من ثقب الباب
هي نصف ساعة وفي الأغلب لا تتجاوز الساعة .. في أطول توقيت .. لكنها الأهم بالنسبة للقنوات الليبية .. يصاحبها اهتمامٌ غير مسبوقٍ للمشاهد الليبي لما يتم عرضه من أعمال فنية، وبرامج متنوعة ..
هذه السنة الرمضانية تعد سنةً استثنائية من حيث حجم الفشل ..
مازال الصراخُ، والابتذالُ يسيطر على عديد المشاهد، والفقرات كما لازالتْ القضايا المعروضة مجرد قضايا ساذجة لا ترتقى لمستوى حتى أقل مستويات المُتلقي، والمشاهد .. ما الذي حدث..؟! هل هي عشوائية الإنتاج..؟!.
الجميلُ أن طعم الشوربة لذيذًا مادمت تتناولها، وأنتَ في منأى عن البرامج في التلفزيونية المعروضة في القنوات الليبية لهذا العام .. وحتى وإن كان اهتمامكَ جاد بما يُعرض فبالكاد تلامس نجاحًا واحدًا، أو نجاحين من عشرة برامج تم الإعداد لها طيلة أشهر.
فارق كبيرٌ، وكبيرٌ جداً مثلاً بين العمل الدرامي )بنت العم(، وباقي البرامج الأخرى بما فيها )شط الحرية( لهذا العام الذي تحوَّل هو الآخر لمنتجع بدوي تسكنه كاريزما هوليود، وقراصنة المحيط .. لا يختلف اثنان في أن الخلَّل دائمًا ما يكون في النص ثم يتواصل ليصبح كارثيًا في الأداء .. الأمرُ المؤكد في هذا السياق هو أنه في غياب النص تختفي جودة العمل، ويتراكم الاسفاف، وتختلط علينا المتناقضات في آنٍ واحد .. مازلنا نبحث عن نتاج يليق، وعن مخاضٍ ينتج لنا الزبدة على قولة الكاتب المرحوم «إبراهيم حميدان» ..
الغريبُ هو أن الدعمَ الإعلاني لهذه البرامج دخل مراحل متطورة من حيث الاستفادة .. كما أن التقنية التصويرية أصبحت هي الأخرى متاحةً بأدواتها كافة ومع هذا كله أصبحنا نبتئس للمشاهد الكوميدية، ونشبك اليد باليد للمشاهد الجادة كما نقهقه لما وصف بأنه مشاهد حزينة ..
النص هو الآخر فقد جودته تمامًا، وأصبح يغرد خارج إطار مجتمعنا ..
أصبحنا نشاهد قضايا ربما تصلح بأن تكون، أو تهتم بمحتوى دول بعيدة عنا .
وفي النهاية كما البداية مازلت السفرة الرمضانية أكبر همنا بعيدًا عن الريموت الضائع كعادته أصلاً ..
كونوا بخير .