ثقافة

نصان

محمد الزنتاني

أَيتُها‭ ‬العابثةُ‭ ‬بالرذاذِ

أيتها‭ ‬السابحة‭ ‬في‭ ‬ملكوت‭ ‬الزرقة‭ ‬،

أعطني‭ ‬مفردات‭ ‬البحر‭ ‬،

كي‭ ‬أصنع‭ ‬لكِ‭ ‬غيمة،

وبعضًا‭ ‬من‭ ‬جبال‭ ‬الموج،

علّ‭ ‬الأفق‭ ‬يدين‭ ‬لكِ‭ ‬بالولاء‭ !‬

أيتها‭ ‬السادرة‭ ‬في‭ ‬غيّها‭ ‬،

لا‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬القواقع‭ ‬،

ومن‭ ‬شغب‭ ‬الأسماك‭ ‬،

واجهي‭ ‬قسوة‭ ‬التيار‭ ‬،

وأطلقي‭ ‬سراح‭ ‬الريح‭ ‬،

وأرمي‭ ‬شباك‭ ‬الأماني‭ !‬

أيتها‭ ‬العابثة‭ ‬بالرذاذ‭ ‬،

لك‭ ‬ما‭ ‬تيسر‭ ‬من‭ ‬ضباب‭ ‬،

ومن‭ ‬ندى‭ ‬،

أتركي‭ ‬جزر‭ ‬المرارات‭ ‬،

ولا‭ ‬تعودي‭ ‬إلى‭ ‬شطآن‭ ‬الكآبة‭ ‬،

لا‭ ‬تعاندي‭ ‬عباب‭ ‬البحر‭ ‬،

واشعلي‭ ‬القناديل‭ ‬،

فالصيد‭ ‬وافر‭ ‬هذا‭ ‬المساء‭ !‬

‭ ‬تأمّل

‭*‬

تمر‭ ‬سحب‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يسبقها‭ ‬برق‭ ‬ولا‭ ‬رعود‭ ‬،

تمر‭ ‬،‭ ‬بلا‭ ‬مطر‭ ‬أو‭ ‬رذاذ‭ ‬،

تمر‭ ‬،‭ ‬متتابعة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأفق‭ ‬،

تمر‭ ‬،

وتعبر‭ ‬الدروب‭ ‬ولا‭ ‬تبالي‭ !‬

تمر‭ ‬سحب‭ ‬،‭ ‬تتأمّلها‭ ‬المحاريث‭ ‬بشغف‭ ‬وتلهّف‭ ‬،

تمر‭ ‬،‭ ‬فتتسابق‭ ‬البذور‭ ‬آملة‭ ‬،‭ ‬لحجز‭ ‬مكان‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬التربة‭ ‬،

تمر‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وهدوء‭ ‬،

تمر‭ ‬،

وكأنها‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ !‬

يقول‭ ‬المزارع‭ ‬المتعب‭ ‬المكدود‭ ‬،

وهو‭ ‬يرى‭ ‬إلى‭ ‬ذؤابات‭ ‬سنابل‭ ‬القمح‭ ‬العطشى‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الأسى‭ ‬،

يقول‭ ‬ذلك‭ ‬،

ويمضي‭ ‬في‭ ‬تأمل‭ ‬الجوار‭ ‬،‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬الجفاف‭ ‬والصمت‭ ‬والانكسار‭ !‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى