إجتماعيالرئيسيةحوار

د .سالمة عبد الجبار: الحديث عن الغاء المرأة ذاتها لصالح الآخرين ..مبتور ومغلوط

سيرهن ..

حاورتها: فائزة العجيلي

نمضي إلى محطة أخرى سبرًا لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق البابَ خلفها عائدة من الوظيفة، لتبدأ في استلام مهمة هي مجموعة مهام متعدَّدة زوجة، وأختاً، وأماً، وربة بيت ..حوارنا مع اخصائية الفلسفة والكاتبة والأخت والزميلة د. سالمة عبد الجبار .

اولا لا نستطيع ان نفرق بين المراة العاملة والمثقفة والاستاذة والمراة الام والزوجة وربة البيت هي نظرة كلية متكاملة تعتمد   علي حالة العطاء وحجم الانتماء  والنظرة الصادقة الشفافة لكل من وما حولها من الاشياء والبشر وهم الطلبة والتلاميذ وزملاء العمل وكذلك افراد العائلة والاسرة والجيران 

شخصيا دوري في واجباتي الاسرية باعتبار ظاهرة الامومة هي اقدس الواجبات ومن خلالها يكون التعامل فكل الطلاب من حولي هم مثل اولادي اشعر معهم بمسؤولية كاملة ودور اساسي في التوجيه والمتابعة وتحقيق الاهداف والطموحات وهذا من اسرار النجاح في التدريس الجامعي بل في كل مراحل التعليم لابد ان يتحول الي شغف وحب وهذا يؤدي الي حالة التعاطي  الكامل مع حالات الطلاب وكل امورهم الشخصية والعامة 

السؤال عن المنزل ماذا يعني من خلال الرؤية الذاتية سؤال مهم هو السكن والبيت وليس المنزل

المنزل ننزله وتغادره اما السكن فهو مختلف في اللغة من السكون والسكينة وهي معان عميقة لها دلالات وتختلف عن معنى المنزل. 

اما البيت فهو المكان الذي يشملنا دوما في الصحو والمبيت وهو المنطقة الآمنة للسكن والسكينة وبالتالي هنا التداخل المفاهيمي والارتباط بين السكن والبيت على غير تعبير المنزل 

ليس هناك شروط للحياة الاسرية غير الحب والتفاهم والثقة والمصداقية وكل تلك تتولد منها انساق سلوكية للمحافظة علي كل عناصر الاسرة وافرادها .

اما الحديث عن الغاء المراة لصالح الاخرين هو حديث مبتور  ومغلوط 

المراة لها مسؤولياتها الاسرية زوجة وام ولها وحدها  تقدير مدي قدرتها على القيام بأدوار اخرى ثانوية مثل العمل وتحقيق الطموحات الذاتية وطبيعة الفطرة لدي المرأة تغلب دائما باختيار دورها الاساسي المقدس ولها ترتيب الاولويات ومن واجب المجتمع توفير كل المناخات المناسبة للمرأة حتي تتمكن من القيام بدورها الاساسي والثانوي وقدرة المراة على العطاء والاحتواء تمكنها من الدمج والجمع بين هذه المسؤليات. 

 اما بالنسبة إلى نظرة المجتمع للمرأة في الحقيقة هذا الموضوع ليس فقط في المجتمع الليبي ولكن النظرة للمرأة هي  من فئات المجتمع والتي تخضع لظروف  معينة منها التهميش في كل مناطق العالم وهو نتاج للارث الفكري للبشرية منذ التاريخ القديم وعهد افلاطون ونظرته  الدونية للمراة رغم ماجاءت به الاديان وحددته الشريعة الاسلامية السمحة من مكانة مميزة للمرأة كما جاءت في نصوص القران الكريم والمجال هنا لايسع لذكر هذه المواضع وشرحها. 

في ليبيا الوضع مختلط ومتشابك مثل بقية الاوضاع السياسية والاقتصادية والصورة الهلامية للمجتمع وما حصل به من تغيرات وانقلابات عنيفة كان لها الأثر  الكبير علي النظرة للمراة 

وهذا الامر يحتاج لعمل مكثف لخلق منظومة متكاملة على الصعيد السياسي والاقتصادي وبالتالي الاجتماعي لتغيير انساق التفكير والنظرة للمجتمع عبر استراتيجية ثقافية وخطط وطنية تعمل في سياق متكامل مع كل المؤسسات والهيئات من اجل نشر الوعي وطرح منظومة جديدة قيمية واخلاقية تتناول وضع المجتمع باسره والمراة علي وجه الخصوص 

اما عن موضوع التحرر الفردي والمجتمعي وعلاقته بالمراة فالامر ليس خطابات اعلامية او صحفية بل هو نظرة كلية للتحرر من كل اشكال الاستبداد والتخلف التي تشد المجتمع باسره المراة والرجل سواء كان هذا التخلف والاستبداد سياسي او اقتصادي او اجتماعي 

اما التحرر بالمفهوم العام فهو قضية لا ترتبط بالنساء بل في هذا الجانب من الممكن اعتباره مفهوم مستورد لا يرتبط بقيم المجتمع واخلاقياته ورؤيته المستقبلة لكل افراده الرجال كما النساء 

  ببلوغرافيا

سالمة شعبان 

علي عبد الجبار 

أستاذ الفلسفة والفكر الديني كلية الاداب جامعة طرابلس والاكاديمية الليبية

واستاذ متعاون في برامج الدراسات العليا في العديد من جامعات ليبيا 

متحصلة علي الدكتوراه في مجال مقارنة الاديان  عام 1993

اشرفت علي تاسيس مركز دراسات الاديان بالاكاديمية الليبية وتولت رئاسته 

تولت ادارة قسم الفكر الديني 

اشرفت ولا زالت علي العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات اللليبية وشاركت بالمناقشة 

ساهمت في القاء العديد من المحاضرات العلمية المتخصصة والفكرية في عديد الموسسات في الداخل والخارج 

نشرت العديد من البحوث والدراسات والمقالات في كتير من الدوريات المحلية والعربية 

صدر لها المؤلفات العلمية الاتية 

الدين والحرية 

الدين والسياسة 

الدين وقضايا العصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى