هاشم شليق يكتب.. إرهاب
محطة
المواطن مزدوج الجنسية الدانماركي السويدي اليميني المتطرف..وبعده الهولندي..حيث دأب الأول لسنوات على حرق نسخ من القرآن الكريم..والثاني مزق المصحف بدايةً ثم داس عليه برجليه وعندما همّ لإحراقه تدخلت الشرطة الهولندية..
يبدو أنهما لا يعلمان وغيرهما إن القرآن الكريم اليوم في قلوب مئات ملايين الحفظة..وإنه يُنشر بلا توقف على شبكة الإنترنت الدولية..كما أن هناك عشرات المليارات من النسخ الورقية..العربية منها والمترجمة..
كل ما يحدث من حين لآخر يتم تحت ذريعة مواجهة ما يسمونه بالإسلاموفوبيا..بل والغريب في الوقت نفسه تحت مظلة مناداتهم بمباديء حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان ودعم مؤسسات المجتمع المدني الذي نفسه يضم ملايين المهاجرين المسلمين داخل تلك المجتمعات !..
كما لا ننسى مجلة « تشارلي ايبدو « التي تتطاول بدورها على خاتم الأنبياء والمرسلين..دون أن يهنأ لها بال..ولا يستريح لها سرج..وذلك بنشرها رسومات ساخرة تنال من مقامه الشريف دونما خجل ولا استحياء..فالرسامين على قدم وساق وقد وضعوا اقلامهم والوانهم في جيوبهم..
إن كل ذلك يُصنف تحت بند الإرهاب.. نعم ، إنه كذلك..فالمسلمين هناك يتعرضون يوميا إلى منع بدرجات متفاوتة من دولة لأخرى من أداء واجباتهم تجاه مجتمعاتهم وقد يكونون قد ولدوا هناك وبالتالي نيل حقوقهم الإسلامية..ولسنا هنا بصدد واجبات وحقوق المواطنة المدنية..رغم أن المواطنين المسلمين ساهموا ويسهمون بشكل أو بآخر في النهضة الأوروبية الحديثة والمعاصرة..والسؤال الذي يفرض نفسه هل إنتهى دورهم أم كان كمين حق يراد به باطل ؟!..ولماذا لا يتم تضييق الخناق على العقول المهاجرة إليهم ؟!..في حين يتم وضع الحجارة وجذوع الأشجار في طريق جريان النهر الإسلامي العذب والمتدفق دون توقف في قارات العالم بإذن الله تعالى؟!..
الحملة ضد الإسلام والمسلمين تبلورت إعلاميا منذ صدور كتاب سلمان رشدي « آيات شيطانية « فما قاله إلى غاية اللحظة..وما يفعله حارقوا نسخ القرآن الكريم والمتطاولون على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هو كما اسلفت الإرهاب بعينه وليست هناك في القاموس العالمي كلمة أخرى تختزل مايجري من تزوير وتمويه وقلب للحقائق..
وهناك في الضفة الأخرى من البحر المتوسط من يستشعر الأهمية الكبرى للقرآن الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين..باعتبارهما جوهر وعقيدة الحياة الدنيا والآخرة..لذلك يقوم جالسا أو واقفا بالإساءة والتدنيس والإزدراء..
أن التحريض على الكراهية والعنصرية بمثل هكذا أساليب استفزازية مصيره انقلاب السحر على الساحر عاجلا أم آجلا..وطوق النجاة يكمن في قيام أوروبا وغيرها باتخاذ مبادرة حسن نية والتقدم خطوة للأمام ومد يد المصافحة باستصدار قوانين تجرم المساس بالعقيدة الإسلامية السمحاء..مثلما صدرت قوانين تحاكم معاداة السامية وبالاخص مايعرف بنكران محرقة هتلر ضد اليهود..فنحن من جهتنا لا نسيء لعيسى وموسى عليهما السلام..ولا نحرق التوراة ولا الإنجيل..لأننا قوم لا نفرق بين أحد من رسل الله العزير الجبار..
ختاما..نحن نشفق ونتأسف على المواطنَين السويدي والهولندي وغيرهما..المغيبان تمامآ والمنفصلان عن الواقع..والذَين وقفا تحت حماية الشرطة و أمام بعض الجمهرة وفلاشات الكاميرات ليحرقا اصابعهما..