رأي

أزمة ركن المركبات في العاصمة

 

محمد بن زيتون

طوابير متسلسلة من المركبات نشاهدها يوميا تسير  في العاصمة الليبية في دورات طويلة مستمرة قاطعة مسافات كبيرة لساعة أو أكثر حتى يتمكن السائق أن يجد موقفا لركن سيارته في طرق وشوارع العاصمة المكتظة بالسيارات في كل مكان تقريبا وقد تتوفر أماكن بالشوارع والأزقة الداخلية ولكن نظراً لتغلغل ظاهرة انانية جديدة أفضت بهيمنة صاحب البيت أو المحل بتملك الفضاء الخارجي بالطريق أمام البيوت والمحال حيث توضع عراقيل كالحجارة والإطارات أو الإشارات بالمنع الوقوف أمام البيوت والمحلات عندها يضطر أن يستمر مالك المركبة بالبحث لإيجاد مكان بعيد لركن سيارته لوقت طويل ودون جدوى أو تنفذ منها الوقود والذي صعب أن يتحصل عليه بسهولة خاصة في فصل الصيف الحار جدا والذي قد يسبب ضرّراً بالغاً لمحركات السيارات وبالتالي معاناة أكبر للمواطن في صرف مرتبه كاملا ووقته لإصلاح سيارته .

من المستحيلات صباحاً أن تجد موقفا لركن سيارتك في العاصمة طرابلس إلا كضربة حظ غير متوقعة مثلا تجد سيارة تغادر أمامك موقفا ما وتبتهل إلى الله ألا يعيق مغادرتك من الموقف الذي تحصلت عليه أخيرا سيارة تتوقف بجانبك لساعات طويلة وتقفل طريقك.

تتوفر بعض  المواقف المخصصة مقابل  رسم مادي يرتفع كل مرة وتجدها غالبا ممتلئة بالسيارات ومرارا يشكو أصحاب السيارات من تضرر بعض سياراتهم أثناء الركون لازدحامها وعدم ملاحظة المسئول لذلك وحدث أن سرقت سيارات دون أي تحمل المسئول المجهول مسئولية ذلك.

وقد يضطر المرء لركن سيارته بشكل عشوائي ومخالف مروريا حيث تعيق مؤخرة مركبته طريق المركبات المارة مما يؤدي إلى اختناقات مرورية قاتلة ومسببة للحوادث أو غلق الطرقات لمدة ساعات مما يضيع الوقت والجهد  على المواطن المسرع لعمله أو لقضاء حاجاته الشخصية .

إن الظروف اليوم وبعد زيادة عدد المركبات أضعاف عدد السكان وانعدام ثقافة استعمال الحافلات والتي تقلل من تنقل السيارات في المدن خاصة مع انطلاق النوع الجديد من الحافلات المكيفة والفخمة العامة منذ فترة, مما يتطلب النظر بجدية لحل مشكلة التخبط المروري في المدن الكبرى والعاصمة تحديدا لبناء مواقف مجمعة رأسية  ومحطات للسيارات مثل المتوفرة منذ زمن طويل بالدول التي يزورها كبار المسئولين ذهابا وايابا دون ملاحظة وجوب حل مشكلة الازدحام المروري بمثلها ,فهي بنايات من عدة طوابق يمكن ركون آلاف المركبات بها مع وضع قوانين صارمة تمنع ركون السيارات في جانبي الطرقات الكبيرة والسريعة والتي قد تسبب إعاقة ومختنقات مرورية بعد دراسة مستفيضة من ذوي الاختصاص من حملة الماجستير والدكتوراه والذين تعج بهم البلد ويتقاضون مرتبات ومزايا خيالية.

نظرا للتكلفة الكبيرة لبناء وتشييد محطات رأسية من عدة طوابق يمكن للبلديات أن تساهم في تأجير وشراء قطع أراض قريبة ومناسبة لإنشاء محطات ومواقف جديدة بدلا من البنايات المهدمة أو الأسواق العامة التي صارت خرابة قد تساهم في حل معضلة الازدحام المروري الخانق وبالتالي الإيجارات ستدر دخلا سياديا إضافيا للخزانة العامة؛ والله من وراء القصد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى