أَيتُها العابثةُ بالرذاذِ
أيتها السابحة في ملكوت الزرقة ،
أعطني مفردات البحر ،
كي أصنع لكِ غيمة،
وبعضًا من جبال الموج،
علّ الأفق يدين لكِ بالولاء !
أيتها السادرة في غيّها ،
لا عليك من عبث القواقع ،
ومن شغب الأسماك ،
واجهي قسوة التيار ،
وأطلقي سراح الريح ،
وأرمي شباك الأماني !
أيتها العابثة بالرذاذ ،
لك ما تيسر من ضباب ،
ومن ندى ،
أتركي جزر المرارات ،
ولا تعودي إلى شطآن الكآبة ،
لا تعاندي عباب البحر ،
واشعلي القناديل ،
فالصيد وافر هذا المساء !
تأمّل
*
تمر سحب ، لا يسبقها برق ولا رعود ،
تمر ، بلا مطر أو رذاذ ،
تمر ، متتابعة على مدى الأفق ،
تمر ،
وتعبر الدروب ولا تبالي !
تمر سحب ، تتأمّلها المحاريث بشغف وتلهّف ،
تمر ، فتتسابق البذور آملة ، لحجز مكان تحت سطح التربة ،
تمر ، في صمت وهدوء ،
تمر ،
وكأنها لا تمر !
يقول المزارع المتعب المكدود ،
وهو يرى إلى ذؤابات سنابل القمح العطشى بشيء من الأسى ،
يقول ذلك ،
ويمضي في تأمل الجوار ، الغارق في الجفاف والصمت والانكسار !