لطالما زخرت جبال الهروج وكلنجة الوعرة بالقرب من سبها في الجنوب الليبي بقطعان الودان ويظهر أحيانا ببعض الصحاري والأراضي المنبسطة بالقرب من تازربو والحدود الليبية التشادية .
غزال الودان أو الضأن البربري والذي يعرف أيضا بالكبش البربري والأروي أو الوداد كما يسميه الطوارق، هو أحد أنواع الخرفان البرّية التي تنتمي لفصيلة الظباء الماعزية والذي يعيش في الجبال الصخريّة بشمال أفريقيا وفلسطين قديما. تم تعريف ستة سلالات من هذه الحيوانات حتى الآن، وعلى الرغم من أنها تعتبر نادرة اليوم في موطنها الأصلي فهي مألوفة في بعض المناطق التي أدخلت إليها مثل الولايات المتحدة وجنوب أوروبا وغيرها من البلدان، يعيش الودان في الجبال الصحراوية على اختلاف ارتفاعها،و يمكن أن يوجد في الأماكن القليلة الارتفاع عن سطح البحر وصولا حتى مستوى تساقط الثلوج. تعتبر هذه الحيوانات متأقلمة بشكل كبير مع المناخ الجاف، فهي قادرة على أن تعيش لفترات طويلة دون أن تشرب وبالاعتماد فقط على مياهها الأيضيّة.
ومن الطريف أنه تمّ ملاحظة وجود تراتبية في السيطرة داخل القطيع عند الجمهرات الأسيرة في حدائق الحيوانات، ويظهر بأن هذه التراتبية تبدأ عند الذكور وتنتهي عند الجديان، كما أن هناك تراتبية بين أفراد الجنس الواحد، فالذكور هم دوما الجنس المسيطر في القطيع، بسبب الفارق الواسع بين حجمهم وحجم الإناث، ويرأس القطيع الذكر الأعلى مرتبة بين أبناء جنسه، كما أن هناك دوما أنثى مسيطرة على باقي الإناث، وفي القطعان التي لا تحوي ذكورا تبرز هذه الأنثى لقيادة القطيع على الدوام. يتمحور مدى سيطرة أحد الجديان على الأخرى على مدى قوّة الرابطة بينه وبين والدته، وما أن تنقطع هذه الرابطة حتى تبدأ الصغار بإظهار سلوك السيطرة بين نظائرها.
وتشير عدة تقارير وشهود عيان الي تناقص أعداده وانحصاره في بعض المناطق ذات الجبال الوعرة جدا ، رغم ذلك فان الصيادين يخاطرون بأنفسهم ويقتحمون هذه الجبال الصخرية القاسية سيرا علي الأقدام – حيث انه لا تستطيع المركبات الاليه الولوج إلي داخل هذه الأماكن ‘ الصعبة ‘ ، ويتنافس هولاء الصيادون علي صيده وبأعداد كبيرة ..ولا شك أن ذلك يساهم في تقلص تكاثرها بالأماكن التي تعيش بها وربما حتي انقراضها حيث تحدثت التقارير إلى “عدم التزام هواة الصيد بالمواسم الرسمية المحددة للصيد، الأمر الذي يؤثر على البيئة البرية“على الرغم من أن قوانين الحكومة الليبية “تمنع الصيد في مواسم تكاثر وتزاوج الحيوانات، والتي تختلف باختلاف أنواعها سواء كانت طيورا أو حيوانات برية أو بحرية، لكن خلال السنوات الأخيرة، وبسبب غياب تطبيق القانون والرقابة، تحولت كل أشهر العام إلى مواسم للصيد“،حيث ساهمت ظروف البلاد والتوترات الأمنية وانتشار السلاح والفراغ في عدة أوقات سابقة إلى ازدياد أعداد هوات الصيد، وتحركهم بلا حسيب أو رقيب ومع الاسف بدون وعي ذاتي أو وازع ديني أو أخلاقي في عملية إبادة للحيوان وعدم مراعاة للحفاظ على الاتزان الفطري للبيئة.
