رئيس التحرير محمد الرحومي يكتب.. القرن العشرين
قبل أكثر من عقدين من الزمن ضجت كل براحات الصحافة المقروءة والفضاءات الثقافية بإشكالية التواصل بين الأجيال.. وتضخم آسبابها وخاصة تلك التي مبعثها اللامبالاة بموروث الأجيال عند الكثير ممن كانوا روادا للثقافة والأدب وغير ذلك ..
لم يكن قلق الرواد وحتى من وصفوا بأقلام واعدة مجرد حالة عابرة.. كما لم تكن مخاوفهم على الموروث المجتمعي وحتى الابداعي مجرد تكهنات وثرثرة غزت تلك الصفحات والندوات والحوارات.. بل بالفعل أصبحنا نلامس صدق كل تلك الألسن في ذلك الوقت ويقين ما تكهنت به من هشاشة الروابط الإنسانية والابداعية التي كانت تحتاج إلى حالة علاجية كي تتأصل في الأجيال المتعاقبة .. فتغيير النمط الإبداعي الحالي لم يكن مجرد حالة إبداعية تساير مخرجات وتطور العصر وتقنياته فقط .. بل كان نتجية الهوة السحيقة التي فصلت رواد الكلمة من الابداع الورقي عن رواد هذا الزمن من صناع المحتوى .. وضعف التواصل هو من خلق صناعة إبداع آخر متجرد من أسس وموروث وصف بأنه قديم لايصلح بأن يكون مادة إبداعية أو محتوى مكتسب للشخصيات البارزة على أسطح شاشات السوشيل ميديا.. لقد رصف هؤلاء طريق تميزهم وانتشارهم لوحدهم ولاعلاقة لرواد هذا البلد بالتحديد في بناء شخصيتهم المرموقة حاليا.. لهذا بقي الابداع الإنساني المتداول على الورق مجرد مرحلة لم تخلق لنفسها حتى جيل يعترف بها أو يساير إبداعها المصنوع من الحبر والمفردة التقليدية أو السردية الحرة..
لذا كان ما اعتبره الرواد حاليا في كافة المجالات مجرد نشاز هو في نجومية فرضت نفسها بتوسيع انتشارها ومتابعيها بعيدا عن أي مادة نقدية كانت تشخص أي حالة ابداعية تصدرت المشهد..