عندما اعتبرت الإعلان المبثوث تلفزيونيا على شاشة فضائية ليبيا الأحرار، المنسوب إلى المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات، والمعنون بالمؤتمر الدولي للانتخابات الليبية تحديات الواقع ومآلات المستقبل، في الشهر الماضي بفندق المهاري، لم أكن متخليا عن حقي الأدبي الذي يوجب أن يكون الحضور تلبية للدعوة وربما إلحاقها بالاتصال الهاتفي كما درجت عديد المؤسسات المقدرة لذوي الخصوصية، وإنما للإحساس بأن الإعلان التلفزيوني لم يكن إلا لرفع الملامة وأن الهدف هو إقامة النشاط وبالكيفية التي تم بها، وأن مسئولية الكتابة الصحفية التي سلكتها منذ خمسينيات القرن الماضي واخترت موضوعاتها من الشواغل العامة، قد أوجبت شد الرحال تجاه الفضاء المشار إليه لأستمع إلى المراسم التي تمثلت في كلمات الرئاسي والدولة وممثل حكومة الوحدة الوطنية، ولم تشمل مجلس النواب على أي مستوى من المستويات، فبدا الإصطفاف واضحا وربما الهدف أيضا، حين لم تمهل مفوضية الانتخابات، تلك التي جمع إسهامها بين الحديث بالجلسة المراسمية لتتلوها جلسات العمل، شأنها شأن رئاسة الجلسة العلمية التي جمع رئيسها وإن كان جديرا بذلك بين الترحيب وتناول تأثير الانتخابات على عملية التحول الديمقراطي بليبيا، وقد اكتفى الممثلون الرسميون بالزمن المحدد في ثلاث دقائق واستأذنوا للخروج قبل الاستراحة التي طالما حرص كبار المسئولين على تخصيصها لتحية الحاضرين الذين لا يتم التقاؤهم في ما سوى هذه المناسبات وما تسمح به من المجاملة وإظهار الاهتمام بذوي الحاجة والذين قد تضطرهم حاجتهم إلى تكبد تعب الحضور، وذلك لأن وقت المسئولين آخذ في النفاذ أكثر من أي وقت مضى، فليس لهم من ثم أكثر من الإسراع بالمضي نحو الاتفاق على المشاريع التي لا يعني الحرص على إنجازها سوى أكثر من إمضاء العقود المتعلقة بها والدفعات المقدمة من مخصصاتها، أما حقوق الذين أدّوا الكثير من واجباتهم و الترفّع عن طرق الأبواب للحصول على حقوقهم، فآخر ما يُعرفون به بين الناس.
لقد ذكر رئيس المؤتمر بأن عدد أوراق البحث قد زادت عن العشرين، واكتفى التحضير بطبع أربعة أوراق وضعت فوق المناضد أمام كل كرسي مُعَدّ لجلوس من يحضر والتنبيه فقط على ضيق الوقت، ربما لأن حجز الفندق لا يزيد على يومين أو أن الدعم الذي لم تبخل كلمة الافتتاح من الثناء عليه، توجب الاستعداد به لما هو أهم والذكرى المشرفة للأنشطة التي ازدهرت مع ترؤس الحكومة من قبل المرحوم عبد الرحيم الكيب عندما كانت فضاءات مركز الجهاد المكان المفضل للحوار وكان الشاي والماء البارد وربما الشعبي من المرطبات وليس الراقي من حلويات تركيا وفضاءات كورنثيا والمهاري والكبير تمثل الهم الأكبر للأنشطة والذين يحضرونها وليس الذين يزيدونها شرفا سواء تحدثوا أو تتحدث الأطراف المراقبة ولا سيما الشعبية، عن وجودهم وما يطلب من واجباتهم، وعسى أن يكون ما أدرجت بعض الواجب