أوتار
هام كثير من الليبيين طربًا وهيامًا هذا العام في الذكرى الثانية عشرة لفبراير وهو أمر مبهج وجميل ليس فيه ضيرًاً وما يوجب الاستغراب سوى أنه ينثر جملة من الأسئلة فاغرة فاهها لالتهام الإجابات شريطة أن تكون صريحة وصادقة وجريئة، وأول هذه الأسئلة؛
ألا تبدو والمفارقة صارخة وصادحة بين الانين والشكوى وجلد الذات التي اتخم مواقع التواصل وكل فواصل الاتصال و التعبير عن ضنك العيش ومرارة الواقع والعجز عن تلبية المطالب المتهاطلة على كواهل النَّاس والقاء ذلك على قصور وتقصير المسؤولين وأولي الأمر.
هل مظاهر الاحتفاء والاحتفال بحدث ما يعبر عن نبضات فرح حقيقي أم أن (سيكولوجية الجماهير) كما صوّرها وجسّمها ونظّرها «جوستاف لوبون» هي الدافع الباعث على ما رأيناه من مظاهر مبرقة مبهرة.
هل أدخلنا الاحتفال بذكرى الثورة ضمن «بازار» الصراعات السياسية لتشكل صورة لما يمثله التعبير التونسي الشهير ((حكاية فارغة))!!!
إن ما نحن في أمسّ الحاجة إليه الآن هو إعادة النظر والتقييم واعتماد معايير موضوعية بعيدًا عن كشافات الأضواء أو استار التعتيم.. لنتعامل مع حدث ((الثورة)) كبداية لطريق طويل طويل.. ودرب موحش قد يبتلع أمانينا ويدفن أحلامنا.. ما نراه الآن على الأرض ومن مختلف الأطراف لا يمت لفعل الثورة بأدنى صلة .. هو انقياد بهيمي لذوات مريضة .. تسربلت بالعبث واستغرقتها الأوهام، فضاعت بوصلة الوطن حتى كاد أن يفقد كل شيء فيه معناه الحقيقي ..
و«يا فبراير» يا نفساً للحرية .. كم من الجرائم ترتكب باسمك!