
تبقى مشكلتنا الدائمة والأزلية فى الرياضة الليبية وكرة القدم على وجه الدقة هي إتخاذ القرارات الفجائية، وغير المدروسة بعناية وقد تكون مزاجية وغريبة أحيانًا .. أمثلة كثيرة من واقعنا الكروي الليبي ضربتنا في مقتل وكانت لها توابع وإرتدادات عنيفة لازلنا نعانى منها حتى اللحظة وآخرها ولن تكون الأخيرة ما أقره الاتحاد السابق الذى رحل باستقالة رئيسه مرغمًا بترفيع 35 فريقًا في الدوري لكرة القدم المسمى بـ)الممتاز( وما هو بممتاز..! لكنها المزاجية والقرارات المصلحية والغريبة عن التصديق في آن..!.
هذه القرارات المتسرعة وغير المدروسة تلوح فى الأفق مع الاتحاد الحالي وثمة مؤشرات تنبئ على عودتها ومنها فيما يخص التعاقد مع المدرب السنغالى «آليو سيسيه» لقيادة المنتخب الليبي فيما تبقى له من استحقاقات تصفوية لمونديال العالم 2026، وأبرزهما مباراتي «أنغولا والكاميرون» المقرّر لهما بعد أسبوعين تقريبًا واحدة في ملعبنا والثانية خارج الديار .. لستُ بصدّد تقييم مستوى المدرب، وأهليته لتدريب المنتخب من عدمها؛ فذلك شأن فني قد يتفق، أو يختلف فيه البعض وكل له رؤيته وموقفه لكن الإتيان بمدرب أجنبى أيًا كانت جنسيته قبل الاستحقاق الرسمي وتوريطه فيه وهو لا يعرف شيئًا عن كرتنا ولاعبينا هنا المشكلة، والقشة التى تقصم الظهر فمالذى سيفعله «سيسيه» فى هاتين المباراتين وهو لا يملك أي خلفية عن اللاعبين المحليين في الدوري، ولا حتى المحترفين وربما الاستثناء الوحيد «المعتصم المصراتي» إلا إذا ما كان هناك مساعد محلي غير منظور لدينا يشبه إلى حد بعيد ما كان يعرف فى السابق بالمراقب السري للمباريات .. كان الأحرى باتحاد الكرة الإبقاء على ناصر الحضيري وتمديد عقده مع المنتخب إلى ما بعد المباراتين القادمتين، أو إلى نهاية التصفيات خاصة وأن منتخبنا يحتل المرتبة الثانية فى مجموعته وعلينا منح الثقة في المدرب الوطني ليكمل ما قد بدأه وحاز فيه على شئ من الرضا والإستحسان وذلك هو الأجدى والأفضل فى مثل هذه الظروف التى يمر بها المنتخب إداريًا وتنظيميًا.
وهي الأقرب للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع من أى خطوة أخرى غير محسوبة، ومحفوفة بالمخاطر .