أتهم نفسي بالجهل لأنه لأول مرة يطرق سمعي مطرب لبناني يدعى «وائل جسار».. ولا أبالغ إذا أضفتُ لنفسي التخلف أيضًا لأنه لم يشدني هذا «الوائل» عندما بحثتُ عن أغانيه بواسطة عمي السيد «قوقل».. فهو مطربٌ أقل من عادي لا يستحق كل هذا الصياح، والصراخ، والأموال التي أغدقت عليه في ليلة واحدة .. عند الحديث عن فناني لبنان وهذا على الأقل عند أبناء جيلي فإن السيدة «فيروز» ستأتي في أول القائمة استماعًا ونضالًا. فهي مغنية ومطربة وممثلة من الجيل الذهبي للمسرح والموسيقا .. لقبتْ بـ«العمود السابع لبعلبك».. رغم أن ديانتها المسيحية إلا أنها غنت للوطن بأماكنه المقدسة الإسلامية، والمسيحية ولعل أشهر ما صدحتْ به رائعة «القدس» من كلمات وألحان الأخوين« رحباني»، والتي يقول مطلعها:
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن
يا زهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا قدس
يا مدينة الصلاة أصلي..
وعلى ذكر الديانات والتي لم تتضح رؤية وانتماء بعض الفنانين إلا بعد رحيلهم من هذه الدنيا فإننا كنا نعشق صوت الفنان «وديع الصافي» في مواويله وأغانيه الإنسانية.. فهو مطرب وملحن لبناني عرف بلقب قديس الطرب. ومن أشهر أغانية الوجدانية تلك التي تقول كلماتها:
حِب الدنيا وحِب الدنيا وسيب الدنيا تحب
وان ما قدرتش ابعد عنها وسيبها للي يحب
ويعد وديع الصافي هو من رسخ قواعد الغناء اللبناني وفنه..
يأتي مطرب آخر وأراهن على أن أبناء جيل اليوم لا يعرفونه ولم يستمعوا لفنه.. وهو إحسان صادق.. صاحب الصوت الرخيم وهو مسيحي الديانة ودأبت الإذاعات العربية على إذاعة أغانية في العادة وقت الصباح فهي لا تقل عن أغاني فيروز الصباحية في تحفيز الهمم وطرد الكسل عند المتلقي..
ثم يأتي الجيل الذي يلي من ذُكر آنفا منهم عاصي الحلاني ووائل كفوري، وفارس كرم، وراغب علامة، ووليد توفيق وغيرهم وهم لا يقلون فنًا عن سابقيهم ولكن لا يتفوقون عليهم.
شكرًا لمن كان وراء احتفالات بنغازي بليالي الصيف حتى عرفت وتعرفت على المطرب وائل جسار الذي لديه الكثير من المعجبين دون أن أعلم أنهم من نصف المجتمع.