معروف عندنا نحن الليبيين ان فصل الصيف فصل العطلات والبحر والمناسبات الاجتماعية، ومع اشتداد درجة الحرارة تشتد الخلافات الزوجية والمشكلات الاجتماعية في اغلب البيوت..
فالليبي يحتاج لقضاء عطلته الصيفية مع أسرته على البحر، ويستمتع بشواطيء بلاده وبحرها ونسيمها العليل الذي يخفف عنه عبء الحياة اليومية، ويهون عليه حرارة الشمس اللاهبة، والكد المتواصل من أجل معيشة أسرته..
بس للأسف الشواطيء ليست مفتوحة مجانًا امام ةميع المواطنين، لان فئة من المستفدين (الفهلويين) والمتنفذين قسموها فيما بينهم، مابين عرائش واستراحات وشاليهات وقرى ومنتجعات، وصار محرم عالمواطن العادي الدخول إليها الا بعد دفع المبالغ الكبيرة. ومشكلتنا في ليبيا ان المواطن صاحب الدخل البسط والذي قد لا يتجاوز 900 دينار و يريد العيش بنفس نمط الحياة الذي يعيشه صاحب المرتب الذي يتجاوز 7000 دينار، وحتى مثل صاحب المرتب اللذي اكثر من16000 دينار شهريا .. فكيف يحدث هكذا!!
ورب الأسرة الليبية يتمنى لا يوجد فصل صيف، ولكي يرتاح من الصداع الموسمي الذي يسببه اولاده . وتسببه حرمه المصون ولماتها ومناسباتها، فأغلب اعراس الليبيين يحددوا موعدها بفصل الصيف، تزامنا مع العطلة المدرسية .. والسيدة الحرم المصون مع كل مناسبة او لمة بتحضرها، تريد ميزانية ترهق كاهل زوجها … ولكي ترى نفسها هي الاجمل والاحلى من كل الحاضرات في الصالة، ومن المستحيل ترضى انها تلبس نفس الفستان في اكثر من مناسبة، يعني كل مناسبة اجتماعية ضروري من فستان جديد .. ، هذا من غير الاكسسوارز والميك اب، والهدية .. و لان من العيب في حقها تأخذ هدية بسيطة، حتى لو ضحت بمرتبها ومرتب زوجها. والطامة الكبرى لو المدام عندها بنات صبايا وبيمشوا معاها للمناسبة، وقتها ممكن الاب يقترض من البنك الدولي،
وحديثنا عن البحر والتصييف، فالشاطي امن حق الجميع، تم تقسيمه، وياريت الدولة تستفيد من الضرائب او إيرادات من اللي قسموه بينهم وبستغلوا في الناس، عالاقل كانت فلوس الغلابة ترجع لخزينة الدولة.
وبمقارنة بسيطة للأسعار تجد ان عريشة متر في المتر في مصيف هو أساسا مصب لمجاري وصرف صحي، اغلى سعرا من شاليه، او جناح فندقي في جربة او سوسة، وهذا يثبت لنا ان تراب الوطن غالي وشاطيه غالي والوطن غالي.
ومن اللي زاد الطين بلة، الهواتف النقالة والنت والتواصل الاجتماعي، وحتى العيل اللي مازال يتعلم الكلام ضروري نشروله نقال ونفتحوله صفحة عالفيس، لكي يواكب العصر، ويقولوا علينا ناس متحضرة، وطبعا ماننسوش ان ننشروا تفاصيل حياتنا اليومية عالشبكة، ومعليشي لو جملناها بشوية مظاهر كاذبة، لنغيضوا حسادنا، و نتشفوا في اقاربنا اللي مايحبوناش.
واحنا الليبيين ماشيين بقاعدة «ماري ولا تكن حسودا»وعادي نضحوا براحتنا واستقرار أسرتنا المهم انديروا الي يديروا فيه الناس.