إيران والملالي وشرب ذات الكأس.. لأمين مازن
توالي عديد الفضائيات بث ما تشهده إيران من قوى المواقف الرافضة لنظام الملالي الذين قُدِّرَ لهم أن يسودوا بلاد فارس لأكثر من عقودٍ أربعة، بدأت بإجبار الشاه محمد رضا بهلوي إلى مغادرة طهران ودخول الخميني من منفاه بالعاصمة الفرنسية التي اتخذ منها مقرّاَ لقيادة تياره المعارض والمُعَوِّلُ يومئذ على سلاح الأشرطة لبث خُطبه وأخباره، وقد كانت تُنتَج و تُوَزَّع بعواصم أوروبا كافة في سرعة غير مسبوقة، وقد تزامنت يومئذ مع اختفاء الإمام موسى الصدر الملقب بسيد المحرومين والمهيمن على الشرق كافة انطلاقاً من بيروت، ذلك الاختفاء الذي تم عقب اختفاء مقابلة عُرِضَت تليفزونياً بطرابلس -ليبيا- وقائدها، وسُرِّبَ أكثر من خبر بشأنها ومثّلت مستمسكاً على ضلوع النظام السابق في واقعة التغييب وافتُعِلَ لاحقاً سجن هانيبال القذافي ظلماً وعدوانا، هي أحداث جاءت بعد نفس المدة التي انقضت على الموقف التاريخي الذي قاده الدكتور محمد مصدق في مواجهة الغرب وحليفه الامبراطور بهلوي عندما أقدم على تأميم البترول دون أن يتفطّن لصعوبات التسويق ليبقى داخل شواطئ إيران فلا يشتريه أيٍ كان لتتفاقم الأزمة الاقتصادية ويأتي الحل عن طريق انقلاب زاهدي فيعود الشاه ويقبع مصدق في السجن ويُنَكَّل بأتباعه الواحد تلو الآخر حتى لقد قُطِّعَ حسين الفاطمي إرباً إربا، وتتحول إيران إلى قطعة من أوروبا وجيشها شرطة بالخليج، فيقطف الملالي ثمرة المعارضة ويبدأ الخميني مشواره الجامع بين تطبيق ارتداء البرقع والعقوبات العضوية وبقية مظاهر الالتزام المفروض، فلا يبقى سوى الفعل وردة الفعل، يستوي في ذلك الرافض المعتدل والآخر المتطرف، وما ذلك إلا لأن دورة الفلك بالنسبة لأعمار الأنظمة واحدة، وهي إن تعذّرَ الوقوف بطريقها فلا بد أن تُحَل ولن يُقبَل بمن يسعى لوقفها في الغالب