نجاح مصدق تكتب.. خلوا سبيلها فهي مأمورة
كلمات ….
منذ ايام التقيت بمجموعة من السيدات المهتمات بالعمل التطوعي والشغل الميداني لمؤسسات المجتمع المدني، دار الحديث قرابةساعة ونصف ،شدني جدا حماس احدى الفتيات التي لم تدخر جهدا لحث الجميع على العمل واقامة المناشط والتواصل مع اغلب الجهات التي تصنف داعمة بشكل او باخر.
كانت تلك الفتاة وهجا ولا يمكن لاحد ان يخفي تأثيره وقدرته على المضي والوصول الى حيث يبغي، حتى اني غادرتهم وبداخلي عديد الاسئلة التي تبحث عن اجابة ولم يسمح لها الزمان ولا الظرف ان تخرج الى العلن
في طريق عودتي دار بيني وبين تلك الاسئلة المتعلقة بعمل المنظمات المهتمة بحقوق الانسان والامن الغذائي وضاحايا الحروب والنزاعات المسلحة ،المؤسسات التي تعمل في مجالات الحقوق والصحة والاعلام ضمن برامج الامم المتحدة او سواها من تحمل شعار العمل لاجل الانسان والرفع من قيمته، حوارا تشعبت مخارجه وترسخت نتائجه كان لايفضي الا لمحصلة واحدة لا يمكن تجاهلها او غض الطرف عنها
مالذي فعلته المنظمات الدولية التي دخلت هذا الوطن بشتى الطرق من بابه او حدوده منذ ال2011الى الان؟
مالذي تغير؟
هل انتهت الحروب والتهجير والنزوح ؟مؤكد لا بل جربناه بشى الاشكال وبوجود منظمات
هل اختفى القتل والتعذيب والخطف القسري ؟لا بل زاد ومع وجود منظمات
هل انتهى الجوع والفقر ؟لا حثما انه يكبر ويعم
هل تقدمت الصحة وقلت الامراض وتحسنت الخدمات الطبية ؟لا ونحن نعيش كل هذا بام اعيننا
هل اضافت المنظمات المهتمة بالثقافة والاعلام شيئا لنا غير توثيق طبق تميز به الليبيون او ترقيم مواقع اثرية ثقافية واسلامية لا يمكن تجاهل وجودها وان طالها الاهمال من جهات كانت ينبغي ان توليها الحماية والمحافظة؟
اي خطاب اعلامي ساد خلال هذه السنوات غير خطاب الكراهية؟وايضا مع وجود منظمات دواية ومحلية تشتغل على حقل الاعلام
مالذي فعلته كل تلك المنظمات ذائعة الصيت التي امتلأنا بسماع اسماءها في اكثر من محفل وخبر او شاهدنا تواجدها على شاشات التلفزيون ووسط صفحات الصحف مرافقة لمآسينا حاشرة انفها في عمق اوجاعنا وفي المقدمة
لم ينتهي العنف ولا الجوع ولا الفقر ولا الدمار ولا القتل يوما اصبحنا اوطانا مستباحة، ابوابها مشرعة لكل من يحمل غطاء الانسانية على راسه ويرفع شعار العدالة والقانون
واكاد اجزم بان نشاط تلك المؤسسات من جانبها قد حقق نجاحات عدة فيما دخلت لاجله ومن اجله
نحن فقط لدينا ضعف تجاه البشرة البيضاء والعيون الزرقاء الملوحة لنا من بعيد خلف الحدود لدينا اعتراف ضمني بان مايأتي من البعيد افضل واقدر وانجح بالمال والفكر منا
وحين توقفت عن طرح الاسئلة جاء وجه تلك الفتاة القائدة الجاهزة امام ناظري وهي تعلم الحضور بانها تلقت دعوة من احدى المنظمات الدولية للمشاركة في دورة تدريبية لصناع القادة واخرى عن العنف المجتمعي.