رأي

3-3 الخصخصة هي الحل !!!

وهكذا‭ ‬يحصل‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬الشركات‭ ‬الوسطى‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬عماد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الألماني‭. ‬والشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬500‭ ‬عامل‭. ‬ويبلغ‭ ‬عددها‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬مليون‭ ‬شركة،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬99‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وغالبيتها‭ ‬تديرها‭ ‬عائلات‭ ‬منذ‭ ‬أجيال‭. ‬“أنتهى‭ ‬التقرير”

أذن‭ … ‬ألمانيا‭ ‬اعتمدت‭ ‬نظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬مختلط،‭ ‬وأعتمدت‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬الدخول‭ ‬كبرنامج‭ ‬للاصلاح‭ ‬سنة‭ ‬2010‭. ‬وليبيا‭ ‬خفضت‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬ورفعت‭ ‬الدعم‭ ‬ورفعت‭ ‬الدخول‭ ‬لفئات‭ ‬معينة‭ ‬وبشكل‭ ‬يرسخ‭ ‬للظلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منذ‭ ‬2012،‭ ‬وأزداد‭ ‬جنون‭ ‬تنعم‭ ‬فئات‭ ‬معينة‭ ‬سنة‭ ‬2020‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬مسودة‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬طرابلس،‭ ‬حيث‭ ‬قسمت‭ ‬موظفي‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬أ‭.‬كادر‭ ‬موظفي‭ ‬الملاك‭ ‬العام‭ (‬فئة‭ ‬العبيد‭)‬،‭ ‬وفئة‭ ‬ب‭.‬السلطات‭ ‬العليا‭ (‬فئة‭ ‬الاسياد‭)‬،‭ ‬لتخفض‭ ‬دخول‭ ‬الفئة‭ ‬أ‭ ‬وترفع‭ ‬دخول‭ ‬الفئة‭ ‬ب،‭ ‬حيث‭ ‬فاق‭ ‬بعضها‭ ‬الخمسين‭ ‬ضعف‭ ‬لأدنى‭ ‬مرتب‭ ‬ولاتسأل‭ ‬عن‭ ‬اي‭ ‬خطة‭ ‬للاصلاح‭ ‬او‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ازدهار‭ ‬السوق‭ ‬او‭ ‬اعداد‭ ‬كفاءات‭ ‬متخصصة‭ ‬او‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬المنافسة‭ ‬الدولية‭ ‬او‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

وبالتالي‭ … ‬متخذ‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بليبيا‭ ‬فقد‭ ‬بوصلة‭ ‬إدارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬سابقا‭ ‬وحالياً،‭ ‬فكرس‭ ‬السابق‭ ‬لسياسة‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الازمة‭ ‬وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭ ‬لها‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭. ‬بينما‭ ‬كرس‭ ‬الاخير‭ ‬عدم‭ ‬استخدام‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصاد‭ ‬الأزمة‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬لأستخدامها،‭ ‬بل‭ ‬راسم‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الليبي‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬شيء‭ ‬ووقف‭ ‬موقف‭ ‬المتفرج‭ ‬ليظهر‭ ‬لامبالة‭ ‬وأهمال‭ ‬وسذاجة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬مما‭ ‬ترك‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬يتحمل‭ ‬الضريبة‭ ‬كاملة‭. ‬والنتيجة،‭ ‬ضاع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬بين‭ ‬فساد‭ ‬وأهمال‭ ‬راسمي‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طيلة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬والراهنة،‭ ‬وللاسف‭ ‬حتى‭ ‬بالمستقبل‭ ‬المنظور‭. ‬بل‭ ‬الأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرقص‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬أصابع‭ ‬قدميه‭ ‬ويلهث‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬والصحف‭ ‬للتطبيل‭ ‬والتزمير‭ ‬لهم‭ ‬والخير‭ ‬جاي،‭ ‬وعندما‭ ‬حاورت‭ ‬أحدهم‭ ‬مما‭ ‬يقدمون‭ ‬في‭ ‬الأعلام‭ ‬الليبي‭ ‬كخبير‭ ‬أقتصادي،‭ ‬وجدته‭ ‬أمي‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬فسألته‭ ‬مستغربا‭ ‬لماذا‭ ‬تتكلم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬غير‭ ‬مجالك‭ ‬وعلم‭ ‬لا‭ ‬تفقه‭ ‬منه‭ ‬شيء،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭ ‬وبكل‭ ‬صفاقة‭ ‬الأمور‭ ‬طيبة‭!‬،‭ ‬لينحني‭ ‬ويهمس‭ ‬في‭ ‬أذني‭  ‬ويقدم‭ ‬لي‭ ‬كرته‭ ‬ويقول‭ ‬زورني‭ ‬في‭ ‬مكتبي‭.‬

‭- ‬الخلاصة،‭ ‬مشكلة‭ ‬ليبيا‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬أختيار‭ ‬نظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬ما،‭ ‬بل‭ ‬المشكلة‭ ‬الحالية‭ ‬بالدولة‭ ‬الثرية‭ ‬هو‭ ‬أرتهان‭ ‬متخذ‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لبعثة‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬وIMF،‭ ‬عبر‭ ‬تسليمهم‭ ‬رسم‭  ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬والمالية‭ ‬والتجارية‭ ‬بالدولة،‭ ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬الأمر‭ ‬ببعثة‭ ‬الأمم‭ ‬لمتحدة‭ ‬و‭ ‬IMF‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬برامج‭ ‬اصلاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬أو‭ ‬سبب‭ ‬يجعلهم‭ ‬أوصيايا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي،‭ ‬فليبيا‭ ‬لم‭ ‬تقترض‭ ‬منهم‭ ‬ولا‭ ‬مدينة‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لمساعداتهم‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬تدمير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬بقناع‭ ‬الاصلاح‭. ‬وبالتالي‭ ‬تدخلهم‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬فساد‭ ‬وخنوع‭ ‬راسمي‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بليبيا،‭ ‬وطمع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬لف‭ ‬لفها‭ ‬في‭ ‬نهب‭ ‬ثروات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي،‭ ‬مادام‭ ‬الشعب‭ ‬نائم‭ ‬ومستسلم‭ ‬ويرضي‭ ‬بالفتات‭ ‬ومن‭ ‬يطبق‭ ‬عليه‭ ‬مجازا‭ ‬بصانع‭ ‬القرار‭ ‬منقاد‭ ‬ومتخاذل‭. ‬

فآن‭ ‬لليبيا‭ ‬بالمستشار‭ ‬الألماني‭ ‬الحديدي‭ ‬بيسمارك،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المستشارين‭ ‬وراسمي‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الورقيين،‭ ‬والذين‭ ‬ابتلي‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬بهم،‭ ‬وهو‭ ‬الغني‭ ‬بالثروات‭ ‬والمكلوم‭ ‬بناهبيها‭ ‬وللأسف‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬جلدته‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى