انتشرتْ في الأونة الأخيرة «دكاكين التجميل»، في طول البلاد وعرضها، دون حسيب ولا رقيب، وبلا ضوابط، ولا مواصفات.. السبب الرئيس في ذلك الانتشار الرهيب، هو الدعاية التي تمارسها الشركات المنتجة لمستحضرات التجميل، ومنتجات العناية بالبشرة، والجسم، وتكالب بعض النساء من مختلف الأعمار عليها طمعاً في الحصول على «قوام رشيق»، وملامح جميلة، ووجه «باربي»..
بل إن الأمر تعدّى النساء في التردَّد على تلك «المراكز»، ووصل الأمر إلى بعض الذكور..
وبالإمكان تفسير ذلك التكالب، من ناحية نفسية، بعدم ثقة الإنسان في نفسه، وشعوره الدائم بالنقص، الذي يحاول تغطيته بما يجده في تلك «الدكاكين»..
ورغم أن تغيير خلق الله مُحرّمٌ شرعاً، فإننا لسنا بصدد، نقاش ذلك الأمر، فلكل إنسان هواه ومبتغاه، وهو وحده من يتحمل مسؤولية أفعاله..
باطلاعنا على ما ينشره مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، وجهاز الحرس البلدي، خلال حملاتهما التفتيشية على ما يسمى بـ«مراكز التجميل»، نجد ان ما يحدث بداخل بعضها كارثة صحية بكل المقاييس..
فأغلبها تفتقر لأبسط المتطلبات الصحية المطلوبة في مثل تلك المراكز، ناهيك عن المستحضرات والأدوية منتهية الصلاحية، ويعمل فيها من قبل أناس غير مختصين ولا علاقة لهم بالمجال، إلا ابتغاء الثراء السريع، والضحك على الناس..
وتطالعنا صفحات التواصل الاجتماعي، كل حين بحالات تعرَّضت لتشويه جسدي، واصابات وأمراض، نتيجة ارتيادها لتلك الدكاكين طلبًا للجمال والرشاقة، فكان العكس هو النتيجة..
إن الحاجة لوجود ضوابط لعمل تلك المراكز، صارت ملحة، بحيث يحصل المزاولون للعمل بها على إذن مزاولة من الجهات الطبية والصحية، وكذلك توفير الأماكن الملائمة للعمل بها، من حيث الاشتراطات الصحية والبيئية، وكذلك وضع ضوابط للمستحضرات والأدوات والأدوية المستعملة فيها، فبلادنا ليست بحاجة لحالات مرضية جديدة، فالموجود بها لا زال فوق المعدل الطبيعي أضعاف الأضعاف.