كتبت : فاطمة سالم عبيد
رحلت وتركت لنا تاريخ زاخر بالعطاء .
عنوان : مسرحية ” أهل الكف ” أول عمل قدمته الفنانة الراحلة سعاد فوق الركح .
الحديث اليوم في لمسة الوفاة نتذكر فيه الراحلة سعاد الحداد التي كانت
تعد من النساء الرائدات في مجال الفن بليبيا حين ظهرت لتقف علي الركح في تلك الفترة لم يكن للمرأة دورا بارزا في مجال الفن والتمثيل ومن خلال هذا الحديث الذكريات نريد تسليط الضوء علي هذه الفنانة التي حققت بقدرتها الإبداعية
فهي من الفنانات اللواتي بدأت مسيرتها الفنية منذ البدايات أمثال الفنانة حميدة الخوجة والفنانة الراحلة فاطمة عبدا لكريم وكذلك الفنانة الراحلة فاطمة عمر ….
وعندما نريد إن نتحدث عن هذه الفنانة يأخذانا الحديث إلي مشوار فني ورحلة عطاء متميزة جدا فبدايتها لم تكن صدفة التي قادتها إلي خشابات المسارح السورية حيث إقامتها كمهاجرة هناك شأنها شأن عديد الأسر الليبية ي ذلك الوقت حين كان حدس المخرج الليبي ” صبري عياد ” تربطه علاقة حميمة مع والدها وهو الذي لعب دورا كبيرا في جعلها فنانة في مستهل صباها حيث رشحها لتشارك في مسرحية بعنوان قيس وليلي التي قدمتها فرقة مصرية ودور البطولة كان للفنان الراحل ” حسين رياض ” لتشارك في فعاليات معرض دمشق الدولي بسورية ….
وعندما حضرت الفنانة الراحلة سعاد الحداد الي ” ليبيا ” في تلك الفترة أي وأخر الستينات لم يكن مجرد سد فراغ لغياب الحضور النسائي من خلال المسرح الليبي فحسب بل جسدت وصورت شخصياتها كفنانة قادرة علي العطاء وبكل تميز وجدارة حتى انها برزت وسط الساحة الفنية حينها وقطعت خط العودة علي الرجال الذين كانوا يجسدون الأدوار النسائية نهائيا حيث جاء حضورها بعد رائدة المسرح الليبي بسنوات قليلة الفنانة حميدة الخوجة والذي برزت من خلاله كنموذج للفنانة مالكه لأدوات الممثلة من حيث اللغة وفن الإلقاء والجدية والمثابرة حيث عملت علي تطوير من موهبتها باستثمار وجودها ضمن نخبة من الفنانين أيضا ضمن مناخ منحها كل الاحترام والتقدير الفنانة سعاد الحداد وجدت منذ إطلالتها الأولي علي خشبة المسرح برزت وقوبلت بحفاوة من قبل الجمهور وحتى في الوسط الفني ضمن من عملوا معها وأعمالها المسرحية هذه كانت بين عام 1968 م إلي 1977 م وهي شجرة النصر وشكسبير في ليبيا وارشمون وتشرق الشمس في زاره وكذلك الأقنعة ومسرحية الصوت والصدى والعمل الوطني عكا ومسرحية قصة الزير سالم ومسرحية عن إلام والمسرحية التي حملت عنوان حمل الجماعة ريش إلي جانب مسرحية السند باد وهذه الإعمال المسرحية كانت بمشاركة نخبة من الممثلين السابقين أو المعاصرين لتجربتها المبكرة ممن كانوا ينتمون للفرقة الوطنية ….
وتواصلت الراحلة سيدة المسرح الليبي ” سعاد الحداد ” بإعمالها الفنية الي جانب اشتغالها المسرحي عملت بالإخراج المرئي بعد دورة الإخراج المرئي عام 1968 م بالإذاعة الليبية كمخرجة لنشرة الإخبار وبعض البرامج المتنوعة وكما ذكرت سابقا اتصالها بمجال السينما والخيالة رغم إن تلك الفترة كانت الإعمال في السينما الليبية نادرة الإنتاج فشاركت في شريط ” تاقرفت ” كممثلة وأيضا ضمن كانت الطاقم الفني كمساعد مخرج ويظل عملها ومشوارها الإذاعي علامة في تاريخها كممثلة وكمخرجة دراما .
ثم انتقلت الفنانة الرائد بعملها سعاد الحداد عبر رحلة إذاعية جد جميلة وممتعة من خلال إذاعة صوت ” الوطن العربي الكبير ” بعام 1980 م مع استمرارها ومشاركتها في أعمال المسرح الوطني ..
وقد تحصلت علي وسام الرياده كأول مخرجة ليبية في مجال الإخراج المرئي ” التلفزيوني ” كما كرمت بل كان منحا حقيقا للمسرح الليبي وأول لقاء معها عبر الإذاعة المسموعة إذاعة ” صوت الوطن العربي ” عام 1980 م في عمل مسموع من تأليف الكاتب العربي من السودان الشقيق ومن إخراج الفنانة القديرة سعاد ويعد هذا العمل هو عمل لها .
وعبر الفن ومجال التمثيل والمسرح قدمت الكثير من الإعمال المسرحية باللغة العربية وبديتها كانت مع عمل مسرحي بعنوان ” أهل الكهف ” مع الفرقة الوطنية عام 1965 م والعمل من إخراج الفنان القدير الراحل عمران راغب المدنيني ثم استمرت في مشاركتها الإبداعية بكل نجاح وتفوق وتعد أيضا فنانتنا ” سعاد ” احد مؤسسي موهبتها مسرح الوطني والفرقة الوطنية وفرقة المسرح الحر مع باقي الفرق الأهلية ….
ومن إعمالها المسرحية التي جسدتها بروح الفنانة المبدعة ووضعت بصمتها الفنية بكل جدارة علي كل هذه الإعمال كيف لا ؟ وهي من النساء الرائدات في ” ليبيا ” ومن ضمن إعمالها المسرحية عمل مسرحي يحمل عنوان ” العادلون ” ومسرحية ” الحر ” ومسرحية ” غرام يزيد ” ومسرحية ” لعبة السلطان والوزير ” ومسرحية ” الليبي ” .
ولقبت الفنانة ” سعاد الحداد بلقب ” سيدة المسرح الليبي ” وذلك لأنها كانت فنانة مثابرة جادة صابرة دون ملل أو كلل ومشوارها الفني حافل بكل الإبداعات الفنية التي جسدتها بأدوارها في التمثيل فوق خشبة المسرح والي جانب هذه الإعمال المسرحية فقد كان لها ادوار مميزة عبر الدراما المرئية ولها إعمال من إخراجها من خلال الإذاعة المسموعة والمرئية وكذلك السينما وبعد ولوجها وحبها للعمل كمذيعة وممثلة بالقناة المسموعة في عام 1965 م قدمت أول إعمالها المسرحية ” أهل الكهف ” كما شغلت منصب مدير إدارة التمثيل والإخراج بإذاعة صوت إفريقيا حتى عام 2006 م وبعد تقاعدها تمت الاستفادة من خبرتها كمتعاونة في قسم الموسيقي والتمثيل وتظل بعطائها اللام حدود رمز من رموز الفن الليبي فرحلة الأربعة عقود من زمان عطائها وهي مذيعة ومخرجة وممثلة نحتت تاريخها الفني وبصمت بهذه الإعمال القيمة تاريخا يعد نبراسا للمجال الفني دون أي قطعية أو ضجيج بل بصمت وبهدوء رسمت خطواتها لتبقي تاريخا للفن الليبي …وتواصلها لن يقف عند هذا الحد بل أخذت في الفترة الأخيرة تسهم في جذب واستقطاب العناصر الشبابية من الدماء الجديدة
هذه الفنانة الراحلة التي كان ضوء يشع بنوره سطع علي الجميع بذلك الفن الراقي الذي قدمته ولا يسعني ألا أن نترحم عليها وعلي كل الفنانين الذين رحلوا بجسدهم لكن ظل فنهم خالد معنا وقد تشرفت بلقائها شخصيا في احد المرات السابقة في احتفالية حيث تم تكريمها كأفضل فنانة مسرحية وممثلة قديرة وكانت صحبة المخرج المتألق عبد الله الزورق الذي بدوره يعد من ابرز المخرجين والفنانين عبر رحلة عطاء فني ….
وعبر لمسة الوفاة هذه نرسل تحية لكل الفنانين الليبيين الجادين والمحافظين علي شعار الفن الليبي الأصيل ونقول لهم جميعا دمتم مبدعين للفن الليبي ودام الإبداع فوق ارض ليبيا الحبيبة……