لمسة وفاء للمخرج عزا لدين المهدي
كتبت : فاطمة سالم عبيد
تاركًا رحلة عطاء
استمرت نحو نصف قرن.
المخرج المسرحي الليبي عزا لدين المهدي في ذمة الله ……
المسرح الليبي يُودّع “عزا لدين المهدي”
توفى بهذه الأيام قامة من قامات الفن الليبي عبر المسرح وخشبته حيث تجوله صحبة الكاميرا والإخراج المسرحي ….
المخرج المسرحي الليبي، عزا لدين المهدي، توفي عن عمر ناهز الـ68 عامًا، بعد معاناة من مريرة مع مرض السرطان تاركًا رحلة عطاء استمرت نحو نصف قرن.
وُلد “عزا لدين محمد المهدي” في مدينة بنغازي سنة 1954، وانتقل منها لاحقاً إلى مدينة البيضاء بالجبل الأخضر وهو في المرحلة الإعدادية، وقد أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية هناك التحق “المهدي” من ثم للدراسة بكلية الفنون بجامعة طرابلس، ولم يكمل دراسته نظراً لظروف خاصة…..
“المهدي” أحد مؤسسي المسرح في مدينة البيضاء، وساهم في تأسيس أول فرقة مسرحية بالمدينة عام 1974، وشارك في أول عمل للفرقة كممثل من خلال مسرحية ثورة الموتى لصلاح البيشاوي…..
بدأ المخرج الراحل، ابن مدينة البيضاء، مشواره المسرحي في العام 1974، ولم يتوقف عن عطائه الفني إلى حين مرضه حيث نقل المخرج عزا الدين إلي تونس اثر تعرضه لو عكة صحية وكان الراحل قد تعرّض إلى مضاعفات صحية، سافر على إثرها إلى تونس، في شهر يناير الماضي لتلقي العلاج في إحدى العيادات الخاصة…..
وشارك المهدي في عديد المهرجانات المحلية والعربية والدولية، حاز خلالها عدة جوائز، منها جائزة العرض المتكامل للمهرجان الوطني الخامس للمسرح، وجائزة أفضل إخراج في المهرجان الوطني السادس، وجائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان «رواد» الدولي بالمغرب.
وجرى تكريم عزا لدين المهدي في المهرجان المسرحي الوطني السابع العام 1997، وفي العام 2010 حصل على جائزة الدولة التشجيعية.
خاض مجال الإخراج بدايةً في سنة 1978، بمسرحية الندم للكاتب علي الجهاني، و”عفوا أبي” و”نحن هو المنتظر”، ثم مسرحية باي باي يا وطني.
شارك المهدي في كافة مهرجانات ليبيا المسرحية وله مشاركات عدة على المستوى المغاربي والعربي، وساهم أيضا في تأسيس فرقة المسرح الحديث بالبيضاء.
أخرج المهدي للخيالة شريط الغريب، وتم تكريمه في المهرجان الوطني السابع للمسرح سنة 1997، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الإخراج المسرحي عام 2010، كما كرم بمهرجان القاهرة الدولي ومهرجان “أمورآرت” الدولي بالمغرب سنة 2013
وكان يعمل المخرج عز الدين المهدي على بروفات عمله المسرحي الجديد بعنوان «حلابة القمر»، وهو مونودراما للكاتب أحمد إبراهيم.
وهكذا رحل الفنان الذي كان مجد في عمله حيث قدم الكثير من الأعمال الفنية نعم رحل تركا ارث فنية عبر رحلة عطاء ممجدة بالفن الليبي الراقي ولا يسعنا غير نقول …..
« أنا لله وأنا إليه راجعون «