الرئيسيةلقاء

الأمين العام لديوان مجلس الوزراء علي شلاك يتحدث لفبراير: دعوتُ الرئيس لزيارة هذه المواقع و مشاهدة الإهمال الحكومي لها …

كيف ترى حال الآثار الليبية بكل مكوناتها اليوم ؟

الاثار الليبية تتعرض لعديد الانتهاكات كالنهب والتشويه والسرقة ويتزايد كل هذا العبث في ظل تجاهل واضح من الحكومات المتعاقبة، مما يدق ناقوس الخطرلاحتمالية إزالة بعض المعالم الاثرية من قائمة الموروث العالمي.

و ما الذي ينبغي فعله قبل ان يدق الناقوس ؟

نحن محتاجون الأموال والمبالغ المناسبة لترميم الاثار وانقاذها من الانهيار بشكل سريع وعاجل جدا، الآثار التي في بلادنا فريدة ومميزة وما تملكه الدول الأخرى يساوي جزءا مما تملكه بلادنا من موروث واثارتاريخية متنوعة الحضارات والأزمنة.

هل ترى مصلحة الآثار قائمة بدورها كما ينبغي؟

في غياب الدولة الليبية قامت مصلحة الاثار بإعداد وأرشفة كل ما له علاقة بالموروث الليبي من مستندات وغيرها، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والمنظمات العالمية التي تعنى بهذا الجانب، وسعت للحصول على معمل لمعالجة المستندات القديمة وفق المواصفات العالمية المعمول بها، خاصة وان اغلب هذه المستندات التاريخية القيمة باتت مهترئة، وكل الشكر والتقدير لموظفي مصلحة الآثارومركز الدراسات وغيرها ممن يشتغلون بجد واخلاص وحافظوا على جزء كبير من الاثار والمقتنيات بطريقتهم الخاصة حتى لا تضيع في ظل العبث والفوضى التي تشهدها البلاد منذ 10 سنوات.

علمنا بأن المؤسسة الوطنية للنفط لها دور في هذا..هل ذلك صحيح؟

نعم فقد تم التنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط لتوفيرالقيمة المالية لتغطية المعمل واحتياجاته وحسب مصلحة الاثار فإن الامر يحتاج تضامنا ووقفة الجميع، ومن هنا أوجه رسالة لكل مؤسسات الدولة بمختلف تخصصاتها، لتكاثف الجهود والوقوف وقفة واحدة فالامر مرتبط بتاريخ ليبيا وهويتها وهو تاريخ موغل في القدم وحري بنا الاحتفاء والفخر به.

ما الجهات الليبية المختصة بالآثار والتاريخ التي قمتم بزيارتها؟

زرتُعدةمراكزمختصةفيالتاريخوالآثارمنهامركزالدراساتالتاريخيةومصلحةالاثارومجمعاللغةالعربيةووجدتُفيهاكنوزاًلاتقدربثمن،وجميعهاتفتقرللاهتمام

والمخصصات المالية لتوفيرالإمكانات وتتمكن من آداء مهامها بالشكل السليم، وأقولها مرة أخرى اذا لم تلتفت الحكومة والجهات المعنية لهذه المؤسسات سيضيع جزء كبير من تاريخنا وموروثنا المتميز عن موروث الشعوب الأخرى.

ما الذي شد انتباهكم في مجمع اللغة العربية ومركز المحفوظات ؟

مجمع اللغة العربية صرح فيه من الكتب والمخطوطات ما لايمكن وصفه وللأسف انه لم يحظ بزيارة مسؤول فيما سبق ولا أحد يعرف ما لديهم وما ينقصهم حسب قولهم، وفي مركز المحفوظات وجدت باحثا باكستانيا جاء من أمريكا بإيعاز من باحثة أمريكية للبحث في تاريخ (يوسف باشا القرمانلي) وقد توفرت له المستندات الاصلية الصحيحة واتيحت له عملية الحصول على ما يريد(مجانا) في حين لا توجد اسطوانة إطفاء حريق ولا منظومة حماية واحدة تعمل والسبب عدم توفر المخصصات المالية رغم مطالبتهم بها، وتكرارهم كلمة مس كهربائي قادرة على إضاعة كنوز  لا تعوض أبدا، في حين يمكن حمايتها بمبالغ بسيطة.

ما قصة الدانمارك وصورة السفير (محمود آغا) في مركز المحفوظات..؟

مركز المحفوظات مازال يحتفظ بصورة السفيرالليبي في الدانمارك (محمود آغا) وهو أول سفير عربي مسلم من شمال افريقيا سنة 1757، وله صورة زيتية أصلية موجودة في المتحف الملكي الدانماركي رسمها فنان سويدي بناء على طلب الملك ،الذي استقبله استقبال الملوك لان الدولة الليبية حينها كانت مسيطرة على البحرالمتوسط ويتودد اليها العالم لكسب رضاها وتخفيف قيمة الاتاوات المفروضة حينها، كل هذه المعلومات موجودة وتكشف وتؤكد عمق وعراقة الدبلوماسية الليبية، وقد ارسلت الحكومة الدانماركية لليبيا لاستلام الصورة، وإلى اليوم لم نحرك ساكنا، رغم ان التكلفة المالية لاعادتها لليبيا لا تتعدى 50 ألف يورو.

وما حال مركز البحوث النووية الذي قمتم بزيارته؟

في ذلك المركز العلمي وجدنا علماء ليبيين على مستوى العالم متضررين من الاشعاعات وليس لديهم ثمن وجبة إفطار ولا وسيلة نقل، أيضا معمل ألماني متخصص في معايرة نسبة الاشعاع المنبعث، متوقف عن العمل لانه يحتاج قطعة متوفرة في المانيا قيمتها لاتزيد على 2 مليون يورو لم يتمكن المركز من توفيرها بمجهوداته، وللعلم هذا المعمل مسؤول على معايرة كل الأجهزة الموجودة في قارة افريقيا واذا تم توفير ما يحتاجه سيكون مكسب لليبيا، والمحزن والمفرح رغم ذلك أكد الموجودون في المركز تمسكهم واستمرارهم في العمل لأنهم يعتبرونه أمانة وواجباً وطنياً، هؤلاء العلماء مسؤولون عن إعداد دراسات وأبحاث تحال إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل الحصول على بعض التجهيزات وأعمال الصيانة وما يمكنهم من العمل وفق المعايير الدولية، وبقدر ما يبعث هذا على الفخر بهم يبعث الأسف والخجل من عدم اهتمام الدولة الليبية بهم وتوفير مخصصات مالية لهم.

هل الأموال فقط هي ما تحتاجه ؟

المال عصب الحياة ومن دونه يصعب العمل، ولكن لا ينبغي الوقوف موقف المتفرج والمتحسر، نحتاج إلى زرع الوطنية في نفوسنا، الوطنية التي تشعرنا بأهمية هذا الموروث وقيمته، نحن محتاجون لتفعيل دور التوعية سواء عبر «السوشيل ميديا» أو وسائل الاعلام أو المطويات أو المعلومات الدراسية في المدارس، وتبقى المسؤولية تضامنية في ظل عدم توفر الميزانيات.

بماذا يعلَّل المسؤول عن الجهات التاريخية عدم قيامه بالعمل كما ينبغي؟

المسؤول يقول ليس لديه القدرة على العمل بشكل صحيح ومستمر، لأن لديه موظفين لم يتقاضوا مرتباتهم منذ 4 سنوات ورغم ذلك نجدهم مصرين ومستمرين في العمل بدافع الوطنية والغيرة على وطن وتاريخ كله مفخرة.

وبماذا رفعتم معنوياتهم كمسؤولين ومشاركين في اتخاذ القرارات؟

وعدتُباعدادمذكرةوتسليمهاإلىالرئيسومجلسالوزراء،وقدفعلتُهذاحقيقةوكانتشاملةلكلمارأيتمنقيمحضاريةوكنوزتاريخيةتتعرضللانهياروالتلف،ودعوتُالرئيسلزيارةكلماذكرتهومشاهدةالأهمالالحكوميواجتهاداخلاصالموظفوالعاملفيهذهالجهات،وتبقىالزياراتالميدانيةمنالمسؤولينوالوقوفعلىكلهذهالمعاناةمنعينالمكانوعنقربهيالفيصل،لمعرفةقيمةالأموالالتيتحتاجهاوهيحقيقةرمزيةوفينفسالوقتكفيلةبمعالجةكلالمشكلات.

كم نسبة مشاركة المواطن الليبي في النهب والسرقة والتهريب حسب رأيكم؟

المؤسف أن من يتجرأ على سرقة هذه الأصول الثمينة حقيقة مواطن ليبي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ليبيا أرض أينما توجهنا وفي كل مكان وبقعة نجد اثارًا متجذرة ومتنوعة تختلف عن الأخرى، هي آثار ذات قيمة علمية وتاريخية ومادية أيضا وما ينهبها ويسرقها السارقون إلا لأنهم يعلمون أنها تساوي الملايين، والعالم الخارجي يدرك جيدًا أهمية وقيمة الآثار، والدليل ما يعده عليها من دراسات وأبحاث علمية، أما نحن فالمؤسف قصر نظرنا سيكون ثمنه ضياعها من بين أيدينا.

على من تضع اللوم ؟

للأسف نحن من نضيع هويتنا الليبية، هذه الهوية شهدت طمساً واهمالاً بالكامل بدأ منذ 40 سنة مضت ومستمراً إلى اليوم، في الجانب الرياضي نسمع اهازيج الفرق الرياضية المشاركة في المسابقات العالمية، يتغى بها مشجعوها ولكل فريق اهزوجته الدالة على هوية بلاده، كذلك الحال في المطاعم تحضر جميع الاطباق ويسجل غياب تقديم الطبق الليبي بالهوية الليبية المغرية والجاذبة للسائح للاقبال عليه وطلبه كما نشاهد في تونس مثلا، كل مدن العالم لها هويتها الخاصة بها سواء أكلة أو صنعة أو فلكلور، إضافة الى هوية الدولة بشكل عام.

بماذا تختتم هذا اللقاء ؟

الدول الحديثة تصنع التاريخ وتحاول ربطه بواقعها وإضفاء قيمة عليه، بينما نحن تاريخنا متجذر وموروثنا متأصل ومتميز عن كل الموروث العالمي سواء في عمره الزمني أو تنوعه الجغرافي أو الحضاري ومازالت أصوله شواهد عليه وتقف شامخة سواء كمدن أو معالم أو مستندات وجميعها تبعث المفخرة .

  تصوير..عبدالحكيم الأمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى