إجتماعيالرئيسيةمقابلة

زينب شاهين: لعشقي الصحافة ومتعة العمل أنسى كل لحظات القسوة والتعب


إعداد وحوار: فائزة العجيلي

نمضي إلى محطة أخرى سبراً لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق الباب خلفها عائدة من الوظيفة، لتبدأ في استلام مهمة هي مجموع من مهام متعدَّدة زوجة وأختاً وأماً وربة بيت حوارنا مع الأستاذة زينب شاهين.

حدثتنا عن عالمها المنزلي بقولها : (تعرفين سؤالك هذا يعني الكثير للمرأة العاملة، وخصوصاً الصحافية. فالصحافة مهنة المتاعب والشغب والشغف أيضاً، لقد مررتُ بمراحلها كافة منذ أن كنتُ عزباء في بيت أهلي، إلى أن تحملتُ أعباء البيت حينما تزوجتُ، وكان الثقل أكبر وازداد بعد إنجاب الأطفال لا أخفيك سراً تعبتُ كثيرًا في البدايات ولكن بفضل الإرادة والإصرار على التميز بالإضافة إلى مساندة، ودعم زوجي ليَّ في هذه المرحلة، وعشقي للصحافة والشعور بمتعة العمل وتجاوز لحظات التعب، مرت هذه المراحل بسلام : تأسيس البيت وتنشئة الأبناء وكتابة الاسم الشخصي في مدونة الصحافة الليبية بما يكون مصدر فخر ليَّ ولأسرتي وحتى لأحفادي.وللمرأة الليبية على وجه العموم).

وعن شواغلها الواقعة بين شغف الصحافة والتزاماتها الأسرية ترى أن أساسيات الحياة الزوجية هي التفاهم والحب وكذلك الشعور بالمسؤولية حيال البيت والأبناء. وهذه الأساسيات تشمل الطرفين الزوج والزوجة. وبالتالي تنعكس على كل من في البيت.

يأتي بعد ذلك كله ترتيب وتنظيم العلاقة والحياة داخل البيت. فمثلاً عندما أكون داخل بيتي ألقي بكل انشغالاتي وارتباطاتي خارجه، حتى أنهي مسؤولياتي داخله.. لا أنكر ثمة صعوبات كبيرة تواجه الصحافية الأم وربة بيت لأن العمل الصحافيكما تعلمينغير مرتبط بدوام ويتداخل مع نصيب البيت والأسرة، ولكن والحمدلله حاولتُ أن أوازن بينهما، رغم تأثري بين الفينة والأخرى بشعور من الذي سيضمني ويحتويني، أنا إنسانة سخرتْ معظم وقتها لمشاغل أسرتها ومشاغل العمل.

وتؤكد شاهين أن  المرأة العاملة أكثر حرصاًعلى أن يكون بيتها ناجحاً وأبناؤها متميزين لأنها تحت المرصاد

لاانكرأننيحاولتُأنأكونفقطربةبيتوابتعدتقليلاًعنالعملالصحفي،وترايءليَّبأننينسيتهولكنهيهاتلايمكنللصحافيأنيبتعدعنهذهالمهنةالمعشوقة. نعم مهنة المتاعب اللذيذة.

وتعزَّز رؤيتها لمسارات النجاح معلقة «هل تعرفين أن المرأة العاملة أكثر حرصاً على أن يكون بيتها ناجحاً وأبناؤها متميزين لأنها تحت المرصاد.وهذا يتطلب منها أن تبذل جهداً وعطاءً أكبر».

وتضيف لا يمكن لصحافية عشقت هذه المهنة أن تلغي ذاتها أكيد كما ذكرتُ سلفاً تمر بصعوبات وضغوطات، ولكن نجاحها مهنياً سينعكس بالتأكيد على نجاحها في بيتها.أنا الآن جدة لأربعة أحفاد. سبق ذلك أن أسستُ أسرتي المكونة من خمسة أبناء : ثلاثة منهم أطباء ومهندس واقتصادي طبعا هذا كله لا يتأتى إلا بالشراكة الحقيقية الواعية والمؤازرة الراسخة، وبإيمان رفيق دربي زوجي بطبيعة عملي ويقينه بأن نجاحي هو نجاح له ولأسرتي.

أحلام وطموحات المرأة كثيرة ومتعدَّدة في المطلق. ولكن البعض مع مرور الوقت والضغط الاجتماعي والخضوع للمفاهيم البالية، تتنازل بعض النساء عن طموحاتهن وتتضاءل بدلاً من أن تتسع وتنفرج. للأسف بعض النساء تنحسر كل نجاحاتهن وطموحاتهن بعد كل تميز علمي ووظيفي يصلن إليه في الخنوع وتقديم التنازلات، ليتحصلن في النهاية على زوج. وكأن هذا هو الهدف الأسمى. وبالتالي كم من نساء قانونيات وصحافيات وإعلاميات وكثير من المهن تركن وظائفهن لأجل ذلك. والحقيقة عقلية بعض الرجال أيضاً في التكبيل والوصاية على عقل وفكر المرأة، واعتبارها كائناً قاصراً وتنصيب نفسه وصياً عليها، أثّر بشكل سلبي على عطاء المرأة وتميزها.الحقيقة المُرّة أيضاً استسلام كثير من النساء وعدم دفاعهن وتمسكهن بمكتسباتهن القانونية والدينية، فصرن لقمة سائغة وضحية لاجتهاد ات بائسة. وشريحة أخرى من النساء وللأمانة اعتقدن أن الحرية هي التمرد والمناكفة وألقين بكل القيم والأخلاق والجهر بالتفسخ الاجتماعي والتقليد الأعمى واعتبرن هذا التطرف في اللامبالاة نوعاً من التحرَّر والإعلان عن الذات.

نعم هذا تطرف سلوكي سئ يفسخ هوية المجتمع ويبعد المرأة عن جمالها الحقيقي وهويتها وتوازنها.

ومن جانب آخر تشدَّد شاهين على ضرورة بذل جهد فكري وثقافي في اتجاه التنشئة السوية الصحيحة يستهدف الرجل والمرأة على حد سواء

ليس عيبا أن نتمسك بالقيم وسماحة ديننا الحنيف، طبعا بعيداً عن الأوصياء والمجتهدين. من آزر النبي صلى الله عليه وسلّم في مستهل دعوته ووقف معه قلباً بقلب وكتفاً بكتف أليست السيدة خديجة ؟.

ودافعت نسيبة بنت كعب عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد كانت تقارع الرجال لكم أن تتخيلوا وهى ممسكة بالسيف ماذا كانت ترتدي وخولة بنت الأزور وغيرهن عبر التاريخ من نساء ماجدات عالمات ومبدعات متخصصات في كافة المجالات.

والسؤال كيف وصلن.والإجابة عبر طموحهن والقتال من أجل الوصول إليه.نعرف كوننا مجتمعاً تحكمنا عاداتكما ذكرتوصائية فُصلت حسب أهواء الذكور تعيق الكثير من طموحات المرأة، وأيضاً خوف بعض الرجال من انتقاد بعض الرجال لهم، فتجده ينصب نفسه حامي الحمى وبالتالى يحد من عطاء وطموح المرأة. والغريب أن بعض عقليات الرجال المتراجعة المنغلقة هي نتاج تربية مرأة تغرس في عقل ابنها أنه الأفضل والأحق وعليه أن يفرض وصايته وسلطانه.فلابد من جهد فكري وثقافي في اتجاه التنشئة السوية الصحيحة ويستهدف الرجل والمرأة على حد سواء.

إن نجاح المرأة وتحقيق طموحهامن وجهة نظرييتأتى بقناعة المرأة نفسها، بأنها تسير في الطريق الذي اختارته وتطمح للوصول إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى