رأي

من الواقع

علي العزابي

تبقى‭ ‬مشكلتنا‭ ‬الدائمة‭ ‬والأزلية‭ ‬فى‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الدقة‭ ‬هي‭ ‬إتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الفجائية،‭ ‬وغير‭ ‬المدروسة‭ ‬بعناية‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬مزاجية‭ ‬وغريبة‭ ‬أحيانًا‭ .. ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬واقعنا‭ ‬الكروي‭ ‬الليبي‭ ‬ضربتنا‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬وكانت‭ ‬لها‭ ‬توابع‭ ‬وإرتدادات‭ ‬عنيفة‭ ‬لازلنا‭ ‬نعانى‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬وآخرها‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬ما‭ ‬أقره‭ ‬الاتحاد‭ ‬السابق‭ ‬الذى‭ ‬رحل‭ ‬باستقالة‭ ‬رئيسه‭ ‬مرغمًا‭ ‬بترفيع‭ ‬35‭ ‬فريقًا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المسمى‭ ‬بـ‭)‬الممتاز‭( ‬وما‭ ‬هو‭ ‬بممتاز‭..! ‬لكنها‭ ‬المزاجية‭ ‬والقرارات‭ ‬المصلحية‭ ‬والغريبة‭ ‬عن‭ ‬التصديق‭ ‬في‭ ‬آن‭..!.‬

هذه‭ ‬القرارات‭ ‬المتسرعة‭ ‬وغير‭ ‬المدروسة‭ ‬تلوح‭ ‬فى‭ ‬الأفق‭  ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الحالي‭ ‬وثمة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تنبئ‭ ‬على‭ ‬عودتها‭ ‬ومنها‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬السنغالى‭ ‬‮«‬آليو‭ ‬سيسيه‮»‬‭ ‬لقيادة‭ ‬المنتخب‭ ‬الليبي‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬استحقاقات‭ ‬تصفوية‭ ‬لمونديال‭ ‬العالم‭ ‬2026،‭ ‬وأبرزهما‭ ‬مباراتي‭ ‬‮«‬أنغولا‭ ‬والكاميرون‮»‬‭ ‬المقرّر‭ ‬لهما‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬تقريبًا‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬ملعبنا‭ ‬والثانية‭ ‬خارج‭ ‬الديار‭ .. ‬لستُ‭ ‬بصدّد‭ ‬تقييم‭ ‬مستوى‭ ‬المدرب،‭ ‬وأهليته‭ ‬لتدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬عدمها؛‭ ‬فذلك‭ ‬شأن‭ ‬فني‭ ‬قد‭ ‬يتفق،‭ ‬أو‭ ‬يختلف‭ ‬فيه‭ ‬البعض‭ ‬وكل‭ ‬له‭ ‬رؤيته‭ ‬وموقفه‭ ‬لكن‭ ‬الإتيان‭ ‬بمدرب‭ ‬أجنبى‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬جنسيته‭ ‬قبل‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الرسمي‭ ‬وتوريطه‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬شيئًا‭ ‬عن‭ ‬كرتنا‭ ‬ولاعبينا‭ ‬هنا‭ ‬المشكلة،‭ ‬والقشة‭ ‬التى‭ ‬تقصم‭ ‬الظهر‭ ‬فمالذى‭ ‬سيفعله‭ ‬‮«‬سيسيه‮»‬‭ ‬فى‭ ‬هاتين‭ ‬المباراتين‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أي‭ ‬خلفية‭ ‬عن‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬الدوري،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬المحترفين‭ ‬وربما‭ ‬الاستثناء‭ ‬الوحيد‭ ‬‮«‬المعتصم‭ ‬المصراتي‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مساعد‭ ‬محلي‭ ‬غير‭ ‬منظور‭  ‬لدينا‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬بالمراقب‭ ‬السري‭ ‬للمباريات‭ .. ‬كان‭ ‬الأحرى‭ ‬باتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬ناصر‭ ‬الحضيري‭ ‬وتمديد‭ ‬عقده‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬إلى‭  ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬المباراتين‭ ‬القادمتين،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬التصفيات‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬منتخبنا‭ ‬يحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬مجموعته‭ ‬وعلينا‭ ‬منح‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬ليكمل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬بدأه‭ ‬وحاز‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬شئ‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬والإستحسان‭ ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬الأجدى‭  ‬والأفضل‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المنتخب‭ ‬إداريًا‭ ‬وتنظيميًا‭.‬

وهي‭ ‬الأقرب‭ ‬للتطبيق‭ ‬والتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬خطوة‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬محسوبة،‭ ‬ومحفوفة‭ ‬بالمخاطر‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى