فنون

هل خرج الأبناء من جلباب الآباء ؟!

هند التواتي

بين‭ ‬تراثٍ‭ ‬عريقٍ،‭ ‬وحاضرٍ‭ ‬متجددٍ،‭ ‬تتجلى‭ ‬تمظهرات‮ ‬‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭.‬وتحت‮ ‬‭ ‬مظلة‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬وتشابكاته‮ ‬‭ ‬يحاول‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬التشكيليين‭ ‬خلق‭ ‬مساراتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬وأفكارهم‭ ‬ورؤاهم‭ ‬وهنا‮ ‬‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالٌ‭ ‬رئيس‭ : ‬هل‭ ‬استطاع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفنانون‭ ‬أن‭ ‬يشقوا‭ ‬طريقًا‭ ‬فنيًا‭ ‬مستقلًا،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬ظلال‭ ‬الأساتذة‭ ‬المؤسسين؟‭! ‬

هل‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬هوية‭ ‬بصرية‭ ‬خاصة‭ ‬بجيلهم،‭ ‬تعكس‭ ‬روح‭ ‬العصر،‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشباب‭ ‬الليبي؟‭!‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬واستكشاف‭ ‬أبعاد‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية‭ ‬المعاصرة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

هل‭ ‬استطاع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬التشكيليين‭ ‬الليبيين‭ .. ‬تكوين‭ ‬عمل‭ ‬تشكيلي‭ ‬خاص‭ ‬بهم‭ .. ‬وتقديم‭ ‬تجربتهم‭ ‬للمتلقي‭ ‬خارج‭ ‬جلباب‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ .‬؟

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬مختلفة‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬ملامحها،‭ ‬وأهم‭ ‬أسئلتها‭.‬؟‭ ‬

هل‭ ‬استطاع‭ ‬الفن‭ ‬والفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬إيجاد‭ ‬خط،‭ ‬وهوية‭ ‬تميزه‭ ‬وسط‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬تشكيليي‭ ‬العالم؟‭ ‬

طرحنا‭ ‬أسئلتنا‭ ‬على‭ ‬فنانين‭ ‬تشكيليين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬و‮ ‬‭ ‬الأجيال‭ ‬والمدارس‭ ‬الفنية‭ ‬وكانت‭ ‬إجاباتهم‭ ‬كما‭ ‬يلي‭..‬‮ ‬‭ ‬

الفنان‭ ‬التشكيلي‭ /‬سالم‭ ‬التميمي‭ ‬

بالنسبة‭ ‬للسؤال‭ ‬الأول‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الشباب‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬التغيير‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الفنيّ‮ ‬‭ ‬والإلتحاق‭ ‬بركب‭ ‬الحداثة‮ ‬‭ ‬والمعاصرة،‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‮ ‬‭ ‬الفنانون‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أغلبهم‭ ‬الخروج من‭ ‬إطار‭ ‬الرسم‭ ‬التشخيصي‭ ‬التراثي،‭ ‬ويبقى‭ ‬للأسف‭ ‬ما‭ ‬انتجه‮ ‬‭ ‬الفنانيون‭ ‬الأولون‭ ‬أكثر‭ ‬قيمةً‭ ‬وتطورًا‮ ‬‭… ‬كنا‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬التشكيليين‭ ‬الشباب‭ ‬التجديد،‭ ‬وفي‭ ‬إمكانهم‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‮ ‬‭ ‬جديد‮ ‬‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفنون‭.‬

الحقيقة‭ ‬التجريب هو‭ ‬الوسيلة‮ ‬‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للفنان‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬الأنماط‭ ‬الفنية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬بحرية،‭ ‬ويرجع‭ ‬إلى‭ ‬غياب‮ ‬‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬عن‭ ‬المشاركات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬فوائد‭ ‬كثير‭. ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التواصل،‭ ‬والمشاركة‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬الجديد‮ ‬‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬والوقوف‭ ‬عن‭ ‬قرب‮ ‬‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬الجمالية‭ ‬والتشكيلة‭ ‬

أما‭ ‬عن‭ ‬سؤالكم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬تقييمي‭ ‬هي‭ ‬قدرات‮ ‬‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬مستوى‭ ‬المحلية،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‮ ‬‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الليبيين‭ ‬لديهم‭ ‬تجارب‮ ‬‭ ‬تشكيلية‭ ‬حقيقية‭ ‬ولهم‭ ‬خط‭ ‬وتميز‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬التشكيلية‭ ‬الليبية‭ ‬محليًا‭ ‬وأعتقد‭ ‬حتي‭ ‬عربيًا،‭ ‬ولكن‮ ‬‭ ‬مع‭ ‬فناني‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‮ ‬‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يرتقِ‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬العالمي‮ ‬‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يزل‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالتجارب‭ ‬العالمية‭ ‬فنًا‭ ‬تقليديًا‭. ‬

الفنان‭ ‬التشكيلي‭ /‬إسكندر‭ ‬السوكني‭ ‬

بالنسبة‭ ‬للسؤال‭ ‬الأول‭ ‬بشأن‭ ‬استطاعة‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‮ ‬‭ ‬تكوين‭ ‬عمل‭ ‬تشكيلي‭ ‬خاص‭ ‬بهم‭ ‬؟

من‭ ‬المؤكد‭ ‬‮«‬لا‮»‬،‭ ‬ببساطة‭ ‬لأنهم‭ ‬صورة‭ ‬مشابهة‭ ‬من‭ ‬أساتذتهم‭ ‬ولن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬معلمهم‭ ‬بهذه‭ ‬السهولة،‭ ‬والأسباب‭ ‬منها‭ ‬الإعجاب‭ ‬و‭ ‬الانبهار‭ ‬و‭ ‬الحب‭ ‬و‭ ‬التقدير‭ ‬والتفاعل‭ ‬الإيجابي،‭ ‬ولأن‭ ‬الفنان‭ ‬مازال‭ ‬يتحرك‭ ‬داخل‭ ‬محيط‭ ‬متكرر‭ ‬من‭ ‬الأحداث،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬مشاركات‭ ‬دولية‭ ‬حقيقية‭ ‬تثري‭ ‬تجربتهم‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬والمشاركة‭ ‬أغلبها‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬المحدود،‭ ‬ويبقى‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬حبيس‭ ‬اللوحة‭ ‬المتكرَّرة‭ ‬الظهور‭ ‬و‭ ‬الإختفاء‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬بين‭ ‬قاعات‭ ‬العرض‭ ‬الخاصة‭ ‬وغياب‭ ‬الجهات‭ ‬العامة‭ ‬المسؤولة‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬لدعم‭ ‬الفنانين‭ ‬بالتوجيه‭ ‬والرعاية‭ ‬وتوفير‭ ‬فضاءات‭ ‬لاحتضان‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬الثقافي‭ .‬

بالإضافة‭ ‬لقصور‭ ‬الأغلبية‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬العالمية‭ ‬وتاريخها‭ ‬والمرحلة‭ ‬التي‭ ‬نضجت‭ ‬فيها‭ ‬التجارب‭ ‬العالمية‭ ‬،‭ ‬كمدارس‭ ‬تحتاج‭ ‬التحليل‭ ‬واسقاطات‭ ‬النجاحات‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ .‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفنان‭ ‬الليبي‭ ‬له‭ ‬خصوصية‭ ‬وتميز‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬أقرانه‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الفني‭ ‬الثقافي‭ ‬المحلي،‭ ‬ولا‭ ‬ارى‭ ‬وجود‭ ‬تميز‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭ ‬عالميًا‭ ‬وإنما‭ ‬طفرة‭ ‬لبعض‭ ‬الفنانين‭ ‬ولإجتهاد‭ ‬الفنان‭ ‬بمفرده‭ ‬واهتمامه‭ ‬الشخصي‭ ‬بتطوير‭ ‬نشاطه‭ .‬

لأن‭ ‬العالمية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬اختزالها‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬اللامحدود،‭ ‬ونحن‭ ‬كفنانين‭ ‬محليين،‭ ‬مازلنا‭ ‬ننتظر‭ ‬مستثمرًا‭ ‬مهتمًا‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬لإنشاء‭ ‬صالة‭ ‬عرض‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬تتبنى‭ ‬وترعى‭ ‬الحدث‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للفنان‭ ‬الليبي‭ ‬أن‭ ‬يتميز‭ ‬وسط‭ ‬محيط‭ ‬راكد‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬اللوحة‭ ‬وراكد‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التسويق،‭ ‬وعزوف‭ ‬المهتمين‭ ‬عن‭ ‬الإقتناء،‭ ‬أو‭ ‬الإقتناء‭ ‬المشروط‭ .‬

نعم‭ .. ‬هناك‭ ‬معارض‭ ‬عديدة‭ ‬تنظمها‭ ‬جهات‭ ‬مختلفة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تضيف‭ ‬للفنان‭ ‬الكثير‭ ‬باستثناء‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬والظهور‭ ‬الفني،‭ ‬لكن‭ ‬الوسط‭ ‬الفني‭ ‬يحتاج‭ ‬لفكرة‭ ‬ورؤية‭ ‬لتثقيف‭ ‬الشارع‭ ‬الليبي‭ ‬وهدف‭ ‬سامي‭ ‬لدمج‭ ‬الفنان‭ ‬بالمجتمع‭ ‬لدعم‭ ‬مبدأ‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬للنهوض‭ ‬والارتقاء‭ . ‬

الحل‭ ‬المقترح‭ ‬هو‭ ..‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬أنَّ‭ ‬تتبنى‭ ‬مشروعًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬يحمل‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والتراثية،‭ ‬والمجتمعية‭ ‬وحب‭ ‬تراب‭ ‬الوطن‭ ‬ويتجول‭ ‬بين‭ ‬مدن‭ ‬ليبيا‭ ‬الرائعة‭ ‬كعرض‭ ‬فني‭ ‬متجول،‭ ‬للتآخي‭ ‬ودمج‭ ‬المجتمع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬بلادنا‭ .‬

الفنان‭ ‬التشكيلي‭ / ‬توفيق‭ ‬البشير‭ ‬

نعم‭ ‬استطاع‭ ‬التشكيلون‭ ‬الليبيون‭ ‬تكوين‭ ‬خصوصية‭ ‬تمثل‭ ‬المشهد‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬وبكل‭ ‬جدارة؛‭ ‬فالفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬له‭ ‬بصمته‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬والعالم،‭ ‬لدينا‭ ‬رموزٌ‭ ‬عديدة‭ ‬لديهم‭ ‬مساراتهم‭ ‬وهويتهم‭ ‬خاصة‭ ‬أبناء‭ ‬جيل‭ ‬الوسط‭ ‬الذي‭ ‬عاصر‭ ‬جيل‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ ‬وجيل‭ ‬الشباب‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬مميز‭ ‬له‭ ‬مذهب‭ ‬ولون‭ ‬خاص‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬امتداد‭ ‬للمدارس‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭ ‬ولم‭ ‬يخلق‭ ‬هويته‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬لدينا‭ ‬أسماء‭ ‬تميزت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مدارس‭ ‬الفن‭ )‬التشكيلي‭ ‬التجريدية،‭ ‬التكعيبية،‭ ‬الواقعية‭(‬،‭ ‬وغيرها‭.‬

الفنان‭ ‬التشكيلي‭ / ‬مفتاح‭ ‬الشريف‭ ‬

في‭ ‬تصوري‭ ‬الشخصي‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬جانبٌ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬والمدرسة‭ ‬الإنطباعية‭ ‬كانت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬لوحات‭ ‬الفنانين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التجريدي‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الواقعي‭ ‬قليلا،‭ ‬أما‭ ‬مسألة‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬جلباب‭ ‬المؤسسين‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬مؤيدي‭ ‬التمرد‭ ‬في‭ ‬اللوحة‭ ‬التشكيلية‭ ‬والخروج‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬المؤسسين‭ ‬وذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جرأة‭ ‬الفنان‭ ‬وتقديم‭ ‬تجربة‭ ‬بصرية‭ ‬تشكيلية‭ ‬جديدة،‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الليبيين‭ ‬طوروا‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬واخذ‭ ‬التشكيل‭ ‬البصري‭ ‬طابعًا‭ ‬خاصًا‭ ‬ولمسة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية،‭ ‬وهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬مازال‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬ينتهي‭ ‬بلوحة‭ ‬واقعية‭ ‬تراثية‭ ‬معلقة‭ ‬ع‭ ‬الحائط،‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬الشخصي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬للفنان‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬التكرار‭ ‬ويطور‭ ‬تجربته‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬يوظف‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬بصري‭ ‬جديد‭ ‬ومميز‭ ‬لأن‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬مستمر‭ ‬ولا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬معين،‭ ‬أو‭ ‬لوحة‭ ‬واقعية‭ ‬مكررة‭.‬‭.. ‬

نعم‭ ‬استطاع‭ ‬اغلب‭ ‬الفنانين‭ ‬وضع‭ ‬بصمتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية‭ ‬ولأن‭ ‬الوسط‭ ‬الليبي‭ ‬يفتقد‭ ‬كثيرًا‭ ‬للإعلام‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حال‭ ‬بين‭ ‬الفنان‭ ‬ورؤية‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬لأعماله‭ ‬الفنية‭ ‬الحديثة‭ ‬المعاصرة؛‭ ‬فالعالم‭ ‬الخارجي‭ ‬يبحث‭ ‬ويلتفت‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬وغير‭ ‬مألوف‭. ‬

الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ / ‬صابرين‭ ‬الفيتوري‭ ‬

كبار‭ ‬الفنانين‭ ‬أو‭ ‬المؤسسين‭ ‬اكتسبوا‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وخبراتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمالهم‭ ‬ومشاركاتهم‭ ‬واحتكاكهم‭ ‬بتجارب‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معارضهم‭ ‬الشخصية‭ ‬ومشاركاتهم‭ ‬الخارجية‭ ‬لكن‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬انتمي‭ ‬له‭ ‬يعد‭ ‬جيلًا‭ ‬ناشيئًا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬أفكارهم‭ ‬لم‭ ‬تنضج‭ ‬بعد‭ ‬و‭ ‬رؤاهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬مازالوا‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬اكتساب‭ ‬الخبرات‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬من‭ ‬سبقوهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية‭ ‬

عن‭ ‬نفسي‭ ‬كان‭ ‬معرض‭ ‬اكواريل‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬تجاربي‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬وكنت‭ ‬متابعة‭ ‬جيدة‭ ‬لتجارب‭ ‬عديد‭ ‬الفنانين‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬كالفنان‭ ‬جمال‭ ‬الشريف‭ ‬وبعض‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى