هو غريبٌ وعجيبٌ.