نص …. كحديقة..
محبط كنملةٍ أصابها الأرق
العصفور يتهيّأ للزقزقة.
محبط كبئرٍ لا تبتهج فيها الدّلاء
لا أشجار
أو سنبلة تنحني لمنجل.
محبط كقلبٍ
ينزف قرب حبيبته
إسفنجةٌ تمتصُّ الهموم.
محبط كتابوت فاغر فمه
سألني عن عمري.
محبط كحديقة قُطفتْ أحلامها
لتذبل في مزهرية.
محبط كنهرٍ فقد مجراه
يفيض بكثير من الاحباط.
محبط كضرير
لا يصحو في عينيه النّهار.
محبط ككلمة
بلا معلّم
تقتحم عليك خلوتك.
محبط كأبكمٍ بلا كلمات مصقولة
حنّط الصّمت لسانه.
محبط كفزّاعة
كانت تلوّح لي بيدها
أعياها الوقوف ويزرق الطّير عليها.
محبط كوظيفة شملها التقاعد
وأُلقيت في بئر.
محبط ككتاب
تركت الأرضة آثارها
في دار نشر.
محبط كتنهيدة عانسٍ
فاتتها السّلحفاة.
محبط كمقهى يتثاءب
بلا رواد يكتمون أنفاسه.
محبط كمذيع
يقرأ الأخبار من داخل مقبرة.
محبط كسيارة إسعاف
ضيّعت الطّريق إلى المشفى.
محبط كبلاد
تُلقي الحطب في النّار
وتعلّمنا ركوب البحر.
محبط كرب العائلة
أكلت شحمه ولحمه الأدوية.
محبط من ريحٍ
تُسمّم الأفق بإحباطي
■ محي الدين محجوب