
لطالما ارتبطت الأمراض النفسية بوصمة اجتماعية جعلت الحديث عنها أو طلب المساعدة بشأنها أمرًا صعبًا. هنا يأتي دور مستشفى الرازي في كسر هذه الحواجز، من خلال توفير بيئة علاجية آمنة وداعمة، يشعر فيها المريض بالقبول والتفهم. فالمستشفى ليس مجرد مكان للعلاج، بل هو مساحة للتعافي والتأهيل، حيث يعمل فريق متخصص من الأطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين على رسم خطط علاجية فردية تتناسب مع احتياجات كل مريض وركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية النفسية، حيث تقدم المستشفى مجموعة واسعة من الخدمات التي تشمل التشخيص الدقيق، العلاج الدوائي والنفسي، التأهيل المهني والاجتماعي، بالإضافة إلى برامج التوعية والدعم الأسري. وذلك، لتعزيز الصحة النفسية للمجتمع.
الأسرة مساهمة في انتكاس المريض
صحيفة فبراير كان لها حوار مع الدكتور محمد عمر العياط /المدير المساعد لمستشفي الرازي للامراض العصبية والنفسية بديتا
/ما هي المعايير المتبعة لقبول المرضى في المستشفى؟
اول شيء هناك شق طبي وشق قانوني الشق القانوني بعض الاجراءات القانونية المطلوبة وهي محضر إيواء ورسالة من محاميها من طرابلس والشق الطبي يحدده الطبيب لدخول الحالة الى المستشفى وبما في ذالك الحالات التي لها مبررات للدخول مثل شخص دخل في مرحلة الاكتائب الحاد وشخص لديه محاولات انتحار وشخص لديه هيجان وهوس ويجب أن تكون هذه الحالة سليمة عضويا وهدا كله يعتمد على الطبيب الموجود في قسم الاسعاف فهو الدي يقوم بتقييم الحالة.
/ما هي الصعوبات التي تواجه المستشفى في توفير الأدويه النفسية بشكل مستمر وكافي للمرضى؟
نعم هناك مشكلة كبيرة تواجهنا مراسلاتنا بشكل يومي للمسؤولين عن نقص الأدوية النفسية وحتى إذا توفر الدواء النفسي يتوفر بشكل بسيط جدا لا تكفي شهر أو شهرين سواء للمرضى خارج المستشفى او داخل المستشفى الصعوبات التي تواجهها المستشفى لا تقتصر على الأدوية وأيضا تختصر على المستلزمات الطبية والأدوية التخصصية والأدوية العامهة فهذه المشكله تواجهنا من عده سنوات وما زالت مستمره ونتأمل خير في وزارة الصحة لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
/ ما هي الانشطه اليوميه للنزلاء وهل هي جزء من خطه العلاج والتاهيل؟
الانشطه اليومية في المستشفى لدينا قسم التنشيط والترفيه هناك لجنة مخصصة لهذه الأنشطة العديد من المسابقات العديد من البرامج كذلك حفلات ندوات تعليم الرسم وتعليم الخياطه وكذلك تدريبهم على الطبخ واعداد الوجبات سينما وتستهدف الحالات التي يكون وضعها مستقرا في المستشفي لكي نعرف كيف نتعامل معها وادماجها في عدة برامج تثقيفية توعوية. أيضا لدينا معارض سنوية لنشاطات النزلاء الذين يقومون بها في كل سنه داخل المستشفى الحياكه والتطريز والرسم وهذه الأعمال مشرف عليها ناس متخصصون في هذه المجالات حيث يقومون بتدريبهم وتوجيههم وإبراز افضل ما عندهم.
/كيف يتم التعامل مع الحالات الطارئه او السلوكيات الصعبه التي قد تصدر من بعض النزلاء؟
بالنسبه للحالات الطارئة او السلوكيات الصعبة طبعا يتم التعامل معها عن طريق الاختصاصي النفسي او الاستشاري الموجود في القسم يتم تحويلها الى جهاز تنظيم المخ لتهدئة الحالة لكي يستطيعوا التعامل معها .
/ ما هي مؤهلات وخبرات الطاقم الطبي والنفسي في المستشفى ؟ وهل يتلقون تدريبات مستمرة لمواكبة أحدث التطورات في مجال الطب النفسي؟
المستشفى تحتوي على عدد الاستشاريين وعدد من الاخصائين الاطباء اصحاب الخبرات في المجال الطب النفسي وهناك دورات متعدده في اخر التحديتات في مجال الطب النفسي وهذه الدورات باشراف اختصاصيي إدارة الموارد البشرية بحيث عرض كل شيء جديد من التطورات في الادويه وفي مجال الطب النفسي والتمريض لديهم أيضا دورات بشكل دوري لاستعراض كل ماهو جديد نحن نقوم بمواكبة تطورات العلم في هذا المجال كذلك التواصل مع الشركات لو هناك أدوية جديدة يقومون بيوم علمي لمعرفة الدكاترة والصيادلة بهذا الدواء فنحن دائما نتابع كل جديد في مجال الطب النفسي .
/كيف يتم التعامل مع وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية داخل المستشفى وفي مجتمع المحيط؟
المستشفى من أول ما استلمت في 2018 حاولت تقديم العديد من الإعلانات في الراديو او التلفزيون وتغيير فكرة أن هذه المستشفى للمجانين بل هذه المستشفى للأمراض العقلية والنفسية وذلك بإقامة ندوات توعوية وتثقيفية وان الاضطراب النفسي والمشاكل النفسيه ليست عيبا أو ولا حراما بالعكس يمكن معالجتها عن طريق دكاترة اختصاصيين نفسيين وهذه الوصمه اختفت بشكل كبير في طرابلس وعدد الزوار زاد لاهالي المرضي ولكن للأسف لاتزال هذه الوصمه في المناطق الداخلية .ونحن دائما نسعي لاختفاء هذه البصمة بالتوعية والتتقيف
/ما هي حقوق المرض النفسانيين في المستشفى؟ وكيف يتم ضمان احترام كرامتهم وخصوصياتهم؟
بالنسبه لحقوق المرضى النفسانيين او العامل في مجال الطب النفسي للاسف الشديد لا يوجد قانون للصحة النفسيه ينظم هذا العمل ولكن لله الحمد تم اعتماد الفتره الأخيرة أو نهاية العام الماضي الخطة الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية والتي من ضمنها انشاء قانون الصحة النفسية ونحن في اطار انشاء هذا القانون واخراجه للعلن سوف يتم في هذا القانون وضع حقوق للمريض النفسي والمعالج النفسي والعامل في هذا المجال فالمريض النفسي لديه كامل الحقوق التي يتلقاها أي مريض نفسي في أي مستشفي اخري .
/هل هناك برامج للتوعية بأهمية الصحة النفسية في المجتمع وما هو دور المستشفى في برامج الصحة النفسية في المجتمع نفسيين؟
لدينا لجنة من الاختصاصيين النفسيين تجوب البلاد من شرقها لغربها لجنوبها تقدم في دورات توعوية عن الصحهة النفسية والإيثار وأضرار المخدرات وتذهب إلى بيوت الشباب والجامعات وكل يوم في مكان تصل إلى أقصى الجنوب وفي وادي عتبه غدامس زوارة طبرق موجود في جميع الأماكن خبرات ليبية وحملات توعوية ولم تتوقف هذه الحملات بوجود دكتور رجب والدكتور موسى مبعوثين من المستشفى لإقامة حملات توعوية بشكل مستمر وأسبوعيا من أجل التوعية النفسية و الابتعاد عن المذهبات العقلية .
/كيف يتم اشراك عائلات المرضى في خطة العلاج والرعاية وما هي برامج الدعم المقدمه لهم؟
للأسف الشديد موضوع العائلات يواجهون معهم مشكلة كبيرة في التعامل معهم صعوبة كبيرة جدا جدا بسبب عدم التعاون وعدم الاهتمام والمريض عندما يكون وضعه مستقر في المستشفى ويتم تسليمه إلى أهله الا أنهم باأسلوب معاملاتهم ينتكس للمريض ويأتي إلى المستشفى وهو في حالة أصعب من الأول والسبب ضعف الدعم الأسري بمعنى يكاد ينعدم الدعم النفسي من الأسرة للمرضى النفسانين في الوقت الذي يجب الاهتمام بالمريض ومحاولة تأكد من أخذ الدواء الخاص به والمتابعة ومراجعته عند طبيبه النفسي ولكن للأسف معظم الأسر مساهمة بشكل كبير في كل مايحدث من انتكاسة للمريض النفسي .
/أبرز الانجازات التي حققها مستشفى الرازي في السنوات الاخيرة في مجال رعاية الصحة النفسيه؟
مستشفى الرازي للأمراض النفسية يعتبر أو يغطي جزءا كبيرا من الدولة الليبية ومن اهم ماقامت به المستشفى فتح عيادات نفسية تتبع المستشفى في جنزور في هذه العيادة يتم تسييرها بالكامل من قبل أطباء نفسيين من المستشفي الرازي وفتحنا عيادة أخرى في أبو صرة وايضا مستشفى في غريان والاصابعة وفي منطقة الكفرة المستشفى باذلة مجهودا كبيرا في تقديم خدماتها لكل مايخدم الصالح العام.
/ما هي الخطط المستقبليه للتطوير خدمات المستشفى وتحسين جوده الرعايه المقدمه للمرضى؟
فيما يخص الخطط المستقبلية نحن نحتاج لدعم الدولة ونتمنى الدعم المستمر لا توجد خطط بدون دعم فالمستشفى تحتاج الى صيانة عاجلة في جميع مرافقها هناك خصوصية كبيرة جدا للمريض النفسي يتلف الممتلكات يتلف الابواب المريض يكسر في النوافذ الكراسي الطاولات يخطط على الحائط تحتاج المستشفى الى صيانة عاجلة جدا جدا والعديد من الاحتياجات وهذا الاحتياجات وصلت لكل شخص مسؤول في الدولة الليبية لتطوير الخدمات داخل المستشفى والارتقاء بها نحتاج الى دعم كبير من الدولة .
/كيف يمكن للمجتمع المحلي دعم جهود المستشفى في تقديم رعاية افضل للمرضى النفسنين؟
باظهار العمل والمجهود الموجود داخل مستشفى الرازي هناك عمل مخفي جدا لا يراه أحد لان مستشفى الرازي يستقبل أكثر ستة اقسام إيوائية 3 رجال وثلاث نساء وقسم جنائي خاص بمرتكبي الجرائم والبت في وضعهم هناك لجنة اسمها اللجنة الجنائية لهم كذلك قسم للخدمة النفسية اختبارات الذكاء والاختبارات الشخصية قسم علاج طبيعي قسم التأهيل نساء يقومون بإشغال يدوية قسم نهاري هذا يستقبل حالات خارج المستشفى إعادة تأهيلهم وادماجهم يمكن مجتمع من جديد ولم نكتفي بالطب النفسي فتحنا عيادة جلدية وعيادة انف واذن وحنجرة عيادة قلب عيادة جراحة نساء وكشف مبكر سرطانات الثدي عيادة عيون نحن نحتاج الى المجتمع المحلي لابراز كل مايخص المرض النفسي ويطالب معنا في دعم المستشفى وتطويرها والمحافظة عليها لكي ترتقي بالمستوى المطلوب ونحن نقوم بواجبنا للمحافظه عليها واظهارها بالشكل الذي يليق بهاوالمحافظه علي المستوي الذي وصلنا له .
/كيف يمكن للمجتمع المحلي دعم جهود المستشفى في تقديم رعايه افضل للمرضى النفسنين باظهار العمل والمجهود الموجود في داخل مستشفى الرازي هناك عمل مخفي جدا لا يراه احد لان مستشفى الرازي يستقبل اكثر سته اقسام اقسام ايوائيه 3 رجال وثلاثه نساء وقسم جنائي خاص بمرتكبي الجرائم والبت في وضعهم هناك لجنه اسمها اللجنه الجنائيه
عبد السلام التاغدي
يجب أن يكون هناك وعي متزايد بأن الأمراض النفسية هي أمراض تتطلب علاجًا متخصصًا. فالمستشفيات توفر رعاية مكثفة ومراقبة للمرضى في الحالات الشديدة أو عندما يكون هناك خطر على المريض أو الآخرين دور المستشفى في توفير بيئة آمنة للمرضى الذين يحتاجون إلى الاستقرار النفسي بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.ويجب
الإدراك أن العلاج في المستشفى يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا من خطة علاج شاملة تؤدي إلى الشفاء.
مع استمرار جهود التوعية وتطوير الخدمات،للقضاءعلي وصمة العار وتزداد النظرة الإيجابية لطلب العلاج النفسي في المستشفيات، تمامًا كطلب العلاج لأي مرض جسدي.