الكاف أم اتحـــــــــاد الكرة !!
كتب / نجيب بن عيسى
لم يخرج قرار لجنة الانضباط بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» عن الرسم التكتيكي القانوني الذي رسمه الاتحاد النيجيري للفصل في أحداث مباراتي ليبيا في الجولتين الثالثة، والرابعة لتصفيات الكان 2025، بعد أن قرَّرت اعتبار المنتخب الوطني خاسرًا لنتيجة لقاء الاياب الذي كان مقررًا في بيننا يوم 15أكتوبر الجاري 0/3 وتغريم اتحاد الكرة 50 ألف دولار تُسدد خلال 60 يوماً لانتهاك المادة (31 ) من قوانين الكاف والمادتين (82 – 151 ) من قانون الانضباط وهي العقوبة التي عكست مدى مجاملة وتهاون مع الاتحاد النيجيري الذي خالف اللوائح والقوانين بانسحابه من مواجهة الإياب والذي يفترض أن يكون هو الخاسر حسب ما أكده الحكم الايطالي الشهير «كولينا» وابانت عن قوة الادارة الحديثة والمحترفة في الاتحاد النيجيري الذي استخدم كل نفوذه منذ نزوله مطار الابرق حتى لحظة صدور الحكم وكشفت الوهن المزمن للمرة الليبية إدارة ضعيفة لا ترتقي لمستوى التسيير الذي يكفل حقوقنا ويحقق نجاحنا.
مشوار منتخبنا في التصفيات الحالية ليس فيه ما يُحزن لأجل خسارة مباراة بحكم محكمة !!، حسابياً لا أمل لنا في بلوغ نهائيات المغرب مع تبقى جولتين أمام بنين ورواندا لكن السؤال الذي يطرح نفسه مَنْ تلاعب بالمنتخب ووضعه في خانة (أنتم لستم محترفي نيجيريا، أو مشاهيرها ؟)، الكاف الذي لعبها كما هو متوقع وانحاز للنفوذ النيجيري الذي يرفع من أسهمه في حملته الانتخابية لولاية ثانية، التي لن ترى النَّور إذا غضبتْ «ماما» نيجيريا على «موتسيبي» فتجاهل ليبيا ورمي بكل الحقائق وربما حتى الملف الليبي لم يُفتح حتى للاطلاع !!، أم اتحاد الكرة البقعة السوداء في تقديم الملف..! .. الذي كشف من خلال تعامله مع هذه الأزمة أن الإدارة بالفطرة، والمعاملة بالمثل !.
وترك أصول القانون !، لا بأس ربما من الأولى، ولكن لماذا تركت الثانية؟، ولم تهلل وتولول في مطار أبوجا أو في أويو فلا تقارير ولا خطابات ولا بيانات، ولا من يعلم حقيقة ما حدث مع المنتخب الوطني في حينها .. تحسب أننا لم ننسحب رغم كل المعوقات، وقدمنا مستوى مثاليًا ! .. لكن عيبنا أننا وقعنا في خطأ جسيم وفادح ضربنا القانون بعرض الحائط وقلنا المعاملة بالمثل!!.ولم نستفق إلا بعد أن أتخذتْ نيجيريا الإجراءات كافة، واستغلتْ ضعف الملف الليبي ! الذي يبدو أنهم تعاملوا معه فاقداً للمصداقية! وربما سألوا أنفسهم لماذا لم تشتكي ليبيا للكاف إلا بعد أن فعلت نيجيريا؟!
الحقيقة الكرة الأفريقية منصة زاخرة بالتلاعب والرشاوى وهذا حالها منذ عقود!!
وما لا تخفيه الحقيقة أن اتحاد الكرة فشل في التعامل مع أزمة المباراة المشؤومة لعدة أسباب أولها الضعف الإداري لرئيس الاتحاد، ورئيس البعثة، وحتى الإداريين والإعلام المرافق وآخرها انشغال اتحاد الكرة بما يحدث في كرسي الشلماني فدفع منتخبنا ثمن انحياز الكاف وخرافة اتحاد الكرة التي بدأت 2018 وانتهت في 2024 وكأنه لم يشأ أن يغادر إلا بعد سقوط جديد!