رأي

يا حسرة ..!! «الليبية والأفريقية»

القمودي

مطار‭ ‬مزدحم،‭ ‬وجوه‭ ‬مرهقة،‭ ‬وركاب‭ ‬يتهامسون‭ ‬عن‭ ‬تأجيل‭ ‬جديد‭ ‬للرحلة‭ ‬،‭ ‬وآخرون‭ ‬يتحسرون‭ ‬على‭ ‬رحلات‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬الليبية،‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬زمان‭ .‬

مشهدٌ‭ ‬كان‭ ‬كافيًا‭ ‬ليفتح‭ ‬أمامنا‭ ‬بابًا‭ ‬لملفٍ‭ ‬كبير‭ .‬

ملف‭ ‬شركتين‭ ‬عريقتين‭ ‬كانتا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬مصدرًا‭ ‬للثقة،‭ ‬والاعتزاز‭ .‬

الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬الليبية،‭ ‬والخطوط‭ ‬الأفريقية‭ ‬فمنذ‭ ‬تأسيسهما‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬فترة‭ ‬التأسيس‭ ‬بينها‭ ‬كانتا‭ ‬نافذة‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

الشركتان‭ ‬كانتا‭ ‬تحملان‭ ‬صورة‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الجو،‭ ‬ومنافسًا‭ ‬شرسًا‭ ‬لعديد‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬وتتفوقان‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭.‬

كان‭ ‬السفر‭ ‬على‭ ‬متنهما‭ ‬يمتعك‭ ‬بشعور‭ ‬الهيبة،‭ ‬والأمان‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬فيه‭ ‬مما‭ ‬كان؛‭ ‬إذ‭ ‬أصبحتْ‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬الخاصة،‭ ‬والعربية‭ ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬تكتسح‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬بجودة‭ ‬خدماتها،‭ ‬ودقة‭ ‬مواعيدها‭.‬

فالمسافر‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬أصبح‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬المزيد‭ ‬ليسافر‭ ‬من‭ ‬مطارات‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬بدل‭ ‬خوض‭ ‬مغامرة‭ ‬رحلة‭ ‬غير‭ ‬مضمونة‭.‬

في‭ ‬صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬رأينا‭ ‬أنّ‭ ‬نفتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لشركتي‭ )‬الخطوط‭ ‬الليبية،‭ ‬والخطوط‭ ‬الأفريقية‭( ‬من‭ ‬البدايات‭ ‬المشرفة،‭ ‬مرورًا‭ ‬بنحطات‭ ‬الازدهار،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الانحدار‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬خطوطنا‭ ‬الوطنية‭ ‬اليوم‭.‬

استمعنا‭ ‬لقصص‭ ‬مسافرين،‭ ‬وشهادات‭ ‬موظفين‭ ‬وبحثنا‭ ‬عن‭ ‬الاجابات‭ ‬لدى‭ ‬المسؤولين‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬أوصل‭ ‬شركاتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المزحلة،‭ ‬ومَنْ‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضياع‭ ‬ثقة‭ ‬المواطن؟‭.‬

هذا‭ ‬الملف‭ ‬ليس‭ ‬للإدانة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬دعوة‭ ‬للمصارحة‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬خطوطنا‭ ‬إلى‭ ‬مكانتها،‭ ‬ولا‭ ‬يظل‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬أسيرًا‭ ‬لرحلات‭ ‬مؤجلة،‭ ‬وخدمات‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬باسم‭ ‬ليبيا‭. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى