الاولىفنون

صحيفة فبراير في حور صريح مع شاعر الكلمة عمر عبد الدائم … أول قصيدة ألقيها في محفل شعري كانت قصيدتي (صديق الليل).

 

حاورته فاطمة سام عبيد

العناوين :

أؤكد أن القانون ليس دراستي الأساسية إنما جاء لاحقا.

القصيدة لا تكتب بقرار من الشاعر.

فالقصيدة هي البيت الذي يسكنه الشاعر في الأرض.

الشعر منحني الاحتراق والغربة الروحية.

…………..

كان لقائي معه صدفة وكم يقالون رب صدفة خير من إلف ميعاد حل معنا في لقاء كله صراحة مع رحلته الفنية ومشواره صحبة الكلمة والكلام حققت شاعرنا نجاح ملحوظ في رصف كلماته الشاعرية حتي وصل بها مع  المشاركة العربية التي عبرها عرفه كا اسم لمع في الشعر انه الشاعر عمر عبد الدائم الذي تحدث معنا بكل شفافية وصراحة ……

وتحاورنا معه في عدة نقاط حول بدايتها لنظم الشعر في هذه الرحلة التي رسم خطوط جميلة نحو هذا العالم المملئ تشويق وهكذا كان حورنا

حيث تقدمنا له بعدة أسئلة والبداية كانت مع سؤلنا الأول …..

هل يتذكر شاعرنا عمر أول قصيدة ضع  بصمته فيها ؟

 لأن الشعر حياة في الحياة ، أجد من  الصعوبة بمكان أن يتذكر المرء متى تعلم النطق أو متى بدأ أول خطوات المشي أو متى غمره) أن نعتمد تاريخا معينا لولادة القصيد فينا ، فمحاولاتنا المبكرة لكتابة الشعر (على تواضعها وإغراقها في العادية والتقريرية الإحساس بالجمال أو تملكه الحزن لأول مرة كذلك الشعر لانستطيع (توقيفا) تمثل بدايات محتملة .

على أنني إجمالا استطيع أن انسب نفسي لزمرة شعراء ثمانينيات القرن الفارط ، وإن كانت قصائدي في تلك المرحلة لم يكتب لمعظمها إن تنشر إلا بعد أكثر من خمس وعشرين سنة ، إي مع صدور ديواني الأول (يسكنني) في 2013م.

ولكن قد يكون من المهم إن أقول أن أول قصيدة ألقيها في محفل شعري كانت قصيدتي (صديق الليل) التي ألقيتها في مهرجان الحب والجمال الذي أقامته جامعة سبها في يناير 1993م. ولأن تلك القصيدة حازت إعجاب أساتذة في النقد من دول عربية عدة اذكر منهم الدكتور عبود شراد والدكتور عبد الجليل التميمي والأستاذ محمد الطريحي وجميعهم من العراق إضافة للدكتور رامز الحوراني من لبنان  وغيرهم ممن لا تحضرني أسماءهم اللحظة، لكل ذلك استطيع القول إن قصيدة (صديق الليل) هي أول قصيدة مكتملة القيها في مهرجان أدبي و بحضور واسع.

كيف جاء الشعر وأنت دارستك قانون ؟

أولا لابد أن أؤكد أن القانون ليس دراستي الأساسية إنما جاء لاحقا ، فأنا – بعد نيلي للشهادة الثانوية – تم توجيهي للكلية العسكرية (كلية الدفاع الجوي) وقد تخرجت من الأكاديمية العسكرية للهندسة الجوية برايلوفاتس في مدينة سراييفو بجمهورية يوغسلافيا الاتحادية (سابقا) ، وقد عملت كضابط في سلاح الدفاع الجوي لمدة خمس وثلاثين سنة قبل أن اقدم استقالتي من الخدمة العسكرية.. أما دراسة القانون فقد جاءت متأخرة كثيرا عن هذه البدايات حيث تحصلت على الليسانس في القانون في 2012م ، وأكملت رسالة الماجستير في القانون الجنائي من جامعة طرابلس في 2016م

فأقول إن كليهما ينتصر لقيم الجمال ، القيم الإنسانية العليا ، كالسلام والحب والعدالة .

ما الذي يدفعك لكتابة الشعر ؟

القصيدة تدفع بنفسها ، القصيدة لا تكتب بقرار من الشاعر ، لذلك فإن اللحظة الشعورية هي من يدفع الفكرة في رأس الشاعر   يعد الشعر لكل شاعر حصن يحتمي به لمواجهته لمشاكل الحياة التي منها الألم والحزن والتعب والإرهاق

 هل حضرتك فعلا شعرت بان الشعر هو حصنك ؟

الشعر هو ملاذنا الآمن لكل ما ذكرت من آلام وأحزان ، وهو المدينة الفاضلة التي نبني أسوارها وأعمدتها بالحب والأمل حالمين بغد أفضل دائما. لذلك فالقصيدة هي البيت الذي يسكنه الشاعر في الأرض وهي الجناحان اللذان يخلق بهما في فضاء الجمال.

ماذا قدم لك الشعر ؟ وهل حققت ذاتك من خلاله ؟

 

ماديا لم يقدم لي الشعر شيئا ، بل لعله اخذ مني الكثير . اخذ مني الوقت والجهد وحتى المال ، ومنحني الاحتراق والغربة الروحية نعم فالشعر سرق مني العمر بامتياز ، وسلبني الراحة ، كما وأنني لم أتحصل على إي مقابل مادي فيما يتعلق بذلك. لكن من جهة أخرى فإنني أعتبر أن الشعر أعطاني كل شيء ، فالتعبير عن كل هذه المشاعر المفرحة والمحزنة على حد السواء بالقصيدة هو في حد ذاته بهجة للنفس لا تعادلها بهجة مادية ، كما وأنني اشعر بسعادة غامرة كلما رأيت قصائدي ترتسم بالدهشة في عيون من قرأ شعري او استمع له. لكل ذلك فأنا لا أنظر للشعر بمنظور الربح والخسارة

هناك كثير من شعراء يطلقون علي القصيدة بأنها أنثي يمكن يتغزل فيها ياتري ماذا يقول الشاعر عمر عبد الدائم عنها ؟

 إنا أقول دائما أن القصيدة أنثى ، إنها لحظة الدهشة ، أو لعلها تفاحة غير آثمة يوسوس لنا بقطفها جنون لذيذ. الكلمة أنثى ، والقصيدة كلمة.

. هل تطلق علي قصائدك أسماء ؟

لعلك تقصدين عناوين ، إذا كان كذلك نعم معظم قصائدي معنونة ، والعنوان يعتبر من ضمن شاعرية القصيدة ، ومع ذلك فقد يحدث إن اكتب بعض القصائد القصيرة ولا أضع لها عناوين.

عرفت عنك شاعرنا عمر بأنك لك بصمات في الشعر المحكي فهل تجده قريبا لك أو هو مجرد زائر لبعض الوقت معاك ؟

 تجربة الشعر المحكي عندي ليست طويلة ، وقصائدي المحكية لا تتجاوز أصابع اليدين ، لكن للشعر المحكي جمالية يتفرد بها تكمن في إفساحه للشاعر فضاء أرحب مما يفسحه الشعر الشعبي الذي يناظر (حسب رأيي) القصائد العمودية في الشعر الفصيح حيث يلتزم الشاعر في كل منهما بالسير على خط واحد من الوزن المعترف به فيه. في حين تناظر قصيدة المحكي شعر التفعيلة.

هناك ساعات يطلق عليها ساعات التجلي هل عشت هذه الساعات مع قصائدك ؟

من وقف معاك سند لتوصلك مع الشعر الي يومنا هذا؟

الذين وقفوا معي كثر ، أهمهم على الإطلاق قراءتي للشعر القديم ، وحبي للغة . فالشاعر يتكئ على فريدتين أساسيتين هما الاطلاع و سلامة اللغة، وهو بدون هذين الركيزتين الأساسيتين سيكون كمن يبني بناءه على شفا جرف هاوي.

. كلمة لمن ترسلها في ختام حوارنا معاك حضرت الشاعر عمر عبد الدائم ؟؟؟

 لمحبي شعر عمر عبد الدائم أقول: إذا كانت قصائدي جميلة فإنكم انتم مصدر هذا الجمال، فكتاباتي تظل ميتة حتى تأتي قراءتكم لها فتسري فيها الحياة، لذلك فانتم أصحاب الفضل علي بقراءاتكم لقصائدي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى