منذ القرن الثامن عشر حتى الآن .. اختلاف ذريع وواضح .
فالآن يعتمدنَّ النسوة على عمليات التجميل والمكياج وغيرهما من الأشياء الزائفة بينما قديمًا كانوا يعتمدون على الجمال الرباني.
والصور تتكلم الآن، الفلتر الذي يغير ملامح الوجه كليًا على (السوشل ميديا) هو واحد من ابشع الابتكارات الحديثة .. و المحير أننا لم نعد نفرق بين الوجوه الكثيرة لأشخاص تختلف ملامحهم كليًا (في الواقع) بسبب المعايير التجميلية الموحدة التي تعتمدها التطبيقات كأنه تعبير قوي عن عدم رضا الإنسان عن شكله الطبيعي أو جنوح نحو البحث عن الكمال الجمالي أي أن الصورة التي تنتج عن الفلترة و اخفاء تفاصيل الوجه تكاد تقترب من «الشكل» المثالي الذي يتمناه صاحبها أنه يروج صورة غير حقيقية عن نفسه حتى يراها الآخرون و هو يعلم يقينًا أنها لن تغير من شكله لاحقًا حين يجابه النَّاس في الهواء الطلق .
لستُ أتحامل على من يستعمل الفلاتر و لا أصدر الأحكام، لكن أرى أن الجمال يكمن في أصالة الشكل و تميزه . مهما كان الانسان فانه يستحيل أن يكون أجمل من شكله الحقيقي لأنه نسخة فريدة غير مكرَّرة ، بينما تحوله الفلاتر إلى شبه زومبي يطابق شكلًا ملايين آخرين ببشرة بيضاء تمامًا و وجه صافٍ و عينين كبيرتين ملونتين .