اسمه الصالحين
مش يقولوا اسم على مسمى وفي الامثال العربية يقولوا لكل امرئ من اسمه نصيب هالكلام شفته وعشته واقعا مع هذا الرجل …
مكنتش نعرفه هلبة عن قرب لان بحكم السكن يسكنوا بعيد علينا نسبيا في زنقة حمامة…
لكن في منتصف الثمانينات صارت فيه علاقة صحبة وود وعشرة مع ابنه محمد في زاوية الشيخة راضية وعلى خطى رفاقة عمره الصديق الوداني وميلود الهوني اصبحت اناديه زيهم يا صول ومازالت الصحبة والعلاقة مستمرة الى يومنا هذا …
منه عرفت تفاصيل أخرى عن والده الرجل المبارك عمي الصالحين
وشفت قوة شخصيته وصلابته مع اولاده حتى وهم كبار …
و القوة الجسمانية التي متعه الله بها وظلت اثارها حتى في آخر عمره وكيف يحكيلي ان والده كان يغير إطار ((قومة )) الشاحنة بكل سهولة ويسر ويتعامل معاه زي ما احني نغيروا قومة السيارة الصغيرة …
هو سائق الشاحنة الانجليزية (( كيوي)) العامل على طريق فزان طرابلس منذ الاربعينات أو قبل ذلك … وبعدها أمتلك شاحنة اوطانطا
فيما يروي لي صديقي محمد انه رافق والده في بعض رحلاته وكان يسير ليلا بالشاحنة وهو هايم بين الذكر والتسبيح وقراءة القرآن فلما يتوقف ويسكت كنت انهض من نومي فاجده قد غفا للنوم …
اهزه بوي بوي نوض السيارة تمشي …
يجيبه ارقد السيارة ماشية باذن الرحمن الرحيم
عمي الصالحين أصيل الجنوب الليبي علامة الطيبة والشهامة هو رجل على باب الله كما يقولون وأنعم الله عليه انه من الذاكرين الشاكرين …
لدا فإن إيمانه العميق بقدرة الله تعالى يعيشها ويحسها واقعا معه في حله وترحاله …
على حياة قضاها وهو يكافح على لقمة عيشه ولم يكن لنا نصيب في مرافقته
الا بالقدر البسيط ولا نراه إلا وهو في الصف الأول بجوار المنبر في صلاة الجمعة بمسجد الشيخة راضية كي يتسنى له مصافحة خطيب الجمعة صديقه الشيخ الهاشمي قشوطة أو بين منزله وجامع سيدي الشريف في أوقات الصلوات الأخرى …
هكذا هو الرجل المبارك الطيب فيما كانت البصارة بيني وبين الصول يا مسعودي انت ما جبت شي من بوك عمي مسعود فاضحك ونقوله اشي انت اللي جبت من بوك ….
كان عمي الصالحين شديدا بعض الشي فيما يتعلق بظهور أولاده أمامه حتى انه في احد اعياد الاضحى طلبت منه زوجته ان يترك ابنه الحاج علي ينزع الجزء الأعلى من القامجو كي يبقى في قميص ميتزو مانو لشدة الحرارة رفض ألامر
واجاب بأنه شوية وينزل كي يفسح له أن يكمل عمله …
من حسن حظي انني أدركت جزءا من حياة الرجل وربما كنت آخر شخص
مع ابنه محمد وصديقي علي سليم حين لفظ انفاسه الاخيرة في صبيحة ذاك اليوم من منتصف مايو 2001 كي تطوى صفحة رجل من العمالقة وكي احضر آخر درس من دروسه وهو ميت حين هممنا باجراءات تغسيله لتفاجئنا الحاجة زوجته رحمها الله تعالى بقلب ولسان المرأة المحبة لزوجها …
راجي يا محمد اهي الكيسة فيها كفن بوك ومية زمزم وحاجات أخرى جايبهم
معاه من حجته الاولى ولاففهم تحت السرير وموصيني عليهم ….
سالت محمد بالله عليك امتا حجة بوك يا صول قالي اياااااااه ممكن في آخر الستينات ….
في خاطري قلت معناها متفكر الموت من ايام كان يعافر في قومة الطانطة بيديه وبروحه … يالله عليك راجل راح منا وخسرناه ….
كان آخر درس منه ربما هو الاقسى والاعمق وكنت أردد بيني وبين نفسي كيف ان هذا الرجل في أوج قوته وعنفوان شبابه وضع دائما الموت نصب عينيه
رحم الله تعالى رجل المساجد والصفوف الاولى من ظلت سيرته تروى وتنقل وكان له حضوره واطلالته الطيبة وسيرته الرائعة ولاازكي على الله أحدا ….
أطال الله في عمر ذكراك حتى نلتقي