ترميم المدينة القديمة بطرابلس واعادة الروح لها عمل عظيم ويحتاج للكثير من الجهد والوقت بالتالي الامكانات .
ولا نريد ان نعود للخلف فكثيرا ما توفرت النوايا الحسنة تجاه هذا العمل وشاهدنا بعضا من منجزه كالقنصلية الفرنسية والانجليزية وتحويلهما لفضاءات ثقافية وغيرها الكثير من الومضات لكن وهذا حال اغلب المشاريع المعنية بارثنا المعماري بليبيا سرعان ماتتوفر لها العراقيل فيتوقف العمل علىها ويركن العمل من جديد في خانة الاهمال ..
لكن وايدينا على الخشب هذا لم يحدث في الفترة الاخيرة ومنذ الانطلاقة الاولى وعودة اعمال الصيانة والترميم بداية من منتصف العقد الماضي ..لربما الحديث وبتوسع حول هذا المشروع الكبير سيكون هدفا قادما للصحيفة لكننا ب (بيت الفن ) هذا ملحق صحيفة فبراير والذي ناسب إصداره شهر رمضان معنيين بالهدف من هذا العمل وبالوتيرة السريعة التي سار عليها في الفترات الاخيرة خاصة بعد الانتهاء من ترميم ميدان السيدة مريم وكل المنشئات الملحقة به كدار كريستا .. بل وكل الطرق التي تخرج منه وتؤدي اليه .وتحديدا من قوس ماركوس الى ميدان الساعة ومن ساحة السيدة مريم الى باب الجديد .
فلم يتوقف الامر عند هذا الحد فسرعان ما استمر العمل وبشكل اخر هذه المرة فالعمل الاخير كان عملا فنيا وابداعيا وبامتياز عملا برؤيا فنية تكمل القيمة التاريخية للعمارة المحلية فقد تم تزيين المدينة القديمة وطلائها بالون الابيض الذي ميز طرابلس منذ القديم ومنه اكتسبت اسم المدينة البيضاء كذلك تم العمل على إنارتها مع التحكم بتوزيع الاضاءة، بالمختصر تم تحويل كل الاماكن التي انتهى ترميمها وكل الطرق التي تم رصفها الى لوكيشن كبير وموقع لعمل استعراضي سيتم العمل عليه ومن خلاله طوال ايام الشهر الفضيل … والصور المرفقة لهذه المادة تعرض نماذج لبعض العمل المميز والذي قامت به ورشة ضخمة توفرت لها الكثير من الامكانات واهمها الخبرات المحلية .
فعاليات هذه الايام انطلقت منذ يوم امس وتحت عنوان ( ليالي طرابلس )
والتي ستتنوع مظاهرها وبرامجها فالمجال الثقافي مساره ومحاوره و عناوينه و تواريخه و فسحاته ايضا له رموزه ومبدعيه ، ايضا المجال الفني حيث ستتنوع ضروبه وعروضه تشكيل تصوير موسيقى موشحات ومالوف موسيقى الخ
الرياضة بدورها ستتعدد أنشطتها بحيث تشمل اغلب الالعاب الشعبية والرياضية ولربما من اهمها نشاط لدوري لكرة القدم بالطريقة التقليدية او ما نسميه بدوريات الشوارع في الشهر الكريم .
الاطفال ايضا تركت لهم ليالي طرابلس متسعا لشقاوتهم والعابهم وروحهم الملائكية … فلمسرح الطفل مثلا كل يوم عرض.
النشاطات الدينية ايضا ستكون حاضرة بقوة وكيف لا ونحن في الشهر الذي اختار الله لنفسه .
ولنعد لقولنا ان المدينة القديمة ستتحول طوال هذه الايام الى لوكيشن او ركح او فسح او عديد من الفسحات للاستعراض الفني فهذا ما اكدت عليه البرامج العروض واخص منها عروض لمحاكاة ماضي المدينة الجميل حيث سيظهر شخوص للمسحراتي كذلك منتديات للحكواتي جداريات ومعارض لصور تحكي عن ماضي المدينة بروتريهات عن اهم شخوصها التاريخية .
هذا النشاط الذي يعد الجمهور والحضور شريكا اساسيا وبنفس درجة العاملين فيه انطلق من مساء يوم امس وسيستمر طوال ليالي الشهر الكريم .. والصحيفة اذ تقدم لهذه المشهدية الجمالية الرمضانية الجامعة فهي تتمنى لها النجاح فطرابلس كمدينة من عمق التاريخ تستحق ان يحتفى بها اسوة بزميلاتها من عواصم المتوسط .. تستحق ان تعود لها ريادتها تاريخيا وثقافيا وفنيا وان تستعيد روحها وشبابها وتاجها وصولجانها وطرحتها البيضاء وتقف كملكة وعروس للبحر الابيض المتوسط .