إجتماعيرأي

نجاح مصدق تكتب.. صباح الخير ياصايم

 

 جاء رمضان شهر الصيام واجتمعت الأمة الإسلامية على بركته وفي بلادنا الخيرة المواطن الليبي  في هذا الشهر في سباق لكن مختلفًا عن سباق الرياضي فهو يتبع سننًا خاصة ملازمة لهذا الشهر والشوط يبدأ من أول النهار فالصباح ينطلق بالنَّوم ثم النَّوم والبقية التي تجاهد النهوض لأعمالها توقيت الدوام معدل على ساعة الصحيان ومدة الشغل لا تتجاوز الساعتين  شهر رمضان صباحه في شوارع طرابلس يدل على اختفاء اعداد كبيرة من الكائنات البشرية التي سجلت وجودها ثم مضت في اجازات شهرية أو تقاعس اختياري .. ما علينا المهم إذا ما صادفك احدهم وحاجباه معقودان قل اللهم اني صائم لان الحال مقرون بانعدام البسمة وغياب المكياطة والنص نص مع السكر براون أو بدونها والسيجارة الملعونة آثارها واضحة وجليه للعيان فاستغفر الله وتذكر انك صائم حتى تأتي الظهيرة وتبدأ حركة الكائنات واضحة نوعًا ما مع ازدياد وتيرة الغضب والانفعال اي المبارة في ساعات حساسة ويصل الامر ذروته مع ساعات سباق الشربة او الوقوف في محطات البنزين قمة الاحتقان الذي حشده المواطن منذ او عارض في حياته سجل كفعل يستوجب الغضب يظهر في هذه الساعات هذا يجسده ما نشر عبر وسائل التواصل جملة من الاخبار التي اقل ما يمكن وصفها  بالمخيفة مقتل مواطن في محطة بنزين ووفاة شابين بسيارة اثر خروجهما من المسجد لاداء احدى الصلوات ومقتل فتاة على يد اخوتها في قضية شرف كما هو المعتاد في التبريرات وليس هذا فقط بل اختفاء مواطن و سرقة سيارة ووغيرها من الاخبار ونحن لازلنا في اول يوم من هذا الشهر الكريم لكن في ساعات حاسمة لنرفزة المواطن الصائم الخارج عن السيطرة ومن الجرائم التي تبرز كم الوحشية وحالة الاحتقان الى البرامج المستفزة في نظري لما تبديه من رياء واذلال رغم ان ظاهرها العطاء وافراح المحتاجين والفقراء وكأن الصدقات لا تأتي الا بالشهدرة ورصد الكاميرا لوجوه الغلابة في اسوأ حال بيد انه كان من الممكن تجنبها لو تذكر المؤمنون انهم اخوة.

لن اتكلم عن انشغال السيدات بالمطبخ وفوانيس رمضان والموائد المشكلة والاطباق والصحون المزركشة في اتيكيت جلي من باب التجاوز والعنصرية لبنات جنسي وهذه مباراة لوحدها سنحكي عنها يومًا لكن  سأقارن بين الغضب المفرط وكظم الغيظ  بعد مباراة منتخبنا مع منتخب تونس هذا الصبر الذي يتقنه جمهور الكرة والمشجعين والأكثر متهمًا حد الادهاش لاعبي كرة القدم في المنتخب الليبي والاندية  كيف للكرة أن تصنع هذا الانضباط  وتمنح لاعبيها وأهلها طاقة صبر رهيبة ورباطة جأش لتحمل كل العثرات والمعرقلات والبلاوي المتلتلة التي تقف في طريق الانجاز والنصر كيف للكرة الليبي أن تتحمل خسارة تلو الأخرى وضياع فوز بعد الآخر ولا تغضب ولا تفقد السيطرة  في ظل اتحاد اعمى لا يحرك ساكنًا ويتعمد تجاهل ما يحدث وينسف أحلام وقدرات اقدام موهوبة دربتها الكرة على الصبر وضبط النفس.

يا ترى لو لاعبي أو مشجعي الكرة قرَّروا التخلي عن الهدوء وضبط النفس، وقرَّروا تغيير المسار  هل سنصوم نومًا  وتفطر الكرة الليبية العسل يومًا ما إن البصل هو اللي باقي والشوط طويل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى