حكايتهن
نمضي إلى محطة أخرى سبرًا لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق البابَ خلفها عائدة من الوظيفة، لتبدأ في استلام مهمة هي مجموعة مهام متعدَّدة زوجة، وأختاً، وأماً، وربة بيت ..حوارنا مع الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة ليلي الفيتوري
ليلى كأي مرأة ليبية في البيت؛ سواءً أكانت أمًّا أم بنتًا أم زوجة أم غيرها تعد المسؤولة الأولى عن شؤون بيتها ..
ومن الناحية النفسية والحياتية فإن اولادي من حقهم أن يعيشوا في عشّ هادئ جميل وسكن مستقر مطمئن، كما أن زوجي أيضا من حقه أن يجد في بيته الراحة البدنية والنفسية ليتقوى بهما على أداء مهامه والقيام بمسئولياته، وأما انا فلن اجد راحة حقيقية سوى في مملكتي وسط زوجي وأولادي، وهكذا يكون البيت واحة غناء وجنة لنا جميعا ، وهذا بالطبع له أكبر الأثر في سعادة المجتمع وأمنه واستقراره .. كما أؤكد على أن نجاحي كربة بيت في رسالتي السامية هذه، متوقف إلى حد كبير على قيام زوجي بواجبه، أبًا وزوجًا باعتباره شريكًا …
اما عن الصعوبات التى تعترض طريق المرأة. بالرغم من المكاسب التي حققتها الا انها تواجه عوائق عديدة تؤثر علىها.. فالمرأة هى من تصنع السعادة في حياتها وحياة أسرتها ومن حولها ولكى تكون الحياة سعيدة فهناك عدة مقومات لتحقيق هذا الهدف
الشرط الأول للحياة الزوجية السعيدة هو أن يسعى كل طرف لتحقيق حاجات الطرف الآخر،
الشرط الثاني للزواج السعيد هو أن يعشق المرء عيوب شريك عمره إلى جانب مزاياه.
ويتعلّم الشريكان كيفية الوصول لتوافقٍ مع بعضهما البعض..
وأن يمنح كل منهما الحرية للآخر، فالزواج لا يحوّل الفرد إلى ملكيةً شخصيةً لرفيق دربه، ومن واجبه أن يحترم ميوله وأذواقه ورغباته الذاتية، ومن الأهميّة بمكان أن .يحترم الزوجان آراء كل منهما.
أما عن نظرة المجتمع للمرأة الليبية فالنظرة تحكمها الثقافة السائدة في المجتمع التى تؤثر على واقع الحياة الاجتماعية لكل من النساء والرجال في ليبيا، هذه الثقافة التي تعد المرأة قاصرة بسبب طبيعتها العاطفية غير العقلانية، وأن هذا الموروث الثقافي لا يتعلق برؤية المجتمع فقط للمرأة، بل يتعلق برؤية المرأة لنفسها ولدورها،
لن يتغير الواقع بفعل خارجي ولكن بفعل الطليعة الواعية
ومع هذا فإن المرأة الليبية حققت تقدماً ملحوظاً في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية منها هذا الأمر عزز من مكانتها في المجتمع، إلا أن المشاركات لازالت غير مرضية، ولازالت دون التوقعات والطموح المنشود ..
والخلاص من هذه الأفكار المتأصلة و المتجذرة في العقل الذكوري، هو وعي الرجل وتحرره من أسره وأبوته، ومن ثقافته التي استقاها من الأساس عن طريق التنشئة الاجتماعية، فالبنية والخلاص من هذه الأفكار المتأصلة و المتجذرة في العقل الذكوري، هو وعي الرجل وتحرره من أسره وأبوته، ومن ثقافته التي استقاها من الأساس عن طريق التنشئة الاجتماعية، فالبنية الاجتماعية تدعم السلطة الذكورية وتؤكد وتدعم تفوق الرجل على المرأة منذ لحظة ولادته ذكراً أو انثى.
هناك ضبابية تخيم على فضاء المرأة الليبية وخاصة في الفترة الأخيرة، إلا أن هناك جهوداً تبذل من قبل بعض النساء في المجتمع الليبي، وغالبية النساء الليبيات على يقين بأنهن صاحبات مشروع تنموي فعّال، مؤمنات بقدرتهن على المساهمة في النهوض بالمجتمع وقادرات على قيادة المرحلة، إيماناً منهن بحقوقهن المتعلقة بقضايا تخص المرأة قيدها الموروث الثقافي المرسوم بالعادات والتقاليد والأعراف، ويعدّ الخروج عليه تمرداً على ثوابت المجتمع، وفي أحيان كثيرة حرفوا النصوص الدينية بما يتماشى مع آرائهم وأعرافهم الاجتماعية.
مما سبق نستطيع أن نقول بأن قضية المرأة محورية للمستقبل، خاصة في مجتمعات مستقبلها مرهون بشرط رئيس يحقق القيادة النسائية، حيث لا يمكن تحقيق هدف الوصول لتغيير أفكار متأصلة ومتجذرة بأحادية الفكر، إذاً هي محتاجة إلى إصلاحات فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية هذا يتفق مع تصور الكاتب حسن حنفي
لن يتغير الواقع بفعل خارجي، بل بفعل الطليعة الواعية، والمثقفين التي يتحول منها وعي الفرد إلى معبر عن وعي جماعة، لأنه لا يمكن الحفاظ على مصالح الجماعة إلا بالوعي الفردي،
ببلوغرافيا
ليلى الفيتوري بده
المؤهل العلمي: دكتوراه في علم الاجتماع ..
المهنة : عضو هيئة تدريس بجامعة صبراتة، ومدير مكتب الخدمة الاجتماعية بالجامعة ..
نائب رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لأبحاث الإعاقة ..