تقول عن نفسها « عائشة ربة بيت غير متزوجة، ومقيمة في منزل مع والدتي وإخوتي وأخواتي؛ ونعيش حياة سعيدة، وكريمة بفضل التفاهم والتقارب والتعاون» .
تعد المرأة جزءًا من المجتمع؛ فهي تمثل النصف فيه
والمرأة العاملة تحمل على عاتقها مهام كبيرة أسوة بأخيها الرجل ويمكنها القيام بأعمال قد يعجز عنها؛ وهي تمتاز بقوة الإرادة ودائمًا ما نجدها متفوقة ومن خلال ذلك فإنها دائمًا تنظر للأمور من الناحية الإيجابية.
وأضافت أما سؤالكم عن الفوارق بين المرأة التقليدية، والعصرية فهو سؤال يحتاج لتصفيف، وترتيب قبل الإجابة عنه.
فما المقصود بالمرأة التقليدية أولًا؟؛ ومن هي العصرية ثانيًا؟.
المتبادر للأذهان أن التقليدية هي تلك الأم أو الجدة التي لم تحمل دفترًا في يدها ولا «أيفون»، لكنها حملت تجارب السنين وأمطرتها طاحونة الدهر بخلاصة الحكمة والخبرة.
وهي تلك الأم التي لم تدرس علوم النفس، ولا التنمية البشرية لكنها ربتْ أجيالاً نعترف بأن تاريخهم يسمو على تاريخ خلائفهم بسنوات ضوئية.
عصرنة
وتواصل متساءلة .. مَنْ هي المرأة العصرية؟.
إن كانت تلك الرشيدة التي تلقت من جدتها حكمة الماضي ومن بيئتها وجامعتها شتلات الحاضر، فصنعت منها مزيجاً للرقي والتحضر و «الإتيكيت» هي فعلاً تستحق أن تكون رمزاً لأبنائها ومجتمعها.
وإن كانت تلك التي تنسلخ من ثوبها وأعرافها ودينها ومجتمعها وتتنكر لكل ما هو تليد مجيد؛ فهي مسخ لا يستحق الوصف ولا الوقوف عنده إلا للسخرية.
وفي الواقع وعلى الرغم من أن المجتمع ككل تتحكم فيه العادات والتقاليد والأعراف التي لا يمكن الخروج عنها والمحافظة عليها من واجبنا نحن كعنصر نسائي.
إلا أن ذلك لا يمنعان قيام المرأة بواجبها اتجاه وطنها وأهلها وأيضًا تحقيق أحلامها في الوصول إلى أعلى المراتب وبما لا يخالف الأعراف والتقاليد.
وأردفت بالقول أن المرأة هي المخلوق الذي لا يمكن أن يظل بغير عمل، ولكن ما تتناقله أَلسنة الإعلام اليوم من التفريق بين عاملة وغير عاملة هو شعار أطلقه جاهل وردَّده طويل اللسان.
طبيعة
المرأة العاملة بطبيعتها، ولكن اختلاف بيئة العمل هي مثار الجدل، بعضنا يعملن في بيوتهن، وبعضنا زادت قدراتهن لتعمل في بيئتها.
إذاً هي ما بين البيت أو البيئة، ولا شيء في ذلك يخالف طبيعة المرأة ولا مجال تعجز عنه إلا المجالات التي تخالف أنوثتها التي هي سر كمالها وليست علامة ضعف فيها.
بالنسبة للتحرَّر المجتمعي من وجهة نظري أن يكون الإنسان متحرَّرًا من القيود التي تعيق قيامه بدوره في المجتمع مع احترام الأعراف؛ وألا تكون الحرية المطلقة بحيث يكون لها أثرٌ سلبي عليه، وعلى المجتمع.
وما قبله يحمل دندنة نرفضها نحن اللواتي نشأن في مجتمع نقدس فيه الدين الإسلامي وقوانينه مستمدة من شريعة قويمة كفلت للمرأة من الحريات ما لم يكفله تشريع آخر،
يجب أن نفرق ما بين الحرية التي خصنا بها ديننا؛ وبين التحرَّر الذي هو دعوة للثورة على كل الشرائع والضوابط بشعارات رمادية لا تظهر حقيقتها حين تدغدغ العواطف الأنثوية.
المرأة في المجتمعات العربية لا تحتاج لحرية؛ فهي حرية في دائرة الدين لكنها تحتاج ربما لثقافة وتعليم وشجاعة وتفاهم ولا تحتاج لنزع الحياء بل تحتاج لغرس الحياة.
ولا تحتاج لأن تكون كالرجل، بل تحتاج لأن يكون معها الرجل.
لو تأملنا في هذه «المصفوفات الحسابية» لفهمنا ذواتنا، ونهضة مجتمعاتنا.