إجتماعي

من «باربي» إلى «دامبي»..!!

فائزة العجيلي

انتشرتْ‭ ‬في‭ ‬الأونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬دكاكين‭ ‬التجميل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬طول‭ ‬البلاد‭ ‬وعرضها،‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب،‭ ‬وبلا‭ ‬ضوابط،‭ ‬ولا‭ ‬مواصفات‭.. ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الانتشار‭ ‬الرهيب،‭ ‬هو‭ ‬الدعاية‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬لمستحضرات‭ ‬التجميل،‭ ‬ومنتجات‭ ‬العناية‭ ‬بالبشرة،‭ ‬والجسم،‭ ‬وتكالب‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬عليها‭ ‬طمعاً‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬قوام‭ ‬رشيق‮»‬،‭ ‬وملامح‭ ‬جميلة،‭ ‬ووجه‭ ‬‮«‬باربي‮»‬‭..‬

بل‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬تعدّى‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬التردَّد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬المراكز‮»‬،‭ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الذكور‭..‬

وبالإمكان‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك‭ ‬التكالب،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬نفسية،‭ ‬بعدم‭ ‬ثقة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وشعوره‭ ‬الدائم‭ ‬بالنقص،‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬تغطيته‭ ‬بما‭ ‬يجده‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬الدكاكين‮»‬‭..‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬تغيير‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬مُحرّمٌ‭ ‬شرعاً،‭ ‬فإننا‭ ‬لسنا‭ ‬بصدد،‭ ‬نقاش‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر،‭ ‬فلكل‭ ‬إنسان‭ ‬هواه‭ ‬ومبتغاه،‭ ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬أفعاله‭..‬

باطلاعنا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينشره‭ ‬مركز‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأغذية‭ ‬والأدوية،‭ ‬وجهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي،‭ ‬خلال‭ ‬حملاتهما‭ ‬التفتيشية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«مراكز‭ ‬التجميل‮»‬،‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بداخل‭ ‬بعضها‭ ‬كارثة‭ ‬صحية‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭..‬

فأغلبها‭ ‬تفتقر‭ ‬لأبسط‭ ‬المتطلبات‭ ‬الصحية‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المراكز،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المستحضرات‭ ‬والأدوية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬ويعمل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أناس‭ ‬غير‭ ‬مختصين‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لهم‭ ‬بالمجال،‭ ‬إلا‭ ‬ابتغاء‭ ‬الثراء‭ ‬السريع،‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬الناس‭..‬

وتطالعنا‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كل‭ ‬حين‭ ‬بحالات‭ ‬تعرَّضت‭ ‬لتشويه‭ ‬جسدي،‭ ‬واصابات‭ ‬وأمراض،‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتيادها‭ ‬لتلك‭ ‬الدكاكين‭ ‬طلبًا‭ ‬للجمال‭ ‬والرشاقة،‭ ‬فكان‭ ‬العكس‭ ‬هو‭ ‬النتيجة‭..‬

إن‭ ‬الحاجة‭ ‬لوجود‭ ‬ضوابط‭ ‬لعمل‭ ‬تلك‭ ‬المراكز،‭ ‬صارت‭ ‬ملحة،‭ ‬بحيث‭ ‬يحصل‭ ‬المزاولون‭ ‬للعمل‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬إذن‭ ‬مزاولة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية،‭ ‬وكذلك‭ ‬توفير‭ ‬الأماكن‭ ‬الملائمة‭ ‬للعمل‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية،‭ ‬وكذلك‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للمستحضرات‭ ‬والأدوات‭ ‬والأدوية‭ ‬المستعملة‭ ‬فيها،‭ ‬فبلادنا‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬لحالات‭ ‬مرضية‭ ‬جديدة،‭ ‬فالموجود‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬فوق‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭ ‬أضعاف‭ ‬الأضعاف‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى