الزمنية وحقَّق معها نجاحًا مميزًا بكل مهارة إنه الفنان خالد بو شرود الذي رسم عشقه لعمله في كل عمل درامي يكون فيه، وحول دوره الفني في هذه الأعمال التي قدمت طوال الفترة الحالية كان ليَّ معه حوارٌ صريح يسرد فيه مسيرته الفنية والبداية كانت مع لمحة فنية عن بدايته مع فن وهندسة الديكور وتصميمه .. فقال :
أولًا اسمحي لي أستاذة فاطمة أن اتقدم بجزيل الشكر لكِ ولكل العاملين بصحفيتكم الموقرة الحقيقة بدايتي مع فن الرسم ( الواقعية )؛ ومن ثم تطورتْ الحالة إلى ممارسة الفن التشكيلي، أو الفن البصري، وتطلق على مختلف الإبداعات التي يمكن رؤيتها بحيث تحفز الشخص (المتلقي) من خلال تجربة بصرية تثير فيه شعورًا ما سواء أكان جيدًا أم سيئًا، واستهوتني هندسة الديكور لأنها فن تأثيث فضاء من نسيج خيالك اختيار الاعمال يحدَّد مستوى ثقافتك، ومعرفتك وحتى خبرتك، بحيث تكون قادرًا على انجاز عمل يحاكي الواقع يعالج أو يطرح قضية تمس النَّاس وتتماشى مع ثقافتهم وموروثهم .
هل واجهتك صعوبات مع فن الديكور ؟
أكيد هناك بعض الصعوبات في تنسيق الديكور وتصميم المواقع والتأثيث في الأعمال الدرامية الليبية هي افتقارنا لمدن الانتاج كما أن منتجي الأعمال الدرامية يجب عليهم فهم معنى (صناعة)؛ فالديكور ركن أساسي ومما لاشك فيه أن الديكور حقَّق تقدمًا ملحوظًا جعل من الصورة أكثر جمالًا، ومصداقية كما أن للديكور علاقة بشخصية الدور الذي يؤديه الممثل بحيث ينعكس على الشخصية. باختصار تصميم مواقع تصوير مشاهد يشمل ديكورًا وأثاثًا واكسسوارات وملابس واضاءة وذلك لنجاح العمل فأي عمل درامي له عالمه وبيئته .
مَنْ وقف معاك وساندك في مشوارك ؟
شجعني ودعمني ولازال يعطي الاستاذ الكاتب والمخرج أحمد إبراهيم حسن هو من استقطبني للمسرح وكانت باكورة أعمالي في تأثيث الفضاء مسرحية « أمنيتي» عرض تربوي للأطفال؛ ومن ثم توالتْ الأعمال والمشاركة في عدة أعمال فنية .
لماذا وقع اختيارك على الفن التشكيلي
دون غيره من ألوان الفنون ؟
اختياري للفن التشكيلي تربطني به علاقة وطيدة بمعظم الفنون الشائعة والمتنوعة وبما أنني امارس فن الرسم وكانت لدي عديد المشاركات في الداخل والخارج التي اثرت مخيلتي؛فكان من السهل والممتع ممارسة فن التشكيل من نحت، وزخرف، وأثاث وتصميم داخلي .
هل جاء هذا التعمق من خلال موهبة أو عن طريقة دراسة وعشق لهذا المجال ؟
هي وحدها الموهبة التي كانت عندي منذ الطفولة ومن الطبيعي الموهبة والميول وشغفك بالشيء ولكي تجتهد وتبدع في المجال الفني يفضل أن تكون ممارسًا ودراسًا والعكس .
عرفتُ عنك أن لك مشاركات متنوعة في عدة أعمال فنية حدثنا عنها ؟
لدي عديد التجارب بمجال السينوغرافيا وتأثيث الفضاء المسرحي استفدتُ كثيرًا من الفنان والمخرج الراحل (محمد العلاقي _ رحمه الله)في علم السينوغرافي التي تعني (تصوير المشهد) وقد جاء هذا المصطلح من اقحام الفنان التشكيلي في العرض المسرحي.
لكَ عدة مشاركات فنية في مجالك الفني، ما هو أول عمل تتذكره؟
شاركتُ في معظم دورات مهرجان المسرح الوطني، تحصلتُ على جائزة افضل سينغرافيا عن مسرحية (سكان الكهف) لفرقة مسرح المرج، وفي دورات أيام طرابلس المسرحية مع فرقة الجيل الصاعد _ طرابلس بعدبد الأعمال والعروض بإدارة المربي الفاضل والفنان المرحوم علي البركي؛ منها مسرحية ( امرأة وحيدة _ مونودراما فاطمة الغندور)، ومسرحية (الملك يموت)؛ ومسرحية (قادمون) ومسرحية (حضرة ال)؛ كذلك كانت ليَّ مشاركة بمهرجان المسرح الجامعي في دورته الخامسة بمسرحية (اقتلني لو سمحت _ مونودراما واصف الخويلدي) .
هناك الكثير من الفنانين يقولون إن الإعلام لا يقف في صف الفنان أياً كان مجاله الفني؛ فماذ تقول أنتَ حول هذا الموضوع ؟
الإعلام يقف دائمًا يقف مع الفنان سواءأ كان مبتدئاً أو له خبرة طويلة؛ فالإعلام وسيلة إشهار ومعرفة المشاهد للفنان ولكن الملاحظ أن هذا الإعلام ليس بريئًا أو محايدًا بل هو في غالبه موجه لخدمة أهداف وغايات محدَّدة، وكثيرًا ما يدس في العسل سمُ .
ماهي الأعمال الفنية والمسلسلات خاصة التي تعرض حاليًا بهذا الشهر الكريم؟
معظم الأعمال الفنية التي شاركت فيها استفدتُ منها في مسيرتي واسعد كثيرًا حين اتذكر التفاصيل أو المواقف التي واجهتنا حتى تمكنا من انجاز العمل لكي يرى النَّور ويشاهده الناس وأذكر منها :
– (حكايات جدي) عمل تلفزيوني تربوي للأطفال مساعد مخرج وأداء مسامع صوتية من إنتاج إكاديمية الدراسات العليا.
– سلسلة نصوص ليبية، وثائقي مساعد مخرج وفيلم الإمارة _ ممثلاً.
– فيلم إيمان مخرج فني + ممثل ومنوعة أسفين على التأخير مصمم مواقع .
– يوميات البوعة تنسيق ديكور واعداد ممثل ومسلسل تخاريف الجزء الثاني، وتصميم مواقع وتنسق ديكور واكسسوارات + ممثل .
ماذا يعني لكَ المسرح ؟
الحقيقة يظل ويبقي المسرح بالنسبة لي حياة؛ وكان وما زال المسرح هو أبو الفنون التي استخدمها الإنسان قديمًا في التعبير عنه وعن مجتمعه.
أهم الأعمال الفنية التي شدت انتباهك من ناحية الديكور و النص والأداء التمثيلي والإخراج؟
الأعمال التي لفتت انتباهي من ناحية الديكور والأداء والاخراج.
لاحظنا مؤخرًا بعض الأعمال الليبية لمخرجين شباب بنمط يواكب تطور هذه الصناعة (الدراما) ويحترم المتلقي وهي دليل على توافق مصمم ومهندس الديكور مع رؤية المخرج وكيفية التعامل مع الفضاء الدرامي بكل عناصره وبما يخدم السيناريو المكتوب كما شدني من ناحية الديكور والاكسسوارات مسلسل (السرايا) جودة وحرفية في الانجاز وايضا مسلسل تخاريف الجزء الثاني.
دليل أن منتجي هذه الأعمال يقدرون أهمية تصميم المواقع وتنسيق الديكور.
ماريك في هذا القول الشائع أن مَنْ لم يقف على خشبة المسرح لا يعد فنانًا ؟
رأيي في هذا القول أنه ليست بقاعدة نتفق أن المسرح هو أبو الفنون ويظل جزءًا ناقصًا من مسيرة الفنان الممثل إذا لم يعتلِ خشبة المسرح ومع هذا هناك من وجد نفسه في مجال الفن (التمثيل) اجتهد فيه واشتغل على نفسه وأصبح اسمًا في المجال .. ولديه متابعون ونسب مشاهدة وهذا النجاح ناقص إن لم يخض تجربة المباشرة في الأداء مع المتلقي في اللعبة المسرحية .
كلمة لمن يرسلها الفنان خالد شروده؟
يجب على صُنَّاع الدراما الليبية ادراك قيمة تصميم المواقع في العمل الدرامي وأهميته؛ فالديكور والإضاءة والملابس، والمكياج والممثل والمخرج والكاميرا يعملون مجتمعين لخلق سينوغرافيا تضمن للعمل الدرامي قدرته علي التأثير.
فمثلا الملابس هي عنصر من عناصر القصة ذاتها و تعد جزءًا من الديكور بوصفها مناظر حيَّة، ولها قيمتها في ايضاح حالة الممثلين وتعبيراتهم، وما تحدثه من أثر نفساني وباعتبار العمل الدرامي هو قصة تجري معالجتها تلفزيونيا وتعد ارسالا متواصلا من الصور المعبرة ليس عن الفكره والمضمون فقط وإنما عن وجدان واحاسيس ليس وانفعالات لتلك الافكار فإذا اهملت إظهار بعض التفاصيل لا يتحقق الغرض من التمثيل ويبدو المنظر قبيحًا وينهار كل البناء الدرامتيكي من أساسه .
لتطوير الدراما في ليبيا على صناعها الاهتمام أكثر بالديكور وتأثيث الفضاء لأنه عنصر فعال في نجاح الدراما وللدخول بقوة في مجال الانتاج التلفزيوني.
وتبقى تحياتي لصحيفتكم الرائعة بهتمامها بالفنان الليبي أينما كان .
